كانت الأحصنه تسير كالبرق والعواصف والرياح تشتد
وكأنها تدفعهم ليصلوا أسرع بدأت الشمس تميل نحو الغروب وتغلغل الخوف والقلق في القلوب
كان"آسير"يتقدمهم جميعا و"دارين"و"غيث"و"قدير"ورائهم
كلا منهم يُفكر فيما سيحدُث هل يستطيعوا أن يصلوا قبل فوات الأوات أم أن الوقت سيكون قد فات
كانت"دارين"تنظر من تارةٍ لأُخري ناحية "قدير"فهي لازالت لا تستوعب ما يحدث هنا
ولكن ستظل صامته حتي تفهم مايحدثجذب"الجبار"يد "إشريا"بقوه فتأوهت وحاولت أن تفلت يدها ولكنها توقفت عن الحركه حين رأت هذا المنظر للرجل المعلق علي الحائط ودمائهِ تسيل من مكان قلبهِ أقشعر جسدها حين علمت أنه هو ذالك الرجل صاحب الحُلي الذي ألتقت بهِ في أول مرةٍ جائت بهِ إلي هنا
توقف "الجبار"أمام هذه الطاوله الدائريه التي يوجد عليها أوراق متهرئه وأُخري عليها نجوم وشموع حولها وإناء بهِ سائل أحمر نظرت له"إشريا"فشعرت بالغثيان
أجلسها علي مقعد خشبي ووقف أمامها ثم نظر تجاه فجوه في سقف هذا الكهف تكشف جزء من السماء
ثم نظر لها قائلا: أقترب الوقت
نظرت له"إشريا"بفزع وعدم فهم ظهر علي ملامحها
فبدأ يدور حولها
وقال بصوتهِ الجهوري الخشن:يبدو أنكِ لاتعلمين أي شيء كما أن هناك أشياء أخبروكي عنها خطأ لم تكُن صحيحه
الآن سأكشف لكِ ما قد أخفى عنكِ،
ثم أبتسم بشر وقال:حتي تعلمين الحقيقه كلها ثم تموت معكِ
وظل يضحك
أرتعدت"إشريا"وأنكمشت في مكانها
أما"الجبار"فبدأ يقول مجددا:تودين أن تري بعيناكِ أم تسمعيني
نظرت له بعدم فهم :كيف تري بعينها؟!
فأكمل بعد أن قرأ ما تُفكر به
ثم حرك يدهُ أمامها قائلاً:فلتنظري إذا
بدأ يشكل يده أمامها في الفراغ حتي ظهرت صور كأشخاص تتحرك أقتربت"إشريا"فوجدت أن هذه الصوره المصغره هو جدها وجدتها
نظرت له بصدمه
فقال متهكما:تظنين أننا لم نصل لعلوم التكنولوجيا مثلكم،نحن لا نحتاج لكل هذه الهراء، ثم قال بصرامة وقوه نحن بسحرنا أقوي من أي شيء
تراجعت"إشريا" بعض الشيء خوفًا من نبرته
فأكمل وهو يُشير لجدها الظاهر كصوره مصغره في الهواء
"آسينوس"أو كما يُسمي في عالمكُم"أحمد" بالتأكيد تعلمينهُ
ثم أشار لهذه الفتاه التي بجانبه"آثينا"أو كما تقولون عنها"شهد'' وبالتأكيد لم تريها ولو مره في الحقيقهالأمر يبدأ دائمًا بالفضول والشغف لمعرفة ما هو خفي،العبث والبحث وراء كل شيء،والذي قد يُؤدي بنا إلي المصائب والوقوع في حفره لا نعرف كيفية الخروج منها هكذا يبدأ الأمر ..
وبدأ يشير لهذه الصوره التي تغيرت لتتحول إلي صورة"أحمد"وهو يعبث بأدراج مكتب والدهِ ويبحث هنا وهناك
فأكمل"الجبار"قائلاً:هكذا كان جدكِ يبحث بشغف وفضول عن هذه الأوراق التي أخفاها والده عنه لم يكف عن البحث حتي....ثم أشار مجددا ناحية الصوره ل"أحمد"وهو يبحث في أحد الأرُفف حتي وقع كتاب عتيق وخرج من داخلهِ بعض الأوراق فهبط ولملم ّ ما قد سقط وبدأ يتفقد الأوراق والكتاب بسعاده وكأنه قد وصل لغايته