البارت الخامس والعشرون
خرجت رهف من المرحاض وجدت أيهم يجلس على الفراش ويرتدي حذائه أخذت تنظر له بإعجاب حتى رسمة على ثغرها ابتسامة وشردت في ملامحه ..
أما هو فلم يلاحظ وجودها وعندما انتهى من ارتداء حذائه أخرج سيجارته من جيبه وأخذ يشربها مما أخرجها من شرودها وهي تقول غاضبة : إيه إلي بتشربو دا
أيهم: سجارة
فجر : ما عارفة إنها سجارة بس بتشربها ليه متعرفش إنها مضرة بالصحة
في تلك اللحظة نظر أيهم لها بصدمة فلقد زادها هذا الفستان جمالا..
فجر بصوت عالي: أيهم
أيهم: بتزعقي ليه ؟
فجر : بقالي ساعة بكلمك ومبتردش
أيهم وهو يطفيء سجارته : سرحت شوية ..يالا علشان منتأخرش
كان أيمن في مكتبه يلملم اشيائه كي يذهب لمقابلة هشام حينما دخلت عليه لينا وهي تشتعل من الغضب ..
أيمن: خير يا لينا مالك ؟
لينا بغضب : هشام ازاي يقولهم في النادي انو خطب البنت دي ؟
أيمن: هو حر انتي إيه إلي يضايقك في دا ؟
لينا بغضب : إلي يضايقني إنها متستهلوش
أيمن: مش احنا الي نحدد دا هو كبير وواعي ويقدر يعرف مصلحتو فين ..
لينا : بس أنا عمري ما هسيبهم يتهنو سوى
أيمن بعصبية : طب ابقي فكري اعملي حاجة كدا وأنا اوريكي وش عمرك ما شفتيه
لينا بعصبية : أنا ليه حاسة انك مبسوط بالخبر دا
أيمن وقد اختنق من كل هذا : ايوه يا لينا مبسوط عارفة لي ؟
حركت لينا رأسها دليلا على. نهيها فأكمل بغضب : علشان الطريقة الوحيدة علشان ابعدك عنو لأني عارف إنك بتحبيه..
ابتلعت لينا ريقها بصدمة
فقال بغضب : طول عمرك وانتي بتحبيه هو مش شايفة قدامك غيرو كل حاجة هشام ..هشام ..هشام كأن مفيش رجالة غيرو في الدنيا على الرغم انو مش شايفك أصلا ..
ثم اقترب منها وأشار على رأسها
: فوقي يا لينا انتي بالنسبالو اختو وبس وعمرك ما هتبقي اكتر من كدا
ثم ابتعد عنها وقال: أنا نصحتك وعملت الي عليا لكن وحياة اغلى حاجه في حياتي يالينا لو فكرتي تأذيها لهنسى انتي بالنسبالي ايه
ثم اقترب من الباب وكاد أن يفتحه ويخرج ولكنه صعق من جملتها
لينا بغل : لدرجاتي بتحبها
أيمن بصدمة : بحبها ..لدرجاتي انتي مش شيفاني
لينا بعدم فهم ؛ قصدك ايه ؟
أيمن بعصبية : قصدي إني طول عمري بحبك انتي يا غبية، ثم خرج من الغرفة وهو يغلق الباب خلفه بقوة ،اما هي فجلست على الكرسي بصدمة وخلعت نظراتها الطبية وأخذت تدمع عينيها بصدمة ممزوجة بالحزن ..
دخل أيمن إلى القصر وهو يشعر بالغضب وجد هشام بانتظاره ..
هشام ؛ مالك وشك متغير ليه ؟
لم يستطيع أيمن إخفاء سره أكثر من ذلك فأخبر هشام بكل شيء ما عدا أنه هو من تحبه ..
هشام وهو يضع يده على كتفه : روق وأنا هحاول أتكلم معاها
أيمن باعتراض : لا يا هشام متتعبش نفسك أنا هسافر
هشام : هتسافر؟
أيمن؛ ايوه أنا كلمت اهلي وحجزت طيارة بعد بكرة دا الحل الوحيد
هشام : وهتسبني أنا مليش صحاب غيرك
أيمن: صدقني راجعلك تاني هما يومين بس انسى وهرجع تاني ثم قال ليغير مجرى الحديث
: وبعدين قولي أنا كلامي طلع صح ؟
هشام بحزن : ايوه فعلا بحبها بس اكتشفت دا متأخر ..طلبت مني إننا نبعد ومقدرتش اقولها لاء
أيمن. : هشام انتو مكتوب كتابكو فاهم يعني ايه ؟ يعني كل حاجة في صفك عمر ما حد هيقدر يبعدكو غير لو انت عاوز
هشام : بس هي مش بتحبني ؟
أيمن: مين قالك كدا ؟
هشام : لو بتحبني مكنتش قالت نبعد !
أيمن : مش يمكن كانت مستنية منك رد تاني ؟
هشام بتوهان : معدش عارف حاجة
علا صوت رنين هاتف فنظر هشام لايمن: ما ترد ؟
أيمن: ما ترد انت دي مش رنتي وموبايلي أصلا فاصل شحن
هشام بإستغراب وهو ينظر لهاتفه الموضوع على الطاولة : موبايلي اهو
أيمن: آمال موبايل مين ؟
تذكر هشام شيئاً ما فوضع يده في جيبه وأخرج الهاتف الذي اعطاه زياد إياه..
أيمن: موبايل مين دا؟
هشام: زياد ادهولي وقالي أنو بتاعي وانا ماخدش بالي إنو مش بتاعي
نظر هشام للمتصل وجده "بابا"
هشام لأيمن : اعمل ايه؟
أيمن: رد علشان نشوف بتاع مين ؟
فتح هشام على المتصل ولم يجب ولكن أتاه صوت عادل
: الو يا جوري انتي فين انتي ورهف كل دا ؟
لم يجب هشام بل أغلق بسرعة
: دا بتاع جوري
أيمن: آمال زياد الغبي دا فكرو بتاعك ليه ؟
هشام : مش عارف
ضغط هشام على زر تشغل الهاتف ولكنه صدم مما رأى ..
هشام بصدمة : أيمن!
أيمن: اي ؟
هشام وهو يضع الهاتف أمام عينيه: شايف إلي أنا شايفو؟
أيمن: دي صورتك
هشام بصدمة. ؛هي حاطة صورتي ويربيبر بجد مش تهيوئات..
أيمن بغمز : عارف دا معناه ايه ؟
هشام بإبتسامة صغيرة : معقولة
أيمن: بص يهشام مش انت بتحبها حارب علشانها علشان متندمش طول عمرك
دخلت جوري إلى القصر بمفردها فرهف مازالت تقم مع والدتها بفيلا أدهم لأن والدها لم مازال لا يتحدث معها..
كان عادل يشعر بالغضب لتاخرهم ..
: جوري
جوري وقد ظهر عليها الإرهاق والتعب : نعم يابابا
عادل ؛ كنتو فين انتو الاتنين لحد دلوقتي
جوري وهي تجاهد لتخرج كلماتها: كنا في نادي
عادل : انتي كويسة؟
جوري : ايوه عن إذنك
ثم صعدت إلى غرفتها والقت حقيبتها على الأرضية وجلست على فراشها تنظر لسقف الغرفة كعادتها وتشرد في حياتها ..
دخلت رهف إلى غرفتها وهي تفكر في جوري وحالتها وجدت أدهم يجلس بإنتظارها
رهف : أدهم!
أدهم: حمدالله على السلامه يا استاذة .. اتأخرتي ليه؟
رهف بخوف فهي تعلم أنه لن يمر لها هذا التأخير أبدا ؛ كنت قاعدة بتكلم مع جوري والوقت اخدنا
أدهم: جوري ..اه والكلام دا بقى مينفعش هنا في أو في القصر
رهف : اصلها كانت تعبانه شوية فقولت تغير جو وبعدين منا قيلالك وأنا بكلمك
أدهم بغضب : قولتيلي إنك راحة النادي شوية وجاية مش إنك هترجعي نص الليل وبعدين إيه إلي إنتي لابساه دا ؟
ثم أشار على ثيابها
رهف : مالها هدومي
أدهم : مش شايفة البنطلون ضيق ازاي والبلوزة قصيرة وضيقة بردو ؟
رهف بملل: ما انت عارف دا لبسي طول عمري
ثم كانت ستدخل إلى المرحاض حتى مسكها من ذراعها بقوة ألمتها وقال بغضب : رهف أنا مش عايز اتغبى عليكي أو اضايقك بس أنا التصرفات دي متنفعنيش
رهف بالم من يده المغروزه في ذراعها: خلاص نسيب بعض
أدهم بعصبية : مش بمزاجك انتي وافقتي برضاكي مش لعبة هي
رهف بدموع : دا كان اتفاق علشان ..
قطع كلامها وهو يقول : لغيتو انتي دلوقتي خطيبتي غصب عنك وانسي إني اسيبك وطريقة لبسك دي تتغير احسنلك
ثم تركها يدها وخرج من غرفتها فهبطت دموعها بغزارة رغماً عنها فلم تتوقع أنه يعود لطريقته القديمة معها فكانت تظن أنه تغير ولن يعلق على ثيابها كما من قبل أو يعترض على تصرفاتها مرة أخرى ولكنه خيب أملها وحتى أنه يحاول التحكم فيها في كل شيء
كانت فجر تسير بجانب أيهم وهي تراقبه بطرف عينيها فهي أصبحت لا تتحمل أن يبعد عن عينيها دقيقة واحدة ،دخل أيهم أمام إحدى الملاهي الليلية ولم تستطع فجر الاعتراض فهي تعلم أنه حتماً سينفذ ما برأسه ..
كان المكان مليء بالموسيقى الصاخبة والمشروبات المحرمة وجميع من في ذلك المكان يفعلون كل ما حرمه الله والفتيات يرتدون ملابس غير محترمة تماماً وينظرون لأيهم بإعجاب شعرت فجر بالغضب في داخله وتمنت لو أنها تستطيع إخفاءها ولا يستطيع أحد رؤيته سواها ..
ذهب أيهم إلى طاولة كانت تجلس عليها تالا وشاب أبيض البشرة وطويل القامة وما إن رأه ذلك الشاب حتى قام باحتضانه بقوة أما تالا فإحتضنت فجر بسعادة أحستها فجر ..
أيهم : وحشني والله
عامر : لا وحشتك ايه بقى ما انت خلاص اتجوزت ونستنا
أيهم : عيب عليك انت الي في القلب ..
عامر لفجر : بس على فكره انتي احلى منو بكتير
ابتسمت فجر بحرج ولم تجب ..
تالا : من الحق انتي اسمك ايه ؟.
أيهم : ر..
كان سيجيب أيهم ولكن قطعته فجر : فجر ..اسمي فجر
نظر أيهم لها بصدمة
تالا بإبتسامة: اسمك جميل زيك
فجر : شكرا دا من ذوقك .
تالا : تعالو نرقص
عامر : ايوه يالا
أيهم ومازال يشعر بصدمة بداخله فحسني لم يخبره أن لها اسمان!
: تيجي
ذهب عامر وتالا وبدأو في الرقص فقالت فجر وهي تنظر لهم
: مبعرفش
اخذ أيهم ينظر لها بدهشة فلقد أخبره حسني أنها تقصي وقتها دائما في البارات والرقص والشرب كيف ذلك وهي لا تعرف أن ترقص !
أحس أيهم أنها من الممكن أن تكون تخدعه لذلك قام بسكب بعض من الخمر من كأسه في كوب العصير الذي طلبته ثم أعطاها أياه ..
عندما ارتشفت فجر من الكوب أخذت تسعل بقوة
فجر وهي تضع يدها على معدتها من التعب : هو العصير دا في إيه ؟
هنا وتأكد أيهم أنها حقا لم تشرب من قبل فهو لديه خبره في تلك الأمور
#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت"لولي"