part 3 🖤

38 5 4
                                    

تسللت خيوط الشمس الذهبيه من بين فراغاتِ السحاب التي كانت مُلبده في السماء وكأنها كانت علي وشكِ أن تُمطر ولكن شعاع الشمس كان يُقاوم؛ لينتشر وينشُر الأمل والنور في كل مكان

بدأت "نور"تفتح عيناها الرماديه ببطء حين داعبتها أشعة الشمس؛ لتُوقظها من نومها علي هذهِ الضجه التي تملئ البيت، اعتدلت علي فراشها وبدأت في تحريك شعرها بيديها؛ وكأنها تستوعب ما يحدث بالاسفل وأخيرًا قامت من مكانها وابدلت ملابسها بعد أداء صلاتها ثم نظرت علي الكتاب المُلقيٰ علي السرير فلقد كانت تحتضنهُ منذ أن حصلت عليهِ ذهبت تجاهُ وحملتهُ بين يديها لتتحسهُ بُلطف ثم أخذتهُ ووضعتهُ في حقيبتها وهمت بالهبوط لأسفل؛ لتريٰ ماهذه الضوضاء الصاخبه التي تملئ البيت

فتحت باب غرفتها وبدأت تسير في هذا الممر الطويل، وأثناء سيرها تذكرت هذه الغرفه ذات الباب الذهبي الضخم وهذا القفل الكبير القابع عليها حتي أن الصدأ يبدو أنه قد نهشهُ من قلة إستعمالهِ، ظلت واقفه أمامها تتأمل هذه النقوش التي توجد علي هذا الباب دونًا عن باقية الأبواب، فلقد نُقِش عليها باللون الذهبي صورةً لأمرأه تمسك بيدها كتاب لا يتبين كنههُ، وفي يدها شيء ما يُشبه القلم، كانت لا يظهر من هذهِ المرأة أي ملامح فشبت"نور"علي قدميها؛ لتتحس هذا الكتاب ثم هذهِ الآله التي تُشبه القلم وحين وصلت لوجه المرأة الذي كان مخفي بواسطة شعرها المُنسدل علي وجهها شعرت بملمس دافئ، أو كأن هذهِ ليست نقوش مطبوعه فحسب بل هو بالفعل جسد لكائن حي، فلقد شعرت بحركة شعر المرأه فأنتفضت إلي الوراء وكادت لتقع لولا أن استندت علي الطاوله التي كانت بجانب يدها وحين جائت؛ لتعتدل في وقفتها مدت يدها علي الحائط دون قصد فدخل الحائط للداخل وكأن هناك بابً قد صُنِع فجأةً من الجدار فتراجعت بُذعرٍ للوراء حين رأت ذالك، ثم مرت بضع ثوانٍ بدأت تستجمع فيهم كامل قواها؛ لكي تريٰ ما الذي بالدخل، بدأت تقترب من هذا الباب العجيب شيئًا فشئ ثم نظرت من بعيد، فوجدت أنه لا توجد أي إضاءه ولا تستطيع رؤية شيء، فأخذت نفسًا عميق وقررت أن تدُخل، فتقدمت ومدت قدماها ببُطء فإذا بها تجد درج ويبدو أن هناك سلم، فبدأت تهبط درجاتهِ بحرصٍ شديد وهي تستند علي الجدارِ بيديها بدأت تهبط بضع دقائق حتي وصلت إلي الأسفل ولا زالت لا تري شيء
فمدت يداها؛ تتحس الحائط لعلها تجد مصدر للضوء، فحين لامست الجدار شيئًا فشيئ وجدت مفتاح فضغطت عليه فأنار المكان بأكملهِ، ليظهر أمامها غرفه واسعه جدرانها مُغطى بطبقه من اللون الفضي شديد اللمعان تجعلك تشعُر وكأن هذه قطعًا مِن الماس قد رُصِعت علي هذه الجدران.

سارت بضع خطواتٍ بحرص وهي تتحس الجدار بيدها فلقد كانت مذهوله بروعة وجمال هذا المكان
وكيف لهذه الغرفه الخفيه أن تكون بهذا الجمال وتُخبأ في الجدارِ هكذا ؟!

بدأت تسير وقد رأت في سيرها مكتب موضوع عليهِ عدد من الدفاترِ والأوراق، وأمامهُ أريكه كبيره باللونِ الأحمر الداكن بدأت تتحسها برفق ثم رفعت عيناها لتُقابل هذهِ الصوره الكبيره المُعلقه علي الحائط والتي كانت مُغطى بستارةٍ سوداء يتدلى من جانبها خيط أقتربت
بحرصٍ شديد وبدأت تُشد هذا الخيط، فبدأ الستار ينفتح؛ لتنكشف من ورائهِ هذه الصوره التي تحمل أربعةَ أشخاص مِن جديد "أحمد" و زوجتهِ و"زهره"وهذا الطفل ....
الذي صُعِقتَ "نور"حين رأت ملامح وجههِ كامله لا ينقُصها شيء كما كانت تراها دائمًا
فلقد بدى هذا الطفل بعيونهِ الزيتونيه المّختلطه باللون العسلي، كانت عيونهِ مختلفه عن أفراد العائلةِ تمامًا وأنفهِ الأقني وبشرتهِ البيضاء وشعرهِ الأشقر وابتسامتهِ هذهِ أو بمعني أصح عبوسهِ هذا، فجميع من بالصوره علي وجهِ إبتسامه حتي وإن كانت صغيره أما هو فيبدو بأن شفتاهُ لم يُحركهما من الأساس، أقتربت "نور" أكثر وبدأت تتحسس عيناهُ فشعرت بأنهما يأسُران بداخلهما عالمًا بأسرهَ، بدأت تُدقق حتي شعرت بأن عين هذا الطفل بدأت تترقرق فيها الدموع ففزعت من هذا المنظر وتراجعت للوراء
ووضعت يدها علي قلبها من أثرِ الصدمه، ثم عاودت الإقتراب بحذر مرةً أخري فلم تجد شيء.

"آسيا"/بقلم:نيره تامر💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن