تحرك بروتان وچومانا وبراحت متوجهين إلى بيت (سلعود) سالكين ممراتٍ بعيدةٍ وغير مأهولة. وعلى الرغم من ذلك اضطروا لتغيير طريقهم أكثر من مرة ليتجنبوا الحراس.
قالت چومانا وهي تنظر حولها بعد أن ظلت تمشي لساعات: أين نحن الآن؟
قال بروتان وهو يبطئ من حركته: سنصل إلى الممر المؤدي إلى المنطقة الموجود بها بيت سلعود بعد بضع ساعات أخرى.
ثم قال: هل رأيتم بيت نيروسيين من قبل؟
قالت چومانا بنبرة صوتٍ جافة: نحن من الصيادين ولسنا من الخدم.
قال بروتان: ستعرفين لماذا يحب النيروسيون الملك عندما نصل، وبالمناسبة فإن بيت سلعود ليس كأي بيت، إنه من أغنى النيروسيين وأكثرهم نفوذًا.
أكملوا السير وچومانا تتخيل ما يمكن أن يكون شكل بيته من الداخل. كانت تتخيل ألوان الطعام وأشكاله، بالتأكيد مثل ما كان يحضره فوايت أحيانًا، موضوع بآنية من الذهب والنساء جميلات ويلبسن ملابس مطرزة ويستخدمن أدوات تجميل كثيرة كالتي تسمع عنها.
أخذ خيالها يسبح بعيدًا وهي ترسم صورة لحياة النيروسيين التي ستراها بعد قليل.
لم تشعر بالساعات تمر حتى قطع بروتان تخيلها قائلًا وهو يشير إلى ممر متفرع جهة اليسار: نهاية هذا الممر ستؤدي إلى بيت سلعود، ولكن سنضطر إلى تسلق الجبل والمشي على ارتفاع كبير نسبيًّا حتى نتفادى الحراس.
تسلقوا حتى ارتفاع عشرين مترًا تقريبًا ثم أخذ ثلاثتهم في المشي لساعات وهم يرتفعون قليلًا أو ينخفضون قليلًا تبعًا للطريق المتاح. كانوا يرون في الأسفل بعض النيروسيين يحملونهم أربعة أو ستة من الأوبجازيين كعادتهم في التنقل لمسافاتٍ متوسطة، أما في المسافات الطويلة فعادة ما يأخذ النيروسيون عرباتٍ يجرها حيوان الماندور.
أكملوا التحرك صامتين ثم قال بروتان فجأة بصوت منخفض: توقفوا.
كاد قلب چومانا يتوقف، فأمامهم وعلى نفس ارتفاعهم وعلى بُعدٍ أقل من ثلاثين مترًا كان هناك أربعة من الحراس يتسامرون.
قالت چومانا بصوتٍ منخفض: لماذا يجلسون على هذا الارتفاع؟
قال بروتان هامسًا: حتى يمنعوا أي أحد من التسلل من أعلى الجبل كما نفعل الآن.
ثم نظر إلى الطحالب ليحدد الوقت قائلًا: سيبقون هنا حتى غدًا صباحًا وعندها تأتي مجموعةٌ أخرى تحل محلهم.
قال براحت: هل يوجد طريقٌ آخر؟
قال بروتان: لا يوجد طريق آخر. سنهاجمهم ولكن يجب أن نجد خطة فلا نريد أن نلفت انتباه من بالأسفل.
توقفوا لأكثر من ربع ساعة في مكانهم يراقبون الحراس الأربعة. ثم قال بروتان وهو يشير إلى صخرة يجلس الحراس مسندين ظهرهم لها:
- سنمشي واحدًا تلو الآخر حتى نصل إلى تلك الصخرة ونختبئ خلفها وبعد أن نصل إلى هناك سنهاجمهم معًا، لا تضربوا في البطن أو الأطراف. اضربوا لتقطعوا الرقاب. وتذكروا أن صرخة واحدة يمكن أن تفضح أمرنا.
شعرت چومانا بجسدها يعاود الارتعاش، حاولت إيقاف تلك الرعشة بكل السبل ولكن دون جدوى.
أكمل بروتان وهو غير منتبهٍ لوجه چومانا الذي تحول إلى الأبيض الثلجي:
- سأذهب أولًا ثم چومانا وبعدها ستتبعنا يا براحت.
تحركا كما أمرهما بروتان حتى وصل ثلاثتهم خلف الصخرة وأصبحت المسافة بينهم وبين الحراس لا تتعدى ثلاثة أمتار.
أشار بروتان إليهم أن يصمتا ثم قال هامسًا: سنلتف خلف الصخرة.
داروا حول الصخرة على أطراف أصابعهم وهم شاهرون خناجرهم التي أعدها لهم فابكيراع باليوم السابق. قفزوا من خلف الصخرة على الحراس الأربعة. طعن كل من براحت وچومانا أحد الحراس في رقبته أما بروتان فبيده اليسرى أغلق فم أحد الحراس وهو يطعن الآخر قبل أن يذبح الأخير.
فاجأهم صوتٌ يقول: ما هذا؟
كان هناك حارسان آخران جالسان بالقرب من جرس معلق. انطلق أحدهما مسرعًا نحو الجرس ولكن چومانا قطعت الخمسة أمتار التي تفصلهم عن الجرس بلمح البصر مانعة الحارس من أن يصل إليه ثم أصابته في رقبته بضربةٍ واحدةٍ متقنة ليقع أرضًا، في حين رمى بروتان سلاحه نحو الأخير فأصابه في صدره إصابةً قاتلة.
أمسك الحارس مقبض الخنجر وهو يترنح بجانب زميله وقبل أن يقع على الأرض كانت چومانا قد قطعت قصبته الهوائية ليقع صامتًا دون صوت.
قال بروتان وهو يتصبب عرقًا: انتظروا هنا وسأرى إن كان هناك من لاحظ وجودنا.
نظر من الحافة ولكنه لم يلحظ أي هرج في الأسفل فرجع قائلًا: لا شيء.
ثم أضاف وهو يتنهد رافعًا رأسه للأعلى: أيها الإله الأوحد. كان هذا وشيكًا. إن وصل أحدهم إلى الجرس لوجدنا أسرابًا منهم حولنا الآن.
أشارت چومانا إلى الجرس: لماذا يوجد جرس هنا؟
قال بروتان: صوت الجرس معناه وجود خطر وعلى القريبين منه تلبية النداء.
قالت چومانا وهي تتخيل أفواج الحراس تحيط بهم: جيد أنهم لم يصلوا إليه.
أشار براحت إلى الجثث: يمكننا أن نرتدي ملابسهم ونمشي وسط الحراس حتى نصل إلى بيت سلعود.
قال بروتان بنبرة من يعرف عمله جيدًا: لا؛ إذا ارتديت ملابسهم فسيقل حذرك، وهذا خطر علينا. وأيضًا بماذا ستفسر الدماء على الملابس؟
سكت براحت ولم يجد ما يقوله، فقالت چومانا بصوت منخفض: بروتان على حق يا براحت.
قطع بروتان الحبل الموصل بقلب الجرس ومن ثم أكملوا سيرهم.
تحركوا بحذر لأقل من ساعة حتى أشار بروتان إلى الأسفل: بيت سلعود تحتنا مباشرة. الآن سننزل ببطء وننتظر فوق أول شرفة جانبية للبيت، وهذه الشرفة توصل إلى المطبخ على ما أتذكر.
سألت چومانا: من أين تعرف هذا؟
قال بروتان وهو يشير بيده إلى أسفل: لقد عملت هنا لفترة، كنت أقف حارسًا مثل هؤلاء بالأسفل.
سألت چومانا وكأن الجواب غير شافٍ:
- وكيف عرفت أن الشرفة تؤدي إلى المطبخ؟
قال بروتان: من الحديث مع الحراس الآخرين. وأحيانًا كان الطباخون يعطوننا ما يتبقى من طعام أهل سلعود.
نزل بروتان ببطء، تبعه براحت ثم چومانا حتى وصلوا فوق حاجز الشرفة والذي يخفيهم عن أعين الحراس بالأسفل.
قال لهم بروتان هامسًا بعد أن استقروا بمكانهم سننتظر هنا وسنهبط حين نتأكد أن الحراس لا يروننا.
ظلوا منتظرين لفترة تجاوزت الساعة بقليل ثم قال بروتان فجأة: الآن.
نظر براحت وچومانا إلى الأسفل فرأوا الحراس يتحركون إلى مكان ما وبروتان قد قفز بالفعل داخل الشرفة ودون تفكير قفزا خلفه كقطيع من الفهود.
ثبتوا في أماكنهم كالتماثيل حتى تأكدوا من أنه لم يشعر بهم أحد. بعد ثوانٍ من الجمود كالصخر المحيط بهم تسلل بروتان للغرفة المجاورة للشرفة.
رجع قائلًا وهو يشير إليهم ليتبعوه: إنه المطبخ بالفعل ولا يوجد به أحد.
دخل بروتان ثانية وتبعه چومانا وبراحت.
قالت چومانا وهي تستنشق الهواء: ما هذه الرائحة الجميلة؟
قال بروتان وهو يتوجه إلى الباب الآخر للمطبخ: إنه طعام ولا وقت لدينا.
نظر بروتان خارج باب المطبخ، كان المطبخ في ممر ملتوٍ بعرض مترين تقريبًا ويمتد إلى جهة اليمين حتى ينتهي بغرفة أخرى موجوده بنهاية الممر ولكنه لم يرَ نهايته من جهة اليسار.
أشار بروتان لچومانا وبراحت أن ينتظرا مكانهما ثم مشى ببطءٍ في الممر متجهًا إلى الغرفة الوحيدة الأخرى.
سمع صوتًا يصدر منها فاختلس بروتان النظر داخل تلك الغرفة وهو ممسك بخنجره ومسند ظهره للحائط.
كانت الغرفة خالية إلا من بعض الأدوات وبقايا تكسير الصخور على الأرض. كان بها بابٌ يؤدي إلى ممرٍّ آخر فدخله بروتان وبنهايته وجد غرفةً صغيرةً أخرى يبدو أن العمال النائمين بها يعملون على نحتها حاليًا. تركهم بروتان وتحرك على أطراف أصابعه راجعًا إلى المطبخ.
قال بروتان لجومانا وبراحت بمجرد أن دخل المطبخ: توقفا عن الأكل.
ثم أضاف وهو يشير إلى خارج المطبخ: هناك بعض العمال الغارقون في النوم في الغرفة الأخرى. لا أظن أنهم سيستيقظون في أي وقتٍ قريب. يمكننا الآن التسلل داخل البيت وتذكرا أن تبقيا متنبهين لأي حركة وألا يصدر منكما أي صوت.
ترك براحت وچومانا الخبز المخلوط بالزبيب والفاكهة الجافة من أيديهما ثم تحركا خلف بروتان ببطء.
كانت الحوائط ناعمة مثل حوائط المشفى ولكنها ذات ألوان مبهجة وذات رائحة جيدة ليست مثل تلك الموجودة في بيوتهم أو حتى في المشفى.
انفتح الممر على غرفة أخرى فأشار إليهما بروتان بالتوقف قبل الوصول إليها. كانت هناك أصوات ضحكات تأتي من صحن المنزل من خلف تلك الغرفة. اختلس بروتان النظر بداخلها. كانت الغرفة بلا نوافذ وذات مخرجٍ واحدٍ يؤدي إلى سلالم والتي تؤدي بدورها إلى الدور الأرضي.
استرق بروتان السمع ثم اختلس نظرةً سريعةً من خلال الباب المطل على صحن البيت.
كان البيت مزدحمًا قليلًا. كان من الواضح أن هناك حفلة من تلك الحفلات التي لا تنتهي، والخدم يقفون بالهوايات حتى لا يشعر الضيوف بالحر.
رجع مسرعًا إلى الباقين وخطوط جبهته تدل على التفكير العميق قائلًا:
- الأفضل أن ننتظر حتى ينام الجميع فالبيت مليءٌ بالناس.
قالت چومانا والفضول يكاد يقتلها: هل يمكنني أن ألقي نظرة؟
قال بروتان: لا. سترينه بالليل، هناك كثير من الناس بالأسفل وإذا رآك أحد فسيكشف أمرنا.
قالت چومانا برجاء:
- نظرة واحدة فقط، وعد مني أنها نظرة واحدة ولن تطول.
قال بروتان مستسلمًا: حسنًا، نظرة سريعة ولا تجعلي أحدًا يراك.
أطالت چومانا النظر فسحبها بروتان من كتفها. ورجعوا جميعًا إلى المطبخ وبروتان يدفع چومانا أمامه كالمسحورة.
كان صحن البيت ضخمًا للغاية، لم يكن هناك جزء بلون الصخور بل كل شيء ملون والبيت مُزين بالأواني الفخارية والزهور واللوحات الجدارية.
كانت ألوان الحوائط مبهجة ويجلس النيروسيون على طاولات الطعام وحولهم كثير من الخدم.
كان كل شيء هنا صورة معكوسة لحفر الأوبجازيين الصماء القاتمة التي تخلو من أي جمال إلا خربشة الأطفال على حوائطها.
قال براحت حين وصلوا إلى المطبخ: كيف البيت من الداخل يا چومانا؟
حاولت چومانا أن تجد أوصافًا تليق بما رأته ولكنها فشلت. فقالت بعد وهلة وكأنها أفاقت من حلم: إنه... إنه ضخم.... وجميل.
قال بروتان: سنقضي الليلة في غرفة الخزين ونخرج ليلًا للبحث، ممنوع النوم حتى لا يعلوا صوتكما في أثناء النوم وممنوع الأكل حتى لا تضطرا لقضاء حاجتكما.
اختبأ كل من براحت وبروتان خلف أجولة الطعام، أما چومانا فاختبأت فوق إحدى خزن الطعام الخشبية.
مر الوقت كالسلحفاة وكل منهم يحاول أن يشغل نفسه بشيء ما، أما چومانا فكانت غارقةً في أحلام اليقظة والتي تمحورت كلها حول ما رأته في اللحظة التي اختلست فيها النظر لصحن البيت.
قال بروتان بصوت منخفض حينما رأى أن أضواء الطحالب انخفضت لأقصى درجاتها: چومانا، دون إصدار أي صوت، انزلي وتأكدي من عدم وجود أحد بالمطبخ أو بالغرف المجاورة.
قفزت چومانا كالقطة المتهيئة للصيد وتحركت لاستكشاف الغرف المجاورة والممر، ثم رجعت إلى بروتان وبراحت بعد قليل قائلة: لا يوجد أحد.
تحرك الثلاثة بصمتٍ في الممر الخالي حتى وصلوا إلى أعلى السلم المؤدي إلى صحن البيت.
أشار بروتان إليهم بالسكوت ثم أشار مرة أخرى بالرجوع إلى المطبخ.
قال بروتان وهو ينظر للاثنين في عيونهما: يوجد حارس في الأسفل.
ثم أضاف: هل لديكما أي مقترحات ولكن بسرعة؟
صمتوا قليلًا وكل منهم يعتصر ذهنه ثم قالت چومانا: عندي فكرة.
قال بروتان: أسمعينا إياها.
قصت عليهما چومانا خطتها وبعد أن انتهت قال بروتان:
- فكرة جيدة، نفذيها.
بدأت چومانا في التحرك فأمسك براحت بذراعها قائلًا: لو حدثت أي مفاجأت اهربي بسرعة.
ردت چومانا وهي تنظر إلى عينيه مباشرة: اطمئن، وثق بي.
توجهت چومانا إلى أحد الخزانات وأخذت منها ملابس مشابهة لملابس الخدم، ارتدتها مسرعة وخبأت سلاحها داخلها ثم أخذت أحد الصواني ووضعت عليه طبقين الفاكهة وكوبين آخرين وزجاجة من الشراب ثم توجهت إلى السلم ونزلت ببطءٍ متوجهة إلى الحارس مباشرة والذي فزع حين رآها.
قال الحارس بغلظة: ماذا تفعلين هنا يا امرأة؟
قالت چومانا بصوت خفيض به بعض الدلع:
- طلب مني سيدي أن أحضر له بعض الفاكهة والشراب.
قال الحارس: ولكنني لم أرَك تخرجين من هنا أو تنزلين من عندهم.
قالها وهو يشير برأسه خلفها فعرفت چومانا أن السلم الذي كان يشير إليه يؤدي إلى غرف النوم. فقالت وهي ترفع أحد حاجبيها مبتسمة:
- ولكنني رأيتك وعيناك مغلقتان.
ثم أشارت إلى الطعام الذي تحمله قائلةً:
- ولذلك أحضرت لك شيئًا قد يساعدك على البقاء مستيقظًا.... وفاتحًا عينيك.
قال ويده تصل إلى سلاحه: ولم أسمع صوتك أيضًا.
قالت چومانا وهي تضم شفتيها علامة الملل:
- لو أن لخطواتي صوت لاستبدلني سيدي.
قال لها بريبة: أين تريدين الذهاب؟
قالت وهي تعطيه أحد طبقي الفاكهة: سأرجع إلى سيدي.
ما إن امتدت يد الحارس إلى الطبق حتى كان نصل سكين چومانا قد اخترق رقبته، أمسك الحارس رقبته غير متوقع وغير مدرك لما حدث. قبل أن يقع كان بروتان وبراحت قد وصلا إليهما بينما الطاووس الذي يمشي بخيلاء قد وقف وهو ينظر إليهما بلا مبالاة. لم ترَ چومانا طاووسًا من قبل ولكن بما أنه يتحرك فإنه يمكن أكله.
قالت چومانا وهي تشير إلى السلم المقابل لسلم المطبخ وعقلها يتخيل هذا الطائر الجميل أمامها وهي تنهش من لحمه:
- هذا السلم يؤدي إلى غرف النوم تقريبًا.
قال بروتان وهو يحمل جثة الحارس: السلم الآخر يُفترض أن يؤدي إلى المكتب وغرفة اجتماعات سلعود ورجاله، لقد كانوا يؤكدون على أهمية التزام الصمت عندما كنا نقف بالقرب منهم. والآن اسبقوني وسأضع الجثة في المطبخ وأعود حالًا.
صعد براحت وچومانا إلى الدور العلوي كما أشار بروتان، وعند نهاية السلم وجدا أن المكان الذي يقفان فيه له بابان، أحدهما مفتوح ويؤدي إلى اليمين والآخر مغلق ويؤدي إلى اليسار.
أشارت چومانا إلى براحت أن يتوقف ثم دخلت بهدوء تستكشف الغرفة اليمنى والتي وجدت بها أبوابًا أخرى مفتوحة أيضًا وجميع الغرف تحتوي على عدد كبير من المخطوطات والمجلدات.
رجعت چومانا بعد قليل لتجد أن بروتان قد وصل أيضًا فقالت بصوت منخفض وهي تشير إلى الباب جهة اليسار: أظن أن هذا هو.
حاولت تحريك مغلاق الباب الحديدي ولكنه أصدر صريرًا فتوقفت قائلة:
- انتظروا هنا.
أنت تقرأ
رواية جومانا (الحلم) / للكاتب محمود حسن دسوقي
Fantasíaكان صوت أنين الأخير يصل إلى أذن چومانا ولكنها كانت تعلم أنه لا أحد يستطيع الاقتراب منهم ولا حتى أقاربهم. ومن يبدي فقط تعاطفه فسينتهي به الحال معلقًا مثلهم. كان سلوى أهاليهم الوحيد هو أن المُعلق سيموت سريعًا خلال يوم أو اثنين على أقصى تقدير ولن يتعذب...