الفصل الثامن والاربعين

513 26 5
                                    

الفصل الثامن والأربعون
شكك في البداية عندما وصلت له معلومة عن مكان أبناء شقيقته الراحلة، خصوصًا وأن مسألة موتهم شبه مؤكدة.
لكن  حديث المحقق الذي كان يتولى أمر التحقيق في قضية وسام منذ أن عرف بما يفعله عن طريق الحارس (عندما قبض عليه في قضية مقتل سعد وملاك)
بأن التحقيقات التي لديه لا تؤكد موت الأطفال!
جميع التحريات التي أجراها لا يوجد بها دليل واحد على قتلهم؛ الصور والفيديوهات تؤكد بأن رجال وسام أحضروا أجوله يعتقد أن بها جثث الأطفال؛ لكن لم يحضر أحد منهم  عملية قتلهم.
ما أكد شكوكه أن وسام قبل عملية قتل سما وسميحة، قام بأخذ أولاده وأخيه إلى رحلة برية لعدة أيام عاد منها لوحده، وقد ظهر شقيقه بعدها في دولة مشهورة بالمدارس الداخلية والبنوك التي يقوم الكثير من رجال الأعمال والسلطة بتخبئة أموالهم بها.
بمساعدة من ساجي تحصل على الكثير من المعلومات المفيدة كما أنه استطاع أن يحدد له اسم المدرسة الداخلية التي يوجد بها أولاد شقيقته الراحلة.
الأمر كان شاقًا عليه نفسيًا أكثر منه  جسديًا، عدة أشهر وهو يبحث ويدقق ويتأكد من مكانهم، بل يتأكد بأنهم لايزالون على قيد الحياة.
وصلت الطائرة لمحطتها لينزل منها مع يحيى، أرادت سمر أن ترافقه في الرحلة لكنه رفض، لم يضمن ردة فعلها عند رؤية الأطفال، صحيح هي تحبهم وقد سعدت كثيرًا بخبر وجودهم على قيد الحياة، لكنها لازالت تعاني من فقدان سعد ويخاف أن تلومهم على فعلة أمهم!
وضع الحقائب في الفندق واتجه مباشرةً إلى المدرسة الداخلية؛ الحصول على أمر أخذهم منها لم يكن سهلًا أبدًا، خصوصًا أن وسام لم يعطي تصريح لأحد بذلك فهو المسؤول الوحيد عنهم، كما أنه لم يقم بوضعهم بأسمائهم الحقيقة، بل مستعارة.
القضية وأمر إلقاء القبض على وسام هي من ساعدته في أخذ الوصاية القانونية كما أن شقيق وسام أعطاهم الأسماء الجديدة وكافة البيانات؛ حتى لا يتورط في قضية خطف وإخفاء أدلة بل ما هو أسوأ من ذلك مثل التورط في باقي أعمال وسام.
وصل بعد أكثر من ساعة لمكان المدرسة الداخلية فهي تقع خارج المدينة، تبدو كصرح عملاق مُسيجة بالكامل، بعد قليل كان في غرفة المديرة مع يحيى ومندوب من السفارة بالأوراق اللازمة لأخذ الأطفال؛ لم يهتم بالحديث الدائر بين المديرة ومحامي المدرسة من جهة وبين مندوب السفارة من جهة أخرى، بل كان متوتر من اللقاء فهو منذ موت ملاك لم يراهم، تُرى ماذا ستكون ردة فعلهم عندما يجدوه أمامهم.
وضع يحيى يده على ركبته التي لم تتوقف عن الاهتزاز دليلًا على تصاعد حدة توتره ليرفع عينية له.
- بصوته الهادئ يطمئنه:
- كل شيء سيكون بخير، لا تقلق.
مرت فترة بدت له دهرًا حتى سمع دقات على الباب ودخلت إحدى المدرسات من خلفها الأطفال، عبدالله كان أول من جرى نحو يحيى يحتضنه وهو يبكي، وبعده أحمد احتضن خاله سامي، أما علي لم يبدي أي ردة فعل، فقط انتقل بنظراته بين يحيى الذي احتضن عبدالله بدوره وأخذ يهدأ من روعة، وخاله سامي الذي كان يبكي مع أحمد وهو يقبل وجهه ورأسه.
بعد انتهاء الإجراءات أخذ سامي الأطفال معه للفندق ليبتوا ليلتهم هناك ثم يعودوا للوطن صباحًا، لم يغب عليه أن علي جامد معه ومع يحيى، بل مع شقيقيه أيضًا، وهذا ما أخبر به سمر التي لم تتوقف عن الاتصال بهم هي وهبة، ليكونا في الصورة.
وصلوا في اليوم الثاني للوطن، لم تتوقف سمر عن السير بين البوابة والمنزل منذ ساعات الصباح الأولى، حتى تركت علامة مكان خط سيرها، رغم رغبتها في استقبال الاطفال في المطار لكن سامي منعها من ذلك كذلك فعل يحيى؛ الكل يخاف ردة فعلها، لماذا لا يفهمون؟ هبة أيضًا فقدت طفلة لماذا يعتقدون بأنها ستكون ظالمة معهم؟
من التي جربت انتزاع جزء من قلبها ونصف روحها، من التي جربت مرار الاستيقاظ في الليل والذهاب لغرفة سعد لتتأكد من تنفسه فتجد غرفة خالية حتى من رائحته الزكية، من جربت أن تشتري له وجبته المفضلة لترميها بعدها بعد أن تتذكر بأنه لن يأكلها وتخشي من حزن طفلها الآخر!
محمود، الذي كادت أن تفقده هو الآخر في رحلة حزنها على بكرها!
نسيته وهي غارقة في حزنها بل ربما جزء منها لامه على ما حدث، وابتعدت عنه دون أن تدري؛ حتى جاءها يومًا من المدرسة وقد تلطخت ملابسه بالتراب وظهرت كدمة على وجنته، وكان يحمل معه إنذار بالطرد من المدرسة.
لم يجبها عندما سألته عن ما حدث رغم كل محاولاتها معه، لتفاجأ باليوم التالي بأن محمود أصبح عنيفًا مع زملائه في المدرسة وقام بضرب أكثر من زميل له فقط لأنه قام بأخذ قلم منه أو حتى اللعبة التي معه!
عندما عادت للمنزل وقامت بتوبيخه صرخ بوجهها لأول مره في حياتها، محمود الذي لايزال في الحضانة يخبرها بأنها لا تحبه وتتمنى لو أنه مات بدلًا عن سعد، والأكثر إيلامًا هو أنه واجهها بحقيقتها ولومها له.
- لو كنت قويًا لكنت حميت سعد، ولم يذهب عند جدي مع ملاك، لذلك لن أجعل أحد يؤذيني وأكون قوي.
ربما لم تكن كلماته منظمة لكن المعنى وصل وبقوة!
أنتِ تلوميني على موت سعد وأنا سأكون قوي كي لا أخذلك مرة أخرى.
أي ألم تحمله الصغير بسنوات عُمره التي لا تتعدى اليد الواحدة، كيف سمحت بأن يحدث له ذلك كيف؟ وتدعي بعدها بأنها أم جيدة وتحب أبنائها.
قررت يومها أن تسامح نفسها على ما حدث لسعد كي تقدر على تخطي المسألة، صحيح بأنها لم تسامح سما أو أمها رغم محاولتها وادعائها ذلك، لكن قلبها لم يقدر أن يصفى من ناحيتهما، ليس تناقض ولا نفاق لكن ما فعلاه لا يغتفر، هي فقط تتمنى أن لا تراهما مرة أخرى، أما أمام الله وقتها لن تكذب بل ستطالب بالقصاص، وما أصعب قصاص الله وقتها!
سمعت صوت محمود يصرخ فرِحًا هو وهنا ويجريان نحو سيارة سامي التي دخلت للتو دون أن تلاحظها، يحيى أول من نزل من السيارة ليفتح الباب الخلفي وينزل الأطفال، نزل عبدالله وجرى يحتضن محمود وهنا وخلفه أحمد فعل المثل، أما هي بقت مكانها تنظر للمنظر أمامها، البراءة في أبهى صورها.
رفعت نظرها لتبحث عن علي الذي كان يقف بعيدًا خلف السيارة كأنه يختبئ بها عنهم، رغم جمود ملامِحُه إلا أنها استشفت الخوف والحزن وبعض من الذنب في نظرة عينيه، شعرت بقلبها ينقبض ها هو طفل آخر يدفع ثمن ذنب لم يرتكبه!
صحيح علي كان أكبرهم وربما فهم ما حدث من قتل والدته لسعد وما تلاهُ من أحداث؛ لكن ما هو ذنبه هو أول من ركض محاولًا انقاذه، هو من شهد ضد سما وبكى حرقة على سعد وملاك، والآن يحمل نفسه ما لا طاقة لبشر على تحمله.
تركت هبة تحتضن عبدالله وأحمد وذهبت باتجاه علي الذي تراجع لا إراديًا كأنه يخاف ردة فعلها.
خدشت الدموع حدقتها لهذا الفعل، لكنها نجحت في حبسها ورسمت ابتسامة واسعة محبة على وجهها وهي تحضنه عِنوة:
- لقد كبرت لكني لازلت أقدر على حملك.
حملته وهي لا زالت تحتضنه ليطلق ضحكة محرجة تلتها أنهار من الدموع وهو يقول كلمات غير مفهومة وهو  يهز رأسه ويضرب على صدره بقبضة يده، لتمسك رأسه كي يكف عن الحديث وهي تقول له من بين دموعها:
- لا بأس أعرف بأنه لا ذنب لك، أعرف أنك حاولت إنقاذه وأعرف بأنك أجبرت على السكوت في التحقيق، أنا لست خالتك أنا أمك الآن.
ارتمى هذه المرة من نفسه في حضنها ليكمل البكاء وهي تربت عليه بحنان.
بعد نهار طويل بين اللعب ومحاولة إطعامهم ليناموا أخيرًا، أحمد وعلي  في غرفة سعد بعد أن جهزتها لتكون لهما، أما عبدالله أصر أن ينام بقربها بعد أن قصت عليه حكاية قبل النوم؛ عبدالله كان يتدلل عليها كما كان يفعل سابقًا، وهو ومحمود كانا مثل التوأم
فالفارق بينهما عدة أشهر فقط، كان يتشاركان اللعب وحب ودلال سمر لهما، صحيح أن سما كانت تنهره دائمًا عندما تجده جالس في حضن سمر، بل تسمعها كلامًا مؤذي، لكنه كان يقتنص أي فرصة لغياب والدته ليتمتع بدلال سمر الذي تغدقه عليه دون حساب، وها هو الآن يريد المزيد منه وهي لن تبخل عليه خصوصًا أن محمود سعيد جدًا بوجوده معه.
صباح اليوم التالي على الإفطار تجمعت العائلة في منزل سامي، بسبب ضجة الأطفال ولعبه بالطعام أخذ الإفطار وقتًا أكثر من المعتاد، فطلب سامي من سمر أن تتبعه لغرفة المكتب.
- سمر لقد وافقت أن يقيم الاطفال معك البارحة لكنهم سينتقلون للعيش في منزلي.
قاطعته سمر التي بدت هادئة:
- لقد وصلوا لمنزلهم ولن يتحركوا منه، يكفي ما عَانوه في الفترة السابقة.
- سمر أنا خالهم والأولى بتحمل مسؤوليتهم والصرف عليهم، ماذا سيقول الناس إذا تركتهم يعيشون في منزل رجل غريب.
- يحيى رجل غريب!
شعر بفداحة ما نطق به:
- لا أقصد هذا المعنى بالطبع، أعني ما سيقوله الناس عنا.
- وما شأننا بالناس! من حزن معي على فراق سعد أو حتى ملاك؟ ثم ماذا ستفعل عندما يكبر الأطفال ويصبحوا في مرحلة المراهقة والشباب وأنت لديك فتاة وزوجتك حامل الآن؟
هل ستقوم بنقلهم لمنزل ثالث أو رابع حتى لا يتكلم الناس؟ أفضل وضع لهم هو بقائهم معي، ليست لدي ابنه كما أني لن أنجب المزيد من الأطفال، تعرف بأن سعد ومحمود كانا معجزة، وحتى بعد أن اختار الله أن يأخذ سعد رزقني بثلاثة بعده ليخفف عني وحشة بعده.
أغمضت عينيها لتنزل دموعها التي ظنت أنها جفت من كثر البكاء، وتابعت بصوت محشرج:
- أما بشأن المصاريف لن يصرف عليهم أحد، علي حساس للغاية هو بالكاد يأكل لقد قمت بإجباره تقريبًا ليكمل طبقه؛ لذلك سنقوم بوضع حصة أمي في الشركة التي ورثناها منها باسمهم بنسب متساوية ونفتح لهم حساب توفير للمكاسب، عندما يكبرون يجدون ما يعتمدون عليه بعيدًا عنا، سامي لن نكرر ما حدث لنا في طفولتنا، يجب أن نعزز ثقتهم ونبعد عنهم الشعور بالذنب، لا أن نقوم بنقلهم من مكان لآخر كأنهم خرفان ينتظرون النحر.
رغم أن كلامها لم يرق له، لكنها محقة المهم مصلحة الاطفال الآن، والاهم حمايتهم من وسام فهو لا يعرف ماذا ستكون خطوة القادمة بعد أن يعرف بأن الاطفال باتوا في وصايته الآن.
******
تجمد في مكانه عندما سمع جملتها، لم يصدق أذنيه واعتقد بأن عقله هيئ له ذلك؛ لكن ابتسامتها جعلت قلبه ينبض بقوة وعينيه تلمعان بِبحر من العشق يفوق عمقًا البحر الذي خلفها، ابتسامة ساحرة ارتسمت على شفتيه مال ناحيتها يود اقتناص الفرصة لينهل من شهد شفتيها، لكنها دفعته ليتراجع للخلف وكتفت ذراعيها تنظر لها بحاجب مرفوع.
زفر  وفتح زرًا أعلى قميصه مع فكه لربطة عنقه، ليقول بصوت عميق:
- حسنًا سأنتظر حتى عقد القران ، وليكون الله في عوني.
بهدوء تام وهي تسبل عينيها:
- أي عقد قران؟
اتسعت عينه واندفع يقول وهو يقترب منها بسرعة لدرجة تراجعت معها:
- ألم توافقِي للتو على عودتكِ لي؟
هزت رأسها بِبطء في علامة نفي:
- وافقت على اعطائك الإذن بطلب يدي للزواج.
عقد حاجبيه وقدم رأسه للأمام قليلًا عله يسمع بشكل أوضح، ليقول بنوع من الغباء:
- وافقتِ على الموافقة على طلبي للزواج بك! ماذا يعني ذلك لم أفهم؟
عضت خدها من الداخل حتى لا تضحك وهي تضع قناع البراءة على وجهها:
- ماذا بك ساجي؟ أحيانًا أعتقد بأن لديك خلل في الاستيعاب! ألم تقل أنك لن تقوم بمضايقتي بطلبك للزواج مرة أخرى حتى أوافق أنا! أنا الآن أعطيك موافقتي، حاول أن تقنعني بالزواج بك من الجديد، وإذا اقتنعت يمكنك طلب يدي رسميًا من سامي؛ المهم الآن المكالمة التي تلقيتها منذ قليل عرفت منها معلومات مهمة قادرة على إخراج زوجة خالي من سج..
قاطعها وهو يقول بصوت مصدوم:
- ماذا تعنين بأن أخطبك من سامي؟ ما شأنه هو بكِ، أنتِ حتى لا تعرفينه جيدًا، تريدين مني أن أذهب وأطلب منهُ يد زوجتي؟
مطت شفتيها و قالت بنبرة هادئة بدت له مستفزة للغاية:
- هذا كل همك من ما قلته؟ يجب أن أوافق عليك في الأول وبعدها تأتي خطوة الخطبة، ثم أنا لست زوجتك بل طليقتك ولأني تزوجت بعد طلاقي منك، تعتبر هذه أول زيجه لنا، إذا وافقت طبعًا.
كانت تضغط على كل حرف تنطق به عن قصد، وهي تراقب ردة فعله، تريد أن تعرف إلى متى يقدر على التحمل، وهل حبه الذي بدا لها مؤخرًا واضح وضوح شمس عامودية في الصحراء خالية لا يمكن لشيء حجبه، هو حقيقي أم هي تخيلته؟ وهو مجرد رغبة في امتلاكها من جديد أو ربما من أجل الطفلين! ومن قال بأنه  نسي زواجها من غيره، بل هي تنتظر منه طفل! ربما هذا سبب مماطلتها له؟
- إذا كنتِ تقصدين أن أنتظر إلى أن ت..
قاطعته بسرعة حتى لا يكمل:
- قصدي واضح ساجي، إن لم تفهم فهذه مشكلتك، عن إذنك لدي حديث مهم مع سابين.
لم تعطيه الفرصة ليستوعب ما قالته، خرجت من الشرفة بخطوات سريعة وظل هو ينظر لأثرها دون أن يتحرك قيد أنملة.
لقد أصبح بطيء الاستيعاب فيما يخصها، بل بات أقرب للغبي منه لساجي رجل الأعمال سريع البديهة الذي لم تقف أمامه صفقة أو مسألة صعبة إلا وقام بحلها، لماذا يقف مثل الطالب البليد أمامها؟
دخل للقاعة يبحث عنها فوجد إياد وسراج يجلسان على نفس الطاولة لوحدهما، ليتقدم ناحيتهما ليخبرهما بما دار بينه وبين غسق من حديث  في الشرفة.
كان سراج وإياد منحنيان بجذعيهما إليه يصغيان في اهتمام بالغ كأنه يخبرهما عن صفقة القرن!
حرك سراج إصبعه السبابة على جبهته وهو يقول بصوت خفيض:
- ربما تحاول كسب وقت حتى موعد ولادتها؟
ردد إياد في دهشه وبصوت عالي:
- ولادتها؟!
- ألا تعرف بأن غسق حامل؟
- ربما هي ليست حامل وأنت فقط تتخيل ذلك ساجي.
تنهد ساجي:
- صدقني الأمر لم يعد يعنيني كثيرًا لقد تقبلت فكرة حملها من آدم، بالنهاية أنا من سلمتها له على طبق من فضة.
عقد إياد يديه وهو يقول في صرامة:
- لست مقتنع بفكرة حملها كما أخبرتك سابقًا، أعتقد بأنها تريد أن تحفظ كرامتها بجعلك تطلب يدها من ابن عمتها فقط.
رد سراج عليه:
- لا أوافق، هي طلبت منه أن يقنعها بالموافقة على الزواج أولًا؛ إذًا هي تريد طريقة رومانسية لطلب الزواج وليس طرق ساجي التي لا يعرف غيرها، تزوجيني وإلا، تزوجيني كي أفعل ما تريدين، أليس لديك غير الاجبار ولوي الذراع؟
بلهفة من وجد حل لمعضلة لا يمكن حلها:
- هل تعتقد ذلك؟ سهلة سوف أبحث في مواقع الانترنت عن طرق رومانسية لعرض الزواج.
صرخ به سراج هذه المرة:
- هل أنت أحمق؟! بربك ألم تتعلم من المرة السابقة؟
- هلا توقفت عن تذكيريِ، ماذا تريد مني أن أفعل؟
رفع إياد كتفيه وقلب كفيه مع انحِناءة بسيطة للرأس وهو يقول:
- استفتي قلبك، هو من سيدلك على الطريقة الصحيحة.
لم يبدُ أنه اقتنع بكلام إياد، فقال بنفاذ صبر:
- وماذا عن طلب يدها من سامي! لست مقتنع بذلك، متى أصبح وكيلها كي أطلب يدها منه؟ ولا  تقلي لي قصة رد كرامتها تلك، كيف  يكون تدخيل شخص غريب رد كرامه لها؟
التهم من قطعه الكيك التي وضعها النادل أمامه وهو يقول:
- بل هي كذلك، لا تنسى بأنه في المرة الأولى لم يكن لها رأي من الأساس؛ أبي من تولى كل شيء، والآن هي تريد أن يتم كل شيء بالطريقة الصحيحة، سواء وافقت أو لا سامي هو الوحيد الذي تعرفة من عائلة والدها إذًا هو من يجب أن تطلب يدها منه، إذا استطعت اقناعها بالزواج أولًا.
خلل شعره وهو يفكر بأن العمل على حل مشكلة الشركة والافلاس أسهل من فهم ما تريده غسق!

غسق الماضي الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن