مر اليوم وفي صباح يومٍ جديد حاولت "إشريا"بكُلِ الطُرق أن تذهب لخارج القصر ولكن رفضت "نورسين"وأخبرتها انها هنا ستظل بأمان لم تُوافق "إشريا"علي ذالك فانطلقت خارج القصر وجلست بحديقتهِ شعرت بأن ايامها أصبحت مملة لا إثارة، لا مغامرة، لا تشويق لا اي شيء
فوقفت فجأةً وقالت :لا لن أجعل أحداث روايتي مملة حتي وإن لم يخبرني الكتاب بأي شيء سأصنع انا أحداث قصتي من تلقاء نفسي
ثم فتحت حقيبتها وأخرجت عصا "إيرول"ووجهتها في ضوءِ الشمس كما علمتها"نورسين"ورتلت بعض الكلمات وهي مُغمضة العينان وحددت المكان الذي تُريد الذهاب إليه فأنبثقت فجوه أمامها ودلفت إليها ثم اختفت
كانت تُشاهد هذا كُلهُ"نورسين"فتبسمت وقالت:يبدو أن روح المغامرة تُؤثر عليهاِ مثل والدتها ؛ولكن أخشيٰ عليها أن تقع اثيرةً لروحها كما وقعت "آسيا"من قبل
أجابها"يامن"مُطمئنًا:لا تخافي سأكون معها دائمًا كما فعل والدي من قبل مع والدتها
تبسمت"نورسين"ومسحت دمعةً سقطت من عينيها حين تذكرت ابنها وقطعةً من فولاذِ قلبها ثم قالت:اثقُ بذالك يا بُني ولكن أخشيٰ عليك
مد "يامن"كفيهِ الصغيرين وجفف دموعها قائلًا ببسمه:الأسود لا تخافي عليها أبدًا وإن كانت نهايتي مثل والدي فعليكِ أن تكونِ فخورةً بي؛ لأنني سأموت مُقابل أن احمي مملكتي .
تبسمت"نورسين"ثم ابتعد عنها "يامن"وقال:سأذهب الآن
ثم اختفيٰ فجأةً
نظرت "نورسين"لمكانهِ وقالت:حماك الله يا ولدي !.انبثقت فجوه في مكانٍ بعيد بعض الشيء عن ارض المملكه وظهرت منها "إشريا"فتبسمت ؛لأنها وصلت لهذا المكان كما أرادت ثم دلفت حيثُ المنازل والأسواق المُنتشره هنا وهناك بدأت تتجول حتي رأت بائع الحُلي مرةً أُخري والذي رأتهُ اول مرةٍ أتت فيها إلي هنا غطت وجهها جيدًا ثم اندهشت حين نادها لتأتي إليه
ذهبت إليه
فقال الرجُل وهو ينظر حولهُ بحذرٍ:هل لازلتي تُريدين أن تعرفي عن "آثينا"وماذا حدث لها
قالت"إشريا":بلي ولكنني علم..
قاطعها قائلًا:هناك المزيد لم تعلمي عنهُ شيء إن اردتي أن تعلمي فلتأتي إلي حين تتعامد الشمس علي المملكه فتهدأ حركة الناس ويقل نشاطهم سأكون بإنتظارك وسأصطحبكِ لبيتي ؛ولكن عليكِ أن تأتي وحدكتراجعت"إشريا"بعض الشيء وكادت ترفُض فأكمل الرجل قائلًا ببسمه:لا تخافي عائلتي وزوجتي واولادي هناك سأدعوكِ لتناول طعام الغداءِ معنا
تبسمت "إشريا"ثم ذهبت ولكن شعرت ببعض القلق فحاولت أن تُطمئن قلبها وسعُدت حين شعرت أنها ستبدأ اول مغامرتُها وربما تعلم الكثير وتستطيع الوصول لجدتِها وتحريرها وتُعيد هدوء المملكه من جديد
بدأت تتجول في أرجاءِ المملكه حتي لمحت هذه القطه من جديد كان بداخلها رغبه شديده تجعلُها للذهاب ورائها
انصاعت "إشريا"وذهبت ورائها وكأنها مسحورةً بها
تبعتها حتي دخلت الغابه من جديد وحدثتها "إشريا"قائله بصوت منخفض اين ستأخذُني ايتها القطه
هنا سمع صوتها"آسير"الذي كان يتحسس قطعة القماش بيديهِ فهب واقفًا وأمر الرياح أن تقودهُ إلي مكانها
ففعلت كما طُلِب منها
كانت "إشريا"تسير وراء القطه حتي رأت "آسير"وهو يقف مُغمض العينين مُجددًا وخفي الوجه أيضًا كان يحمل قوسهِ ورماحهِ من جديد وكان يطصنع أنه لا يري ويُصوب الرمح تجاها
تبسمت "إشريا"ثم صرخت وقالت:توقف!ستُصيبني
اخفض "آسير"رمحهِ ثم قال ببسمه"إشريا"
في هذه اللحظه اختفت القطه حين رأتهَ
قالت"إشريا"ببسمه:كيف حالك الآن هل يداك بخير
أجابها:نعم بخير
قالت"إشريا":عليك أن تحذر أن تُصيب بالخطأ
أجابها بنبرة ثقه:انا لا أُخطأ التصويب أبدًا حتي وإن كُنتُ لا أري
تراجعت "إشريا"فلقد شعرت بالخوفِ من لهجتهِ
فأكمل حين شعر بخوفها :الآن لماذا تتسكعين هنا لوحدك ألا تخشين من الغابه؟!
قالت"إشريا"وهي تُشير لمكان القطه لتقول:بسبب هذه الق..
ثانيه اين ذهبت ؟!
قال"آسير":بتساؤل:من ؟!
قالت"إشريا"وهي تتلفت ورائها:هذه القطه العجيبه هي من قادتني إلي هنا كما فعلت أمس
نظر"آسير"خلفهُ واعطي ظهرهُ لها ثم فتح عيناهُ فرأي القطه تقف بعيدًا وتحتد عيناها لهُ وكأنها تُنذرهُ نظر لها"آسير"بحده فذهبت القطه واختفت
ثم أغمض عيناهُ وعاد ينظر ل"إشريا"من جديد ليقول:يبدو أنها تُداعبك لا تنتبهي لها
قالت"إشريا":حسنا علي الذهاب الآن
قال"آسير"بتساؤل: لما؟!
قالت"إشريا":وراءِ موعد يجب علي أن لا أتأخر
قال"آسير":هل سنلتقي مُجددا
أجابتهُ:إن شاء الله سيحدث
إلي اللقاء
أجابها "آسير":إلي اللقاء