Part 10 💜

19 4 0
                                    

حين ذهبت "إشريا"بعيدًا عن "يامن"فقدت مجال حمايتها لم تلحظ هذا، حتى عندما منعتها الأشجار لم تُعطي لها بالًا، ولكنها أكملت السير حتى عندما تمددت الغصون وأمسكت بقدمها محاولةً لمنعها قُطِع طرفًا من فُستانها، كانت"إشريا"تسير ولا تُلاحظ كل هذا، فكُل ما يشغل بالها هذه القطة التي فُتِنت بجمالها وكأنها قد سحرتها بعيونها دخلت"إشريا"الغابة وتوقفت القطة حينها فانخفضت لمستواها وتحسست رأسها وبدأت تُداعبها وتقول: يا لكِ من مُشاكسه ثم ضحكت ضحكةٍ عاليه

نقلت الرياح رنات صوتها وضحكاتها لأُذنِ من كان يتمنى لقائها، كان"آسير"يتدرب علي الرمايةِ كعادتهِ وحين سمع صوتها انفلت الرمحُ منهُ فأصابهُ في يديهَ وبدأت دمائهُ تسيل لم ينتبه لهذا، بل شغل بالهِ فقط هو صوتها، أمر الرياح بأن تقودهُ إليها فبدأت الرياح تدفعهُ وكأنها تُبين لهً مسار تواجُدها، حين كان علي مَقربةٍ منها رفع يديهِ فتوقفت الرياح ثم اختبأ خلف شجرةٍ؛ كي لاترى لقد كان يُراقُبها طوال تلك السنوات ولكن لم يعلم أن جمالها أخآذ بهذا الشكل، ضحكاتها روح الطفولة التي تملئُها وهي تُداعب 
القطةوتضحك، فُستانها الطويل الواسع ووشاح رأسها الذي يتدلى لقدمها ويتحرك حركة خفيفه مع نسماتِ الهواء، كُل هذا كان يُمثل لوحةً فنيةً بديعةً في عينا ابتسم تلقائيًا  لثوانٍ وأختفت البسمة واحتدت نظراتهِ من جديد، ولكنهُ ظل يُفكر بعض الشيء كيف سيظهر امامها؟، هل سيأخُذها لقصرِ الملكِ مرةً واحدة أم يتتبع أثارها حتي يصل لمعلوماتٍ تُمكنهُ من القضاءِ عليىالمملكة؟، أم يظهر لها في صورةِ شخصٍ ضرير يعيش وحيد وقد ضل الطريق ؟..
توقفت تلك الفكرة في رأسهِ وابتسم وقال في قرارة نفسهِ: هكذا سأفعل فبالتأكيد حظرتها والدتها من أهل مملكة الشمال، وستعرفُني من عيوني في الحال

ثم قام بلفِ الوشاح حول وجهههِ ونظر لجرح يديهِ الذي لازال ينذف الدماء ثم ابتعد بضع خطوات عنها وسقط في الأرض وبدأ يتأوه

كانت "إشريا" تُلاعب القطة حتى توقفت ونظرت حولها فوجدت نفسها في الغابة فدب الخوف في أواصرها وشعرت بالقلقِ وتذكرت تحذيرات "نورسين"وكيف طلبت منها مرارًا أن لا تبتعد عن"يامن"؛كي لاتفقد حمايتها، بدأت ترتجف حتي أتاها صوت أنين شخص يتأوهَ من الألم ،توترت أكثر وتراجعت خطواتٍ للوراء وكانت ستذهب ولكن أنين الشخص لايتوقف فشعرت بالشفقة تجاهُ يبدو بأنهُ مريض حقًا كما أن روحِ الطبيبةِ التي بداخلها يدفعهُا لمساعدةِ الجميع استعانت بربها وتقدمت بضع خطواتٍ فتبعتها القطة التي التصقت بقدمها وبدأت تسير مع مصدر الصوت كانت الأشجار تتمايل عليها والريح تسير في عكس إتجاه سيرها وتمنعها، ولكن توقفت مرةً واحده وتراجعت غصون الأشجار وسكنت الريح وعاد كُل شيءٍ كما كان وكأن هناكَ قوةً أُخري قد اوقفت كُل هذا
اذدرئت "إشريا"ريقها واكملت حتى وصلت لمكانِ الصوت فرأت"آسير"يستند بجسدهِ علي جزع الشجره والدماء تسيل من يديه ذُعِرت "إشريا"فقالت له بخوف:هل..هل أنت بخير يبدو أنك اُصِبت بشده
كانت "إشريا"تنظُر لجرح يديهَ وجلست علي مسافةٍ منهُ ولم تمس يديهَ كما أنها لم تطلع في عينا
لم يُجيبها "آسير"بل تأمل ملامحها فحسب ثم رفعت رأسها فأغمض عيناهُ بسرعه فقالت:يجب أن يُنظف الجرح

"آسيا"/بقلم:نيره تامر💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن