كانت "إشريا"مصدومة من ما رأتهُ فلقد كانت "دارين"تقف مع شاب لا يتبين ل"إشريا"ملامحهُ ولكن حين اقتربت أكثر وسمعت حديثهما كان يبدو أنهما يُخفيان أمرًا عن الجميع، ثم انتهى لقائهُما وذهب، كانت"إشريا"مُشمئزه جدًا من هذا التصرف الذي كانت تفعلهُ"دارين"وبدأت أفكارها تتناسج وتُفسر لها أشياء سيئة فأحست بأنها سترتكب ذنبًا عظيم إن ظنت بها ولم تتأكد من الذي رأتهُ "فإن بعد الظنِ إثم"تذكرت "إشريا"هذه الآية التي في سورة "الحجرات"فأستغفرت ربها
ثم ذهبت وراء ""دارين"التي كانت تتلفت كلما خطَت خطوة، وكانت "إشريا"حريصه علي أن لا تراها حتى وصلت "دارين"إلي الغرفة فاختبئت"إشريا"خلف الجدار الذي بجانب الحجرة حتي دخلت "دارين"وأغلقت الباب ورائها، خرجت "إشريا"وحاولت أن تبدو طبيعيه بعض الشيء وأخذت نفسًا عميقًا ثم توجهت ناحية الغرفه وفتحتها.كان "آسير"يجلس أمام هذا الكوخ الصغير الذي صنعهُ بعصاهُ الخاصة، وبدت علي ملامحهِ بعض الهيامِ والسعاده ثم هز رأسهِ بقوه وكأنهُ يستطرد فكرةٍ ما هبت في رأسهِ
وأكمل وهو يقول بغضب: لا لا يجب أن أُفكر بهذا لقد كانت هي وعائلتها سببًا في تدمير
مملكتِنا سأنتقمُ ل عمي ولنفسي سأجعلكِ تندمين يا "آسيا".حين فتحت "إشريا"الباب انتفضت "دارين"بُذعر ثم قالت بإرتباك حاولت أن تُخفي ولكنها فشلت :"إ...إشريا"ما..ما الذي يُوقُظكِ إلي الآن؟
اقتربت منها "إشريا"حتى وقفت أمامها ثم قالت بعيون مُحتده وهي تنظُر إلي عيناها الزرقوتين: بل يجب عليا أن أسئلُكِ أنا هذا السؤال....أين كُنتي يا "دارين"؟
بدأت "دارين" تتلعثم ووجها يتصببُ عرقًا: لقد..ذهبتُ لأجلي ال..الماءقالت "إشريا بتهكُم: هل كُنتي تجلبين الماء من الحديقةِ إذًا؟
لم تنطق "دارين"فأكملت "إشريا"قائلة: من كان هذا يا "دارين" أخبريني
ثم رق صوت "إشريا"وبدأت تتحدث بنبره هادئه وحانيه: أعدُكِ بأنني لن أُخبر أحدًا!
عمّ الصمت بضع لحظات وكانت "دارين"تفرُك يداها في خوفٍ وتوتر ثُم نظرتلعيناي"إشريا"وقالت بتلعثُم: هذا..هذا"غيث"
قالت "إشريا"بعدم فهم: من ..من "غيث"هذا
بدأ القلق يظهر أكثر علي ملامح "دارين"وتتلعثم في الحروفِ والكلمات فهدأتها "إشريا"بعض الشيء
حتى أكملت وهي تقول: "غيث"..يكون ابن الوزير "غسان"وزير مملكة...الشمالصُعِقت "إشريا"حين سمعت هذا وقالت بقلق وتوتر: كيف ... كيف هذا ألا تعلمين أنهم
أعداءنا هل تنقلين أسرار مملكتِنا لهم هل أنتِ خائنة يا "دارين"؟!