البارت الثاني عشر
كانت رهف جالسة في غرفة فجر مستندة برأسها على الشرفة تنظر لتلك الحارة بدموع ،فدخلت عليها سميرة : وبعدين معاكي يابنتي هتفضلي كدا كتير طب اكلمي قولي أي حاجة
رهف بتنهيدة: اقول إيه بس؟
سميرة: قولي بتفكري في إيه أو اى حاجة لكن متسكتيش كدا بتعذبيني وأنا مش ناقصة كفاية خوفي على فجر
رهف ببكاء وهي تتجول في الغرفة وتنظرلأرجائها بدموع: اقول إيه اقول إنكو عايشين في البيت دا سوى صحيح صغير وميساويش بس حياتكو كانت أفضل من حياتي مليون مرة
ثم وقفت أمام سميرة واكملت : اقول اني دلوقتي بدل ماكنت بحب فجر بقيت حاسة بالغيرة منها إنك خديها هي طول السنين دي وسبتيني لوحدي ما اب قاسي ميهموش حاجة غير شغلو وفلوسو بس ،اب عمرو ماتعب نفسو حتى يعرف أنا زعلانة ولا فرحانة ؛عوازني اقولك اني شيفاكي أنانية أوي لأن مهما كان السبب مفيش حاجه تستاهل انك تتخلي عن بنتك بسببها
سميرة ببكاء وهي تمسك يديها : لاء يابنتي أنا مش أنانية أنا عملت كدا علشان فجر
رهف : فجر
ثم حررت يدها بقوة : وأنا ؟مفكرتيش فيا؟خفتي على فجر وأنا لاء؟ليه مش بنتك زيها؟؟
سميرة: صدقيني في الوقت المناسب هتعرفي كل حاجة..
رهف بعصبية: إلي هو أمته دا ؟ها أمته ؟
سميرة: لما نلاقي فجر وعد مني هحكيلك كل حاجة بس كل إلى أنا طالباه منك متكرهيش فجر هي ملهاش ذنب ذيك بالظبط وكمان فجر ملهاش غيرك دلوقتي يارهف أنا خلاص مفيش فيا صحة والله أعلم بكرة هكون موجودة ولا لاء و الله اعلم ابوكي هيكون ردت فعلو ايه نحيتها بس علشان خاطري يارهف خليكي جمبها خليكو سند لبعض فجر كانت بتحبك أوي واكيد هتفرح لما تعرف انك اختها فمتكسريش قلبها وتخيبي أملها فيكي..
رهف وهي تمسح دموعها بكفها وتتنهد : حاضر بس عارفة ليه مش علشانك لاء،بالعكس علشان أنا طول عمري كنت لوحدي وكنت بتمنى يكون لي اخت أو حتى اخ فأكيد دلوقتي بعد مالقيتها مش هسمح لحد يخدها مني ..
سميرة وهي تضع يدها على ذراعها: ربنا يرجعها بالسلامة ويخليكو لبعض
ثم تركتها وخرجت من الغرفة فأخذت رهف تتجول في الغرفة وتتفحص كل شيء بها بدموع حتى وجدت برواز صغير على الكوميدينو به صورة لفجر..
رهف بدموع وهي تتحسس الصورة بيدها : يوم ما شفت حسيت إن في حاجة بتجمعنا وارتاحتلك ولما قربنا حسيت انك فعلا أختي بس ياريتنا ما كنا افترقنا من البداية ..
كانت فجر تجلس على كرسي خشبي ويدها وقدمها مقيدين بالاحبال وفمها موضوع عليه قماشة بيضاء وسمحت لدموعها بالنزول فليس أمامها حل اخر ،فتح الباب ودخل أيهم بإبتسامته الصفراء : اخبار السنيورا ايه ؟اتمنى تكوني مبسوطة معانا ؟
أيهم وهو يضع يده على أذنه : مش سامع ردك
ثم وضع يده على على رأسه كأنه يتذكر: اه نسيت ..
ثم رفع القماشة من على فمها :هي مبسوطة ؟
لم تجب فجر بل ظلت تبكي في صمت
أيهم وهو يضع يده على وجهها ثم يرفعها أمام عينيها بعد أن ابتلت بدموعها: أي الدموع دي بقى شكلك متبسطيش ..امممم والحل ثم أخذ ينظر في أرجاء الغرفة بتذكر ثم أعاد وجهه بإتجاهها مرة أخرى وازال حجابها بقوة لتزال بعض الشعيرات معه لتصرخ فجر بتأوه ..
أيهم : اششششش ..اهدي دا لسة البداية
ظل صوت بكاء فجر عالي فوضع أيهم يده على فمها : اششش الوجع دا ميجيش حاجة جمب إلي هعملو فيكي ..
ثم وقف ووضع يده في جيبه الخاص: بس حلو الجو بتاع اللبس المحترم والحجاب دا الي بداري بيهم وساختك ..
فجر بدموع: أنا عملتلك إيه لكل دا ؟
أيهم: أنا مش قولتلك قبل كدا ليا حق عند أبوكي ولازم أخدو
فجر ببكاء: طب وانا ذنبي ايه ؟
لم تكمل فجر جملتها حتى صرخ أيهم بها : ذنبك ذنبك انك بنتو وبما انك الوحيدة فأكيد بيحبك وطبعا مش هيرضا يشوف بنتو حبيبتو بتتعذب
كانت فجر تبكي في صمت حتى جاء في ذاكرتها صوت صديقتها حور عندما قالت لها في أحد المرات "الضعف مش حل ..متبقيش ضعيفة يا فجر حتى لو خايفة مثلي انك قوية قدام إلى قدامك اوعي تبيني ضعفك وخوفك دا حتى لان ساعتها هيتعملك حساب"
تنهدت فجر بقوة ثم قالت : على فكرة أنا مش خايفة منك ولا من إلي ممكن تعملوا فيا لانك جبان
أيهم : بتقولي ايه؟
فجر: بقول انك بنأذم جبان علشان تخطف بنت وتمد ايدك عليها يبقى هتوقع ايه تاني منك ؟
أيهم وقد احمرت عينيه من الغضب : انتي قد الكلام دا ؟
فجر وهي تمثل القوة : ايوه
أيهم وهو يقترب منها بخبث : انتي الى جنيتي على نفسك ..
انقض أيهم عليها كالاسد الذي ينقض على فريسته وأخذ يقطع ذيابها ولم يبالي بصوت صرخاتها العالي مرت دقائق وكان قد شق ثيابها كاملة ولكن اختفى صوتها ..
ابتعد أيهم عنها: فوجد رأسها انحنت وعينيها مغلقة فأخذ يحرك يضرب بكفه على وجهها محاولة افاقتها..
في قصر السيوفي
كان الجميع جالسون يتناولون وجبة الإفطار ومعهم أيمن فهو يعيش معهم .
هشام: هتعمل ايه يابابا في موضوع امبارح دا ؟
حاتم ببرود: متشغلش بالك دي حتت ورقة اتمضت وسهل تتقطع ..
أيمن: إيه رأيك تنزل معانا الشركة انهاردة ياهشام؟
هشام بلامبالة: مليش مزاج
أيمن: اهو تغير جوى شويا حتى لو مش هتشتغل
كان هشام سيعترض ولكن سبقه حاتم: أيمن عندو حق ياهشام وبعدين لأمته هتفضل كدا لازم تنزل وتعرف الشغل ماشي ازاي
هشام :طيب
وقف ايمن : حيث كدا بقى يبقى يالا بينا
هشام : من أولها كدا ؟
لينا: داانت هتتربى من أول وجديد على ايد ايمن بيه ودا في الشغل مبيرحمش
هشام : مجربة انتي بقى
لينا وهي تقف : طبعا مش شغالة معاه وقرفني في الشغل
أيمن : هعمل نفسي مش سامع حاجه ويالا بينا ..عن إذنك يا عمي
حاتم : إذنكو معاكو ذهب الثلاثة إلى الشركة ودخلت لينا إلى مكتبها وذهب هشام مع أيمن إلى مكتبه
أيمن: ممكن يا هشام تجبلي ملف الصفقة بتاعت الساحل من مكتب المدير
هشام: اخرتها هبقى ساعي بقى ولا ايه ؟
أيمن بضحك: من قولتلك من الأول أتعلم الشغل علشان يبقى ليك لازمة هنا وانت الى مش راضي ..
هشام: أنا هروح علشان لو وقفت دقيقة واحدة هتفتحلي مرشح كل يوم ..
خرج هشام من مكتب أيمن وعندما وصل مكتب المدير فتح الباب و..
#يتبع
#گ:ولاء محمد ثابت"لولي"