البارت الواحد وعشرون
كان هشام في غرفة أيمن في الفندق..
أيمن: بقى انت عاوز تفهمني انك جيت علشان تغير جو بس
هشام : اه
أيمن : مروحتش مع الشلة بتاعتك أي مكان تغير فيه جو ليه ؟
هشام بارتباك : عادي يا ايمن
أيمن : طب هو انت أمته آخر مرة قابلتهم
هشام : مش فاكر ليه ؟
أيمن : أصل بقالي فترة يعني مش بشوفك غير مع جوري ياترى ايه السبب؟
هشام بنفاذ صبر : هات من الاخر يا أيمن قصدك إيه؟
أيمن: بتحبها ؟
صعق هشام من ذلك السؤال فلم يخطر في باله قط ..
أيمن: مردتش ليه ؟
هشام بتهرب : أنا تعبان وعايز أنام نتكلم بكرة
ثم نهض وذهب باتجاه الباب فسمع أيمن يقول
: هتفضل تهرب لحد أمته؟
خرج هشام بسرعة وذهب إلي غرفته ولكن لم يستطيع النوم فأخذ يفكر فيها وكل شيء يخصها ثم خرج إلى شرفة واخذ ينظر إلى شرفة غرفتها وهو يتمنى رؤيتها ..
خرجت فجر من المرحاض ولم تكن ترتدي سوى منشفة تداري جزء بسيط من جسدها و تنشف شعرها بمنشفة أخرى ،وقفت امام الدولاب لتخرج شيء ترتديه وهي تظن أنها بمفردها بالغرفة حتى سمعت صوت أحدهم
: احم احم
نظرت فجر خلفها بذعر : اا..انت !
أيهم وهو يتفحص جسدها بعينيه: مالك خوفتي كدا ليه ؟
فجر وهي تمسك المنشفة التي على جسدها بيدها وتضع يدها الآخرى على ذراعها : لا ابدا إنت جيت بدري ليه ؟
أيهم وهو يقترب منها : إيه مكنتش عوزاني اجي ؟
فجر وهي ترجع للخلف : لا بس مكنتش اعرف انك جاي دلوقتي
صدمت فجر بالحائط فوضع أيهم يديه الاثنين حول جسدها: لو كنتي تعرفي كنتي عملتي ايه ؟ مكنتش خرجتي كدا ؟
قرب وجهه لوجهها كثيرا ولكنها انحنت بجسدها وتحررت من بين يديه وقالت بتهرب : ممكن تخرج هلبس هدومي بس وهحضر الغدا
ظل أيهم بنظر لها مطولا ثم خرج من الغرفة وهو يبدو عليه الغضب، ذهب أيهم إلى مكتبه الموجود في القصر وأخذ يخلع رابطة عنقه بغضب
: أركز يا ايهم شكلك نسيت انك جايبة تعذبها وبس
ارتدت فجر برمودا زرقاء وجدتها أمامها وربطت شعرها على هيئة كعكةخثم هبطت للأسفل واسرعت بتحضير الطعام فوقف يراقبها من بعيد بإعجاب فلقد كانت ثيابها تليق كثيراً مع لون بشرتها وذادت من جمالها أكثر وأكثر وعندما انتهت اقترب منها فقالت بخجل مما حدث منذ قليل : الأكل خلص
جلس أيهم على الطاولة دون أن يتحدث بكلمة فكادت أن تدخل المطبخ مرة أخرى فناداها
: استني
فجر بخوف : نعم
أيهم بحزم : اقعدي
فجر باعتراض: بس ..
أيهم: سمعتي أنا قولت ايه ؟
جلست فجر بطاعة وبدأت تقلب في الطعام دون أن تأكل أما هو فكان يراقبها بطرف عينيه ..
فأتاه اتصال
أيهم: ها عملت ايه ؟
دا بيستهبل بقى؟ حسني اتصرف
مش أيهم الكيلاني إلي يتلوى دراعو..ثم اغلق أيهم الهاتف بغضب أما هي فظلت تنظر له بصدمة فلاحظ ذلك
أيهم: مالك بتبصيلي كدا ليه ؟
فجر وهي تبتلع ريقها: انت اسمك أيهم!
أيهم بسخرية : أول مرة تعرفي
فجر : اه والله
أيهم: نعم يا ختي
فجر بخجل : كنت فاكرة اسمك أدهم
ظهرت لمعة حزن بعينيه عندما سمع ذلك الاسم فقال بصوت متحجر : أدهم
فجر : أنا آسف بس ..أصل أول مرة أسمع اسم أيهم
نظر أيهم لها بوج خالي من التعابير ثم أكمل تناول طعامه في صمت ..
في المساء جلست فجر على السرير بتعب فأخيرا أتى الليل لكي تستطيع الراحة من ذلك المتوحش وعندما انتثرت بالغطاء وجدته يدخل الغرفة ..
فجر بهلع وهي تخفي جسدها بالغطاء : في حاجة
أيهم وهو يتأذب: اه عاوز أنام فيه مشكلة
ثم اتجه السرير وألقى بجسده بجانبها
فجر بتردد: انت مش بتنام في مكتبك
أيهم : لا طبعا ..أنا كل يوم بخلص شغل وبنام هنا
فجر بصدمة لاحظها هو : نعم بتكلم جد
أيهم وهو يكتم ابتسامته: اه والله
فجر : آمال لما بقوم الصبح مش بلاقيك ليه ؟
أيهم وهو يضع يده على رأسها : علشان ياذكية لما بتصحي بكون بره ..
فجر بخوف : يعني انت هتنام هنا
لاحظ أيهم خوفها : نام وشيلي الهبل دا من دماغك لو عاوز اعمل حاجة كنت عملتها من يومها
ثم وضع الغطاء على وجهه أما هي فنامت وعلى ثغرها ابتسامة اخفتها عنه فهي تشعر بالفرحة بداخلها لأنها تحبه ..أجل على الرغم من كل ما فعله معها إلا أنه استوطن قلبها وعقلها وأصبح حبها الأول والأخير ..
في فيلا أدهم :
سميرة ببكاء: أنا مليش دعوة يا عادل أنا عاوزة بنتي
عادل بغضب: اعمل ايه يعني يا سميرة هو أنا ساكت منا قالب الدنيا
سميرة بعصبية : ومن غير فايدة أنا مليش دعوه ياعادل بسببك من سنين اضطريت أتخلى عن بنت من بناتي واعيش وأنا بتعذب كل يوم من فراقها ودلوقتي بعد السنين دي كلها اخسر بسببك بردو بنتي التانية لا كدا كتير يا اخي بجد حرام عليك ..
لم يجب عادل وخرج من القصر بأكمله بغضب ولحق به أدهم الذي كان يهبط الدرج بالصدفة وسمع حديثهم بالخطأ ..
جلس أدهم بجانب عادل في سيارته وأخذ يواسيه
: متزعلش انت ملكش ذنب كل دا كان مكتوب وحصل
عادل : إحنا لازم نروح قصر الشيطان
أدهم: لا يابابا دا قلبو ميت والي بيدخل قصرو حي بيخرج ميت
عادل : طب نبلغ البوليس
أدهم: معناش دليل وكمان ليه نفوذ كتير اوي ويقدر يخرج نفسو منها زي الشعرة من العجين
في غرفة نور كانت جالسة على الأريكة تلهو بهاتفه حتى سمعت صوت طرقات على الشرفة فنهضت بخوف
: مين ؟
أتاها صوت تالفه : افتحي يانور
شعرت نور ببعض الإطمئنان ثم فتحت الشباك لتجد حسني أمامها
نور : إنت؟ثم نظرت حولها برعب
وأكملت: تعال ادخل بسرعة
دخل حسني من شباك الشرفة واغلق الشرفة خلفه ..
كانت نور تشعر بفرحة لرؤيته ممزوجة بالإرتباك أما هو فكان ينظر لها بسعادة وابتسامه واضحة وظل الاثنين ينظران لعينين بعضهما ..
حسني : أنا آسف إني جيت كدا بس أنا كنت عاوز اشوفك
نور بفرحة مخفية : اخبار جرحك ايه ؟
حسني : اهو بقى كويس
نور : انت دخلت هنا ازاي ؟
حسني : ملكيش دعوة ليا طرقي الخاصة
نور بإبتسامة: ماشي يابتاع الطرق الخاصة
حسني : أنا لازم اروح معرفش اطول هنا علشان متتأذيش بس أنا كنت عاوز معاد اقابلك فيه ..
نور بحزن : بس أنا م عارفة هبقى فاضية امته؟
حسني بفرحة : يعني موافقة
أمات نور برأسها
حسني : طب هاتي ورقة وقلم
نور بإستغراب : ليه ؟
حسني : هاتي بس
فتحت نور أحد الأدراج واخرجت ورقة وقلم واعطتهم اياه ودون شيئا ما عليها ..
حسني : دا رقمي هستنا مكلمتك ..
نور بخجل : حاضر
فتح حسني الشرفة وقبل أن يخرج نظر لها بابتسامة بادلته اياه ثم ذهب أما هي فأخذت تنظر لظله بإبتسامة فتلك المرة الأولى من بعد وفاة والديها تشعر بالمحبة اتجاه أحد ..
#يتبع
#گ:ولاء محمد ثابت"لولي"