البارت الثاني

4.3K 107 1
                                    

رواية"أنين ملائكي"
البارت الثاني
في غرفة مظلمة ليس فيها أي ضوء سوى شعاع الشمس الداخل عن طريق الشرفة ومنعكس على معصم أحدهم الذي يبدو عليه من تلك الساعة الفاخمة أنه من الأثرياء .
كان يطرق بيده على مكتبه بعدم صبر كأنه ينتظر شيئاً ما ..
لم تفت ثواني حتى طرق الباب ليقول بقوة :
إدخل..
دخل رجل ببدلته السوداء ووضع رأسه في الأرض وضم يديه سويا وقال :
الرصاصة إجت في القلب والبت في المستشفى ياباشا وحالتها خطيرة
ليجيبه بقوة : لسة في المستشفى أنا كنت عايزها تموت على طول
الرجل : الصبر ياباشا في الأول والآخر هتموت و..
صمت الرجل ولم يكمل ليسئله رئيسه : اخلص عاوز تقول إيه ؟
الرجل : عادل العمري الصبح كان عند الدمنهوري في المكتب
ما إن أنهى كلامه حتى علت صوت ضحكات الآخر في المكان وفجأة توقف عن الضحك وقال : تلاقيه لسة موصلوش خبر بنتو العزيزة بس معلش معذور ما هو ميعرفش الشيطان ..
أيهم الكيلاني الملقب بالشيطان الذي يبلغ من العمر ٣٠عاما صاحب أكبر شركات استيراد وتصدير في العالم ولديه سلسلة مطاعم كبيرة حول العالم ، يملك أموال لا تحصى ،يتصف أيهم بالطول وعضلاته الكثيرة التي تجعل من يراه يهابه ،وبشرته البيضاء ولون عينيه الزرقاء جعلته أكثر وسامة فكل من تراه تتمنى أن يصبح لها ولكن هو لا يهتم بالنساء بتاتاً فهو يعتبرهم كائنات ليس لها أهمية في الحياة ،يعرف أيهم بغلظته وقسوته الشديدة على كل من حوله حتى في عمله لذلك يطلق عليه الشيطان .
في أكبر المستشفيات الخاصة بالإسكندرية ..كانو الأطباء يعملون بخوف وسرعة خوفاً من والد تلك المريضة فلقد هدتهم بقتل عائلاتهم إذا حدث لابنته شيء ..
الطبيب من أسفل كمامته: ساعتين وهتفوق
الطبيبة : الحمد لله أبوها كان هيموتنا فيها
الطبيب : عادل العمري دا اكتر واحد ظالم القتل عندو أسهل شيء ربنا ينجينا منو ومن شرو ثم نظر لإحدى الممرضات : روحي قوليلو ساعتين وهتفوق 
خرجت الطبيب وخرجت إلي ذلك الواقف بشموخ ببدلته السوداء ليسألها بتوتر واضح
: أخبارها إيه؟ جرالها حاجة ؟
الممرضه: اطمن حضرتك هي كويسة وهتفوق بعد ساعتين تقريباً
ظهرت الفرحة على وجهة ذلك الرجل وأخرج من جيبه إحدى الشيكات
عادل : الشيك دا ليكي ولو قامت بالسلامة هجيبلك زيو
الممرضه بصدمة ممزوجة بعدم تصديق : ربنا يخليهالك ويقومها بالسلامة
أخذت الممرضة الشيك وعندما بعدت عنه عنه قالت بصدمة : ١٠٠الف جنية هي الناس دي لاقية فلوسها!
دخل عادل الغرفة وهو يشعر بالحزن عليها لرؤيتها هكذا فلم يتمنى أن يراها في تلك الحالة أبدا يعلم أنه دائماً كان يقسو عليها ويعامله بجفاء وشدة ولكن كل ذالك كان من خوفه عليها..
أخذ يحرك يده في خصلات شعرها الذهبية وسقطت دمعة من عينه وهو يتذكر ذلك الماضي الذي جعله بتلك القسوة ..
مسح دموعها وقام بالخروج إلي رجاله مرتديا قناع القوة .
عادل : نص ساعة ألاقي الحيوان إلي حاول يعمل كدا عندي ويكون عايش
نظر جميع الرجال في الاسفل فصرخ بهم بقوة : سامعينننن؟
الرجال : أوامر حضرتك يا باشا ..
وصلت جوري إلى مقصدها وهبطت من السيارة وأخذت تنظر بدهشة إلى ذلك القصر الكبير المصنوع من الذهب وكادت ستدخل ولكن منعها أحد الحراس
: على فين ؟
جوري : عاوزة أقابل عادل العمري
الرجل : بأي صفة
جوري بتوتر : بنت أخوه
أخذ الرجلان ينظران لبعضهم البعض بدهشة ..
الرجل : خليكي دقيقة واحدة
ثم ذهب ليحادث أحدهم وعندما أتى
: بطاقتك
أخرجت جوري هويتها واعطاتها له
الرجل : اتفضلي استني جوه لحد ما عادل بيه يجي
دخلت جوري واخذت تتجول في ذلك القصر الكبير بفرحة ودهشة فلم تتخيل يوما أن تدخل في مثل هذا المكان من قبل .
كان هشام يركض بخوف في المستشفى خوفاً على رهف فهي تعتبر خطيبته حتى صدم في أحدهم
هشام بغضب : إنتي عامية ؟
الفتاة بخوف : أنا ..مكنش قصدي
هشام : قصدك اي إنتي مش بتشوفي غوري من وشي..
ثم تركها وركض باحثا على غرفة رهف .. أما تلك الفتاة فظلت في مكانها تبكي بصمت ثم تمالكت نفسها ومسحت دموعها وذهبت لإكمال عملها ..
في غرفة رهف كان عادل ينتظر افاقتها على أحر من الجمر، فتحت رهف عينيها بصعوبة
رهف بتعب : ااااه
عادل وهو يجري عليها بلهفة : حبيبتي..إنتي كويسة ؟
رهف : أنا فين ؟
عادل : انتي في المستشفى ياحبيبتي ..حاجة تعباكي؟
رهف وهي تحاول الجلوس : لا ..ااااه
عادل : خليكي مكانك متتحركيش علشان الجرح
دخل هشام بتوتر : رهف .. إنتي كويسة ؟
عادل : اه الحمد لله بقت كويسة
رهف : مش انت كنت معانا وقتها
هشام بتعلثم: ها لا منا كنت روحت مشوار بعد ماكلمتك أنا ونهى ،ثم نظر لعادل
: لسة معرفتش مين إلي عمل كدا
عادل : لسة بس هعرفو يعني هعرفو وهندمو على اليوم إلي اتولد فيه
طرق باب الغرفة ودخلت الممرضة واتجهت إلى رهف دون أن ترى ذلك المصدوم من رؤيتها
هشام : إنتي؟
نظرت الفتاة إليه ثم تذكرت إهانته لها منذ دقائق وأكملت عملها دون أن تتحدث ..
عادل : انتو تعرفو بعض ؟
هشام : لا بس كنت خبطت فيها من شوية
الفتاة بإبتسامة وهي تضع المحلول : بعد ساعة هاجي اشيلهولك واديكي باقي العلاج ..
رهف : ماشي
عادل : هي هتخرج أمته ؟
الفتاة : ممكن على بكرة بس لازم حد يتابع معاها من البيت
عادل : انتي اسمك ايه ؟
الفتاة بإبتسامة : فجر
رهف بإبتسامة مماثلة : اسمك حلو 
فجر : تسلمي..عن إذنكو
خرجت فجر فنظر عادل لرهف : إيه رأيك اجبها هي إلي تتابع معاكي في البيت ؟
رهف بإستغراب من تغير معاملة والدها معها : مفيش مشكلة باين عليها كويسة
هشام : دقيقة وراجع
خرج هشام خلف تلك الفتاة : فجر ..فجر
فجر : نعم
هشام بحرج : هو إنتي زعلانة
فجر : هزعل ليه ؟
هشام : يعني علشان إلي قولتو من شوية كدا أنا عارف إن أنا إلي كنت غلطان بس كنت متعصب وقتها بس ..
فجر : ولا يهمك محصلش حاجه ..عن إذنك .
وقف هشام ينظر لطيف تلك الفتاة بشرود
هشام حاتم السيوفي يملك من العمر ٢٦عاما الابن المدلل لوالده لأنه لا يملك غيره كل طلباته موجابة من قبل أن يطلبها حتى ،لا يحب رهف ولكن يظن أنها ستكون الأنسب له لشدة جمالها وغنى والدها ويتصف بطوله وببشرته البيضاء وشعره البني الطويل وهو مغرور كثيرا ولا يعتمد على نفسه أبدا.
فجر عبد الحق تبلغ من العمر ١٩عام تعمل ممرضة بالمستشفى كتدريب لها إلي أن تتخرج من معهد ،تعيش في حي فقير مع والدتها وتوفي والدها من صغرها حتى إنها لا تعلم شكله أو اي شيء عنه ، تتصف فجر بقصر قامتها وبشرتها القمحية وعينيها العسلية وهي طيبة القلب ومرحة بعض الشيء ولكن حساسة كثيرا ،وهي محجبة .
كان أيهم في مكتبة يراجع بعض الأوراق حتى أتاه مكالمة فأجاب
الرجل : البت فاقت وبقت كويسة يا باشا
#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت"لولي"

أنين ملائكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن