البارت الثامن والعشرون
كانت لينا في مكتبها بالشركة تجلس وهي تشعر بالحزن بداخلها فمنذ ذلك اليوم الذي اعترف لها بحبه فيه وهو يتجنبها تمتما هل بغضها لتلك الدرجة فكم اشتاقت له ولحديثه الفكاهي معها وأيضاً لنصائحها الذي كان يقدمها لها ولكلامه المعسول أيضاً التي لم تفهم انه حب ، كم لامت نفسها فحبه كان ظاهر كثيرا حتى خوفه عليها عندما تتأخر عن العودة مساءاً وغيرته عندما كانت تقف مع أحد الرجال ،كم افتقدت كل هذه الأشياء ،اعادت الاتصال به مرة أخرى وأيضاً لم يجب فتذكرت حديث هشام لها في الصباح أنه سوف يترك مصر ويغادر ،شعرت كمن طعنها بخنجر في قلبها هل ممكن أن يذهب حقا بلا عودة ؟هل يمكن يتركها ويكون من نصيب غيرها ؟
لينا بغضب لنفسها : لا يا أيمن انت بتاعي أنا مش لحد غيري ..
كان جالس في مكتبه يضع رأسه على المكتب بكسرة فلقد ظن أنه على الأقل ستحاول منعه من السفر ولكنها لم تفعل شيء سوى بعض اتصالات سخيفة مع أنها باستطاعتها القدوم اليه ولكنها لم تفعل ، شعر أيمن بالفزع عندما وجدها تفتح الباب وتدخل وتغلق خلفها بقوة
أيمن بإستغراب : ايه يا لينا في حاجة ؟
لينا بعصبية :انت بتتجنبني ليه ؟
أيمن بإستغراب :هو دا إلى داخلة قالبة الدنيا عشانو!
لينا بغضب: هو في اكتر من كدا؟
أيمن وهو يجلس مرة أخرى ببرود: وايه إلي يضايقك في كدا ؟
لينا وهي تجلس على الكرسي الذي أمامه : انت مش عاوزني اضايق ؟
أيمن بسخرية : تعرفي أنا كنت فاكر انك مش ملاحظة أصلا ..
لينا : لدرجاتي فاكرني مبحسش
أيمن بتنهيد: إنتي عاوزة ايه بالظبط يا لينا ؟
لينا : انت فعلا هتسافر؟
أما أيمن رأسه فقالت بحزن : بسببي؟
أيمن بحزن : لا دا نصيب وأنا نصيبي كدا
لينا : طب لو قولتلك خليك متسافرش هتفضل؟
أيمن بفرحة بداخله: لو من قلبك لكن لو سفقة لاء
لينا بابتسامة : منتا عارفني أنانية مبيصعبش عليا حد ولا بشفق على حد
أيمن بفرحة : انتي فعلا عوزاني أفضل ؟
لينا بإبتسامة: ايوه
أيمن بحزن : وهشام ؟
لينا : منكرش إني كنت بحبو ومكنتش حاسة بحبك ليا بس اليومين إلي فاتو دول اكتشفت أن حياتي كانت ملانة بيك انت مش بهشام ،هشام عمرو ما كان شيء أساسي في حياتي صحيح كان أساسي في تفكيري لكن في حياتي لاء لكن انتي كنت تعتبر كل شيء في حياتي كنت صحبي و أخويا حتى مليش صحاب بنات فكنت بحكيلك إنت كل شيء ووقت حزني بلجأ ليك انت ولم بفرح من حاجة انت اول واحد بجري عليه واقولو حتى أهلي انت كنت قايم بدورهم بتخاف عليا وتنصحني..ثم أكملت ببكاء أنا اكتشفت إنك أهم حاجة في حياتي فإزاي هبقى عايشة من غيرك !
نهض أيمن من كرسيه وجلس على تلك الطاولة الصغيرة وإنحنى إليها ورفع رأسها بكفه ومسح دموعها وقال بحنان
: بلاش الدموع دي علشان خاطري إنتي مش عارفة بتوجعني ازاي ؟
لينا وهي تضع كفها على يده المملكه بوجهها : يعني لسة بتحبني ؟
أيمن : عمري ما قدرت ولا هقدر أنساكي يا لينا ومش قادر اشوف غيرك
لينا پإبتسامة : أنا بحبك
أيمن بصدمة : ها ..قولتي ايه ؟
لينا بضحك : بحبك
أيمن وهو يفرك يده في أذنه
: هو أنا سمعت صح ولا بتهيقلي
لينا بضحك: بحبك يا سيدي
..بحبك
أيمن وهو ينظر خلفه : طب بتكلميني أنا طيب ؟؟
لينا بصوت عالي : بحبك يا أيمن
أيمن وهو يضع يده على فمها : شششش هتفضحينا
لينا بضحك : اعملك ايه يعني ماانت مش مصدق
أيمن بفرحة : أنا عاوز أسجلك فويس وإنتي بتقوليها اقعد أسمعها كل دقيقه لا دقيقة ايه ؟كل ثانية
لينا بضحك: لدرجاتي
أيمن بفرحة وهو ينظر لعينيها : واكتر من كدا أنا طول عمري بتمنى اللحظة دي وكنت فاكر عمرها ما هتيجي بس الحمد لله اجت واحلى مما كنت اتمنى كمان ..
وضعت لينا يدها على كفه بحنان ثم قالت : مش هتسافر صح ؟
أيمن: أكيد لاء من انهاردة مش هروح مكان غير وانتي معايا فيه ..
دخل أيمن ولينا من باب قصر السيوفي وهما يضعان يدهما في يد بعض ولكن وجدو هشام ووالده صوتهما عالي ..
لينا بخوف : هنا بيزعقوا ليه كدا ؟
أيمن : مش عارف تعالي نشوف
دخل أيمن ولينا فنظر لهم حاتم وقال بصوت عالي
: تعالو شوفوا البيه ..تعالو شوفو عاوز يتجوز مين ؟
أيمن : يتجوز ..يتجوز مين ؟
حاتم : الابلة الجاية من الارياف على اخر الزمن ابن حاتم السيوفي يجوز واحدة جربوعة زي دي ؟
هشام بغضب وصوت عالي تجمع عليه الخدم خلف الباب
: متغلطش فيها دي احسن مننا كلنا وبعدين ايه يعني ابن حاتم السيوفي يعني مش بشر زي زي اي حد من حقي احب واتحب واجوز واحدة قلبي الي مختارها مش عقلي
حاتم بعصبية : دا لو واحدة من مستواك
هشام بعصبية مماثلة : مستوايا مش مستوايا أنا بحب جوري ووجودها معايا بالنسبة ليا كفاية ميفرقش معايا اي حاجة تانية
حاتم بغضب : طب اي رأيك بقى انك مش متجوز غير لينا يا هشام ..
أخذت لينا تنظر لايمن بصدمة بادلة أيها بحزن وادار وجه واتجه إلى الباب ببطىء لكنه أوقفته بجملتها
لينا بحزم : مستحيل ياعمي
حاتم بصدمة. : مستحيل ايه ؟
لينا : هشام بيحب جوري وعمري ما اتجوز واحد مش بيحبني دا غير أن أنا وأيمن بنحب بعض وكان جاي يطلب ايدي منك ..
نظر أيمن لها بفرحة هل حقا رفضت الزواج من هشام وصرحت بحبها له أمامهم إذن فهي حقا تحبه ..
حاتم بصوت عالي: الله الله كل دا من ورايا دا أنا مليش لازمة بقى دا كمان مش عارف امشي كلمتي على حد فيكو ..
هشام بغضب : بابا أنا قولت إلي عندى أنا مش متجوز غير جوري سواء برضاك ولا غصب عنك وأيمن فاتحني في الموضوع دا فعلا امبارح وكان عامل حسابو يفاتحك انهاردة
حاتم وهو يرفع يديه في الهواء ثم على قدمه بغضب : لا يفاتحني إيه بقى منا مفيش ليا لازمة لينا وبتقول بتحبو وهو فاتحك وانت هتجوز سواء برضايا ولا غصب عني خلاص انتو حرين في حياتكو اعتبروني مش موجود ثم خرج من مكتبه وجد الخدم ينظرون لبعضهم البعض بخوف منهم فقال بصوت غاضب : بتتفرجو على إيه كل واحد على شغلو
ركض كل واحد منهم على عمله وصعد حاتم بغضب إلى غرفته ..
في مكتب حاتم
كان هشام يجلس على الأريكة وينظر في الأرض أما لينا فجلست بجانبه من جهة ومن الجهة الاخرى أيمن..
لينا : شوية وهيهدا وهيوافق ماانت عارف مش بيرفض لك طلب
هشام : ياريت يا لينا ياريت
أيمن لتغير مجرى الحديث: بس إيه جو عبد موته دا وبحبها ومش هتجوز غيرها من أمته دا ؟
هشام وهو ينظر له : بلاش انت يا روميو كفاية أنها والعة معاك وأنا وأيمن بنحب بعض من ورايا اه
نظرت لينا في الارض بخجل فقال أيمن بضحك : يعم كفاية ناق إحنا ما صدقنا
هشام بحزن : طب يبختك يا عم نولت الرضا عقبالي
أيمن : مش انت كنت ناوي تطلب أيدها حصل ايه رفضت
هشام : ملحقتش
أيمن: ليه حصل ايه ؟
سرد هشام لهم كل ماحدث فقالت لينا بحزن : تحب اتكلم معاها
أيمن: لا بلاش انتي يا لينا هو الي لازم يتكلم معاها..
في قصر الشيطان :
كان صوت ضحكاتهم يملىء المكان
أيهم وهو ينظر لضحكاتها بحب : أول مرة اشوفك بتضحكي
فجر بإبتسامة: دا على أساس انك مكنتش بتبطل ضحك؟
أيهم: أنا أول مرة أضحك كدا من سنين
فجر : ربنا يجعلك سنينك كلها فرح ثم صمتت لحظة وظهر على ملامحها الحزن
أيهم : زعلتي فجأة ليه ؟
فجر : ماما وحشتني
كاد أيهم أن يتحدث ولكنه سمع صوت طلقات الرصاص يملىء المكان ..
فجر وهي تحضتنه بخوف : هو في ايه ؟
أيهم ليطمئنها: متخافيش من حاجة طول ما أنا جمبك
أمات فجر برأسها ثم أبعدها أيهم عن حضنه وقال لها : خليكي هنا هشوف في إيه وهرجعلك ..متخرجيش من الأوضة دي غير لما اجيلك
فجر بدموع : خليك معايا
ايهم: دقيقة بس وهجيلك مش هتاخر
ثم فتح أحد ادراج التسريحة وأخرج مسدسه ..
فجر بخوف : انت هتاخدو ليه؟
أيهم ليطمئنها: للأمان بس متقلقيش
فجر : خلي بالك من نفسك
أيهم بإبتسامة: حاضر
ثم خرج من غرفته وهبط إلى الأسفل ووجد
#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت"لولي"