أفاقت "إشريا"من نومها وهي تفرُك جبهتها وتشعر بدوارٍ رهيب في رأسها حاولت أن تقف ولكنها فشلت
نظرت حولها بعينين مشوبتان فدققت جيدًا فرأت أنها بُغرفتِها التي في القصر بدأت تضغط علي رأسها أكثر وتُغمض عيناها بشده لتتذكر ماحدث ولكنها لم تذكُر شيء
شعرت بيدٍ دافئه علي رأسها فنظرت بطرف عينها فوجدتها"نورسين"شعرت ببعض الطمأنينة ثم فقدت وعيها من جديدفي صباحِ يومٍ جديد كان"آسير"يدور حول نفسهِ ويتساءل لماذا لم تأتي؟!وبدأ يسأل نفسه كيف سيأخُذها؟! هل يذهب إلي القصرِ ؛ولكن لا سينكشف أمرهُ فبدأ يجئ ويذهب ويُفكر ثم تذكر هذه القطه فوقف فجأةً وقال "إشريا"في خطر يجب عليا أن أحميها وأُسرع في إيجادهاَ قبل أن يأخُذها هو .
كان"يامن"يجلس في حديقةِ القصر وقد ظهر علي ملامحهِ الجميله سحابةً من الحزن كان يُفكر في أبيهِ وأُمهِ شعر أن قلبهُ يُعتصر حين تذكر لحظةَ فراق والدهِ لقد كان صغيرًا حين رأي هذا المشهد الذي حُفِر في أعماق ذاكرتهِ ثم تذكر أُمهِ وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وكان يمسك بيدها ويبكي بجانبها تذكر كم واجههُ من مآسٍ في صغرهِ ولازال يواجه رغم أن سِنهُ لم يتجاوز العاشرة إلا أنهُ اكبر من عُمرهِ بكثير فلقد خلقت الحياةُ مِنهُ شخصًا قويًا بائسًا حالمًا بعض الشيء حَملتهُ الحياه أكثر من حجمهِ والآن تُحمَلهُ أكثر
كان يشعُر بتأنيب الضمير حين تذكر"إشريا"وخُيل إليهِ أنه السبب في هذا
مُدتَ يدًا حانيه علي كتفهِ فألتفت ليجدها"دارين"جلست
بجانبهِ ومسدتَ يدها علي شعرهِ بحنانٍوقالت:آسفه لأنني غضِبتُ عليك بالأمس أعلم بأنك لست المُخطأ ارجوك لاتغضب مني
نظر لها "يامن"ببسمه باهته:لستُ حزينًا منكِ ولكن أُفكر فيما كان يحدُث لو لم تأتي
ربتت دارين علي كتفيهِ وقالت:لاتُفكر فيما كان طالما أنهُ مضي
"ولا تقُل لو كان كذا أو كذا ولكن قُل قدر الله وماشاء فعل"
ولا تدع الهواجس والأفكار السيئه تُسيطر عليك
حمدًا لله لقد انقذنها في آخر لحظه قبل أن يحدُث شيء لاتحزن لأجليتبسم "يامن" وقال لها:لطالما كُنتُ اقول دومًا لجدتي أن دارين تُعاملني كأخٍ صغيرٍا لها
تبسمت "دارين"واحتضنتهُ وقالت مُداعبه:انت بالفعلِ كأخٍ لي وأنا اختك أليس هذا صحيح؟!
تبسم قائلًا:بلي
فتبسمت له وقالت:إذا هيا بنا يا أخي لنريٰ ذات الرداءِ الأحمر التي ستقتُل نفسها بنفسها طالما لازلت تسير وراء فضولها
قهقه "يامن":هذا صحيح كما أنني نسيتُ هذا الأسم الذي اطلقتهُ عليها حقًا سأُناديها بها مُجددًا هيا بينا إذا .
استيقظت"إشريا"أخيرًا بعد نومٍ طويل فتحسست رأسها ونظرت بجانبها فلم تجد أحد عاونت نفسها لتقف فنجحت بعد مُعانه كانت لازالت مُشوشة في الرؤيه فجلست من جديد
فُتِح باب الغرفه فدلفت"دارين"ومن ورائها "يامن"الذي دلف حين أشارت له "دارين"
اقتربوا من "إشريا"فجلس "يامن"علي مقعدٍ أمامها وجلست"دارين"بجانبها