صرخت چومانا بعد أن ضربها أحد الجنود على ظهرها؛ لتقف معتدلة أمام الملك، الذي ضرب وجهها مرةً أخرى بظهر يده التي تحمل خاتمًا كبير الحجم بإصبعه الخنصر. كان الدم يسيل من فمها وأنفها، وتحولت عينها اليسرى إلى اللون البنفسجي.
كان الملك أصلع الرأس من المنتصف، قصيرًا وقبيحًا وذا جبهة عريضة. غير ما تخيلته سابقًا وغير ما تكرره وتمليه على آذانهم دائمًا وزارة الاعتقاد.
كانت تقف بين حارسين يمسكان بها ويدها موثقة خلف ظهرها، وقدماها موثقتان ببعضهما البعض.
كان حال براحت وفابكيراع لا يقل سوءًا عن حالها والدماء تنساب من أنوفهما وأفواههما ناهيك عن الجروح الناتجة عن القتال وقد تحولت وجوههم إلى كتلة من العظم واللحم لا يُرى ملامحها.
قال الملك دكتاس بصوتٍ هادر:
- هل تظنون أن حثالة أمثالكم تستطيع الوصول إلى الملك؟
قالت چومانا والألم يعتصر كل جزءٍ من جسدها:
- وصلنا إليك ولولا الحرس لقطعتك بسيفي.
شد الملك شعرها بقسوةٍ واقترب منها حتى شعرت بأنفاسه وهو يقول:
- أنتِ حشرة.
قالت چومانا بعنادٍ والألم في شعرها يكاد يقتلها:
- حشرة كنت تموت من الرعب بسببها عندما اقتربت منك.
كان لون الملك يزداد احمرارًا كلما ردت عليه چومانا، بينما كان براحت يراقب ويتمنى أن تتوقف أخته عن إغاظة الملك حتى لا يؤذيها أكثر. نظر الملك ناحيته ثم ضربه في بطنه بعصا أخذها من أحد الحراس وهو يقول:
- من صاحب الفكرة؟
انحنى براحت بشدة من أثر الضربة ثم قال وهو يقف ثانية: أنا.
تدخلت چومانا قائلة: أنا صاحبة الفكرة وصاحبة الخطة كلها أيضا.
قال الملك: من معكم أيضًا؟
قالت وهي تشير برأسها حولها: لقد قتلتهم جميعًا.
قال الملك: سنعرف من معكم، أما أنتم فسأجعلكم عبرةً لكل الحشرات الأوبجازيين.
بصقت چومانا الدم في وجهه فنظر إليها وعيناه تتسعان ثم تحولت ملامحه إلى ابتسامة ألقت الرعب في أعماقها قائلًا:
- اذهبوا بهم إلى سجن الثعبان وعالجوهم ثم تعاملوا معهم.... لا أريدهم أن يموتوا. عالجوهم كلما اشتكوا ثم تعاملوا معهم وهكذا حتى يتمنوا الموت كل لحظة ولا يجدونه.
انطلق الحراس بكل من براحت وچومانا وفابكيراع كما أمرهم الملك وقالت چومانا وهم يفكون قيد قدميها لتستطيع المشي: سأعود لك يا دكتاس وعندها لن تفلت مني.النهاية
أنت تقرأ
رواية جومانا (الحلم) / للكاتب محمود حسن دسوقي
Fantasíaكان صوت أنين الأخير يصل إلى أذن چومانا ولكنها كانت تعلم أنه لا أحد يستطيع الاقتراب منهم ولا حتى أقاربهم. ومن يبدي فقط تعاطفه فسينتهي به الحال معلقًا مثلهم. كان سلوى أهاليهم الوحيد هو أن المُعلق سيموت سريعًا خلال يوم أو اثنين على أقصى تقدير ولن يتعذب...