Part 13
اختفي الضباب وعادت الأجواء كما كانت ولكن أصبحت أرض المملكه خاليه الكُل قد ارتعد فذهبوا لمنازلهم أما "دارين"فكانت تستعيد وعيها ببُطء فلقد سقطت علي الأرض أثار هذه الرياح والرمال الشديده نعم هي قويه بالحد الذي يكفي ولكن شيءٌ ما أصاب رأسها فسقطت حاولت أن تستند علي الارض لتعاون نفسها
وبالفعل استطاعت بدأت في الجري هنا وهناك تُنادي علي "إشريا"لعلها تُجيبها ولكن سئِمت من المحاوله
بدأت تشعر باليأس فحركت يدها في الهواء وبدأت تُرتل كلمات من بينها كلمة "أختفاء"انتقلت الريح مع موجاتها الصوتيه وكأنها كأداةِ إتصال بينها وبين الملك
بدأت تُنظف ثيابها من التراب الذي أصابها
ووشاحها وحين لامست رأسها شعرت بشيء دافيء علي وجناتِها تحسستهُ فوجدت دمائها تسيل اثر اصطدامها بالأرض بدأت تتأوه كما أنها تخشي من لون الدماء أو من اللون الأحمر عامةً حاولت مسحهِ بوشحها ويديها ثم بدأت تسير بخطوات مُتثاقله تجاه القصر .كان الملك "سنمار"يجلس في ديوانهِ يُناقش بعض أمور الحكم مع مُستشاريهَ ثم توقف حين سمع صوت الرياح
فخرج من ديوانهِ ووقف في نافذة القصر فسمع همس الرياح وصوت "دارين"وهي تُردد"إختفاء"نادي علي حُراسهِ بأعلي صوت فأتوا مسرعين ثم طلب منهم أن يذهبوا إلي "دارين" ويبحثوا عنها في أرجاء المملكه هي و"إشريا"
استجاب حُراسهِ وذهبوا مسرعين في أوجٍ كبير بدأوا يبحثون هنا وهناك
كانت"دارين"تسير ببُطء ولكن أثار إصابتها جعلها تشعر بعدم الإتزان فسقطت علي الارض وقبل أن تفقد الوعي رأت حراس الملك من بعيد ثم اختفت الرؤيه .علم "يامن"ماحدث فكان سيُصاب بالجنون قرر الخروج ولكن رأي جنود الملك عائدون ويحمل كبيرهم "دارين"
أسرع إليها ففزع حين رأها هكذا حملها الحارس لغرفتها واستدعوا حكيمة القصر لفحصها
بدأت تفتح عيناها ببطء شديد وجدت "نورسين"و"يامن"والملك أيضا بجانبها
قال الملك بنبرة قلق :هل أنتِ بخير
نظرة له "دارين"بطرف عيناها ولم تُجِبه
مسحت"نورسين"علي رأسها بحنان أما "يامن"فأسرع في عجل يسألها عن "إشريا"
حكت لهم ما حدث فأنصُعِق جميعهم
وتجهم وجه الملك وخرج مندفعا خارج الغرفه.دق قلب"إشريا"بسرعه حين رأت هذا الشخص والذي تبين لها من هيأتهِ وثيابهِ وهذا التأرجح الذي يُزين رأسهِ أنه الملك ورغم أنها لا تعلم من هو ومن يقف أمامها ولكن رؤيتها له جعلها ترتعد
تراجعت بعض خطواتٍ للوراء وقالت بصوت مرتجف:م..من أنت ؟!وأين أنا؟!
اقترب منها الملك في صمت بليغ بدي علي ملامحهِ اكتفي فقط بتأمل وجهها بعينيها الرماديتان وبعض خصلات شعرها التي انسدلت من تحت وشاحها تبسم وقال بصوت هامس:كم تُشبهينها كثيرًا !
بدأت ''إشريا"تُطالع ملامحهِ التي ظلل عليها الحزن كانت عيناهُ الخضروتان مُنطفئتان وكأنهُ قد فقد شغفهُ وأملهُ في الحياه
ووجهُ الذي لا يظهر عليه أي معالم من الكبر وليس هو فقط بل أهل هذه المملكه يحتفظون بجمالهم وكإن أعمارِهم تقف عند الاربعين ولايكبرون بعدهُ
قالت "إشريا"بصوت منخفض وهي تُطالع عينا:أبي
وكأن كلمتها قد جعلت قلب الملك يهويٰ من فوق جبلٍ شاهق الأرتفاع فكم من سنين وأعوام مرت حتي انه فقد الأمل في رؤيتها والآن هي تقف أمامه بكامل هيئتها وتحمل كل تفاصيل زوجتهِ وحبيبتهِ
لم يتمالك "سفيان"نفسهِ فاحتضنها وبكي
ٰ بكيٰ لعل الدموع تُطفئ لهيب قلبهِ وتُداوي جراح روحهِ
بكيٰ وبكت"إشريا"لبُكائهِ فهي الآن تقف أمام والدها الذي لم تريٰ ملامحهِ في يوم تقف أمام من كانت تسمع عنه فقط ولم تريٰ
ابعد كُل هذه السنوات قد يُكتب لهم اللقاء؟!