أنتفض"قدير"صائحًا:ماذا تقولين يا أمي ؟!
حركت"رسيل"يدها تأمرهُ أن يخفض صوته: أهدأ أجُننت أتُريد أن يسمعك من بالقصر؟!
أكمل بغضبٍ أكثر:أمي إلا هنا وكفيٰ فاض بي الكيل،لن تخدعيني مجددا كما فعلتي من قبل
ردت"رسيل"بحده:قُلتُ لك أن تخفض صوتك
دخل عليهم فجأه "سنمار"وعلي وجه علامات إستفهام
انتفضت"رسيل"حين رأتهَ
فقال متحدثًا:ما بكُم لما اصواتكُم تخترقُ الجدرانُ هكذا؟!
كان "قدير"سيتحدث ولكن قاطعتهُ والدتهِ بتلعثم:لاشيء يا عزيزي كُنتُ أتناقش ... أنا وهو فحسب .ثم نظرت لأبنها تأمرهُ أن لا يتحدث بكلمه
فهدأت ملامح"سنمار":حسنا تحدثوا ولكن دون أن يسمعكُم من بالقصرِ هكذا..ثم نظر إلي "قدير"وقال:وأنت لا تُغضب أمك أفهمت
كان سينصرف ولكن أستوقفتهُ كلمات"قدير"حين قال:لن أسمعها طالما أنها تأمُرني أن أؤذي أُختي.بعد هذا الحدثِ الأليم بدأت الأجواء في المملكه تعود كما كانت ولكن لحالٍ أفضل مما كانت عليهَ فلقد عادت مملكة''إيلدرادو"لسابق عصرها من جديد يعِم فيها الخير والرخاء والحب من جديد تزوج الملك"سفيان"الملكة"آسيا"وعادوا معا لمملكةِ الشمال وقد تم توليت"سنمار"مقاليد الحكم ليكون العين الأُخري التي تريٰ بها"آسيا"من بعيد ،وفي هذه الأوقات كانت تبحث الملكه عن والدتها"آثينا"التي أختفت ولم تظهر أبدًا
حزنت"آسيا"كثيرًا؛ لأنها فشلت أن تُعيد والدتها وتُنفذ مُهمتِها علي أكملِ وجهه،نعم لقد خالفت''آسيا"القواعد والقوانين وتزوجت وعاشت في عالمٍ ليس لها علاقةً بهِ كان يجب عليها الرحيل،ولكن قلبها قد أبىٰ أن يرحل ويترك ورائها هذا الحُب العظيم،كان أرتباطها بالملك هو سببًا في وجودِ حلقةِ وصلٍ بين عالم الحقيقة والخيال،كان عليها أن تعود ولكن تنمرد قلبها وبقيٰ،وفي ظلِ هذه السعادةِ التي غمرت الجميع وبعد أن استقرت"آسيا"وعاشت أسعد أيام حياتها مع الملك،انتشر خبر هروبِ"الجبار"من سجن "سنمار"
دب الخوف في قلوبِ الجميع،وبالأخص الملكةِ"آسيا"التي كانت في آخر شهورِ حملها،أمر الملك"سفيان"أن يبحثوا عن"الجبار"في كل مكان ولقد تطوع للذهاب "ساهور"وهو شقيق"سُفيان"الذي يكبرهُ بعامَ والذي فضل أن يترُك مقاليد الحُكمِ لأخيهِ؛ لأنهُ أنضج وأعقل منهُ في التفكير،رفض"سفيان"فكرةَ ذهابهِ هناك ولكن أصر "ساهور"وقبل رحيلهِ أمنهُ علي زوجتهِ وابنه"آسير" الذي كان قد بلغ من العمرِ عشر سنوات.
رحل "ساهور"مع الجنود بعد أن ودعتهُ زوجتهُ "آسيل"بالدموع استمرت رحلة البحثِ لشهور وعاد الجنود خائبون وحزِنون فلقد مرض "ساهور"مرضًا شديد لم يعلموا ما سبب مرضهِ وبعد مرور أيامٍ من عودتهِ لمملكةِ الشمال طلب أن يرىٰ زوجتهِ "آسيل" وابنهِ وأخيهِ ووصاهُ من جديد علي أهلهِ ثم همس بجانب أذن أخي بكلماتٍ لم يفهمُها كان من بينها:كهف...ونار...و"ال ..ج..ب..ا..ر" ثم أشار مكان قلبهِ ولفظ آخر أنفاسهِ ثم فارق الحياه .
وبعد موت"ساهور"رحلت زوجتهِ لأهلها ولكن أصرّ"سفيان"أن يبقي"آسير"معهُ تنفيذًا لوصية أخيهَ وأخبرها أن قصرهِ ومُلكهِ وكُل شيءٍ يخصهُ تحت طوعِ أمرها دائمًا وبأستطعتها أن تأتي وقت ما تشاء لترىٰ"آسير" وبالفعل رحلت "آسيل" عن المملكه
