البارت الثامن عشر
ذهب هشام إلى الشركة مع أيمن ولم يسلم كعادته من همس البنات على شدة وسامته وأناقته كان يسير بعجرفته المعتادة مع صديقة حتى وقف مكانة
أيمن : إيه يابني وقفت لي ؟
هشام وهو يشير على أحدهم : مين دا ؟
أيمن : نهو..إلي واقف مع جوري
هشام بغضب مكتوم : ايوه
أيمن بلامبالة : دا أدهم ابن عمتها
هشام : ومين دا بسلامته ؟ وبيعمل إيه هنا ؟
أيمن : كان مدير فروع الشركة في لندن ولسة راجع وناوي يفضل هنا
هشام : بجد إيه إلي عرفك أنو هيفضل هنا ؟
أيمن : جوري إلي قالتلي
هشام وهو يجز على أسنانه: جوري ..اه وياترى بقى فتحتها في موضوع تدريبي ولا لاء؟
أيمن : بصراحة اه و..
هشام : و ايه؟ كمل
أيمن: رفضت
هشام بتوعد : بقى كدا ماشي جوري
ثم نظر إليها وجد ذلك الشخص يرحل أما هي فدخلت إلى مكتبها ..
هشام : روح إنت على مكتبك دقيقة وجايلك
دخل هشام عليها كالعادة دون أن تسمح له السكرتارية بذلك
جوري بملل: كالعادة هشام بيه داخل من غير استأذان
هشام ببرود وهو يجلس على الكرسي الذي أمامها : المفروض تكوني إتعودي على كدا خلاص
جوري بإستغراب من بروده : تيجي تقعد مكاني أحسن
هشام بلامبالاة: للأسف مبحبش قعدة المكاتب
جوري : ممكن اعرف إيه سر الزيارة إلي غير سعيدة دي
هشام : لا دي هتبقى روتين يومي من انهاردة
جوري : مش فاهمة
هشام : قصدي مش انتي هتدربيني يبقى كل يوم هتشوفيني في مكتبك
جوري : بس أنا رفضت الموضوع دا واظن أيمن عارف أسباب رفضي كويس وثانيا انت متخيل بعد إلى إنت عملتو امبارح دا ممكن ادربك أو حتى ابقى أنا وأنت في نفس المكان !
هشام : هتقوليلي اسباب رفضك الاختلاط بس الي يشوفك وانتي واقفة مع أدهم والانسجام إلي كنتو فيه ميقولش دي واحدة رافضة الاختلاط أبدا وبعدين انتي ايه الي مزعلك اوي كدا زعلانة عليه ؟؟
جوري : هو مين ؟
هشام : الزفت إلي ضربته امبارح
جوري : لا نا زعلانة على الصفقة إلي باظت بسبب اسلوبك الهمجي .
هشام : هعدي الهمجي دي وهعتبر نفسي مسمعتش حاجة بالنسبة لموضوع التدريب دا فدا أمر مش طلب
جوري : انت ليه عاوزني أنا إلي ادربك بغض النظر انك بتكرهني ؟
هشام : بكرهك ..أنا عمري ما قولت إني بكرهك !
جوري: كلامك ليا من أول يوم بيقول كدا
ثم تنهدت بقوة وقالت:المهم أنا موافقة ادربك بس ليا شروط
هشام : اي؟
جوري: تلتزم وتيجي بدري كل الي اقولك عليه تنفذو وممنوع اي تصرف غير لائق أو أي تصرف همجي لحضرتك وتنسى خالص انك ابن صاحب الشركة وتتعامل كانك موظف عادي والأهم من دا كلو تحترمني ..
صمتت لدقائق ثم أكملت في حالة خالفت اي شرط من دول اعتبر نفسك متعرفنيش ولا ليك حق انك تطلب مني اي تدريب ..ها قولت اي ؟
هشام : التدريب لمدة قد إيه ؟
جوري : انت وشطارتك كل ما تركز معايا كل ما هتتعلم بسرعة
هشام : موافق
جوري : تحب تبدأ أمته ؟
هشام : من دلوقتي
جوري : موافقة ..انت مشتغلتش قبل كدا صح ؟
هشام: ايوه
نهضت جوري بذلك البنطال الجينز الازرق والتي كانت ترتدي عليه بلوزة بيضاء طويل بعض الشيء ولكن ضيقة إلى حد ما فكانت تبرز منحنيات جسدها وحجاب بالون الازرق والابيض معا وتضع بعض مساحيق التجميل التي زادتها جمالا ،فاخذ هشام ينظر لها بإعجاب فتلك المرة الأولى التي يراها بها ببنطال أو حتى بشيء ضيق فدائما كان يراها بعباءات فضفاضة أو بدريسات طويلة ..
شردة هشام فيها وفي جمالها الذي لاحظة لأول مرة الذي كاد أن يقسم أنه لم يرى اجمل منها من قبل ..
خرج من شروده على صوتها : هشام
:نعم
جوري : تعالى نقعد على التربيزة دي
جلست جوري على تربيزة الاجتماعات بجانبه وأخذت تبحث عن شيء على حاسوبها الشخصي أما هو ففرح عندما جلست بجانبه فاخيرا سمحت له الفرصة أن يتفحص ملامح وجهها عن قرب ..
كان عادل ذاهب الى جوري ليخبرها بأن تأتي معه في المساء إلي رهف ولكنه قبل أن يدخل إلى مكتبها سأل السكرتاريه
:جوري جوه
زينب : ايوه ياباشا بس معاها هشام بيه
عادل بإستغراب : هشام ؟
زينب : ايوه ياباشا هنا من يجي نص ساعة
عادل : نص ساعة لي كل دا ؟
زينب : مش عارفه
ذهب عادل إلي شرفة المكتب الزجاجية التي تستطيع جوري من خلالها رؤية كل شيء خارج مكتبها وقف عادل من بعيد يتابع ما يحدث بإستغراب فكانت جوري جالسة على طاولة الاجتماعات بجانب هشام وامامها حاسوبها والكثير من الأول فهم عادل أنها تعلمه شيء ولكن استغرب الهدوء الذي كان هشام فيه وهو يستمع لها وتلك اللمعة التي في عينيه ..
عادل لنفسه : ياترى اخرتها ايه ؟
دقت الساعة الثانية عشرة ظهرا وكانت فجر قد انتهت من تنظيف البيت بأكمله وقامت بوضع الطعام على النار وتركته لحتى يطهى ،جلست على تلك الأريكة الكبيرة الموضوعة في غرف المعيشة ..
فجر بتعب وهي تضع يدها على قدمها : اه منك لله يا شيخ كان لازم القصر دا كلو لا وأنا الى كنت بتبطر على شقتنا وأقول بتتعبني داانا كنت في نعمة ..اه يرجلي ..
قطعها صوته : شايفك قاعدة تكلمي نفسك يعني ايه مش لاقية حاجة تعمليها؟
فجر بلوي : مش لاقية حاجة اعملها بقى كل دا وعاوزني اعمل حاجة تانية
أيهم وهو ينظر لأرجاء القصر : هو مبدأيا القصر أصلا مكانش فيه حاجة لكل دا يعني اظن متعبكيش في تنضيفو
فجر : حصل وبدل حضرتك عارف كدا بتخليني اعملو تاني لي ؟
وضع أيهم يده على طاولة الغرفة متجاهلا حديثها : إيه التراب دا إنتي ممسحتيش هنا ليه ؟
فجر وهي تجز على أسنانها: نسيت ..
أيهم: يلا امسحيها
فجر : حاضر
ذهبت فجر إلى المطبخ وأحضرت منشفة قطنية صغيرة خاصة بتنظيف الزجاج وقامت بمسحها تحت أنظاره..
أيهم ببرود وهو يجلس أمامها وضعا قدماً فوق الأخرى : امسحي بضمير
فجر لنفسها بصوت لم تعلم أن أيهم سمعه: اشوف فيك يوم ياأخي
أخفى أيهم ابتسامته وقال : وامسحي الشاشة كمان
فجر : ليه ماهي نضيفة أهي
أيهم : امسحي تاني
فجر بصوت هاديء وصل إلى مسامع أيهم : الهي تتمسح من الدنيا ياأخي
أيهم لإستفزازها اكتر : تعالي هنا كدا
فجر وهي تقف أمامه : نعم
أيهم : التربيزة دي منضفتش لي؟
فجر: ماهي نضيفة أهي منا لسة مسحها قدامك
أيهم : امسحيها تاني إيه المشكلة ؟
مسحتها فجر بسرعة وهي يبدو عليها الغضب : أهي خليتها تلمع
ثم أكملت بصوت منخفض : اهو حتى تعرف تشوف نفسك ..
أيهم: تصدقي فكرة خلاص كل يوم ابقى اخليكي تلمعيها ..
صدمت فجر من ادراكها فكرة أنه قد سمعها فهي كانت تظن أن صوتها منخفض جدا
فجر : انت سمعتني ؟
أيهم: بعد كدا ياشاطرة لما تبرطمي ابقي وطي صوتك
فجر : حاضر
أيهم: الأكل جاهز
فجر : لسة على النار
أيهم: أنا طالع اوضتي اخد شاور لما تخلصي خالص قوليلي
صعد أيهم إلى غرفة وقام بعمل شيء من خلال هاتفه ثم ابتسم بخبث ودخل إلى المرحاض لكي يستحم..
كان عادل في مكتبه يفكر في تلك الأحداث التي توالت خلف بعضها بسرعة كبيرة حتى وصلته رسالة على هاتفه وعندما راها عادل وقف مكانه من هول الصدمة ،فكانت عبارة عن صور فجر عندما كانت مقيدة في مخزن القصر وصور اخرى عندما كانت في غرفة أيهم وظاهر عليها علامات الضرب والخدوش التي في وجهها ومكتوب اسفلهم
"غلطت زمان وبنتك بتدفع التمن دلوقتي متخافش كل فترة هطمنك عليها بشوية صور زي دول كدا "
ألقى عادل كل شيء موجود على مكتبه على الأرض ثم نادى على مساعده بقوة : شكري ..يشكري
ليدخل شكري : نعم ياباشا
عادل بغضب : بنتي بتضرب وتتهان وحضرتك لسة معرفتش مكانها كل دا ؟؟
شكري : هو في جديد ياباشا
عادل وهو يعطيه الهاتف : اتفضل شوف
شكري : دا الظاهر حتى منافس ليك من زمان ياباشا
عادل : من زمان من قريب أنا عاوزة بنتي كل الكلام دا ميهمنيش
شكري : حاضر ياباشا عن إذنك .
ثم خرج لتجنب غضبه
كانت جوري تشرح كل شيء بالتفصيل أما هشام فكان مندمج في التركيز في تفاصيله بإعجاب شديد ..
جوري بتعب : كفاية كدا انهاردة ونكمل بكرة
هشام وقد لاحظ تعبها : كفاية بدل انتي تعبتي
جوري : اهم حاجة فهمت كل دا ولا لا
هشام : يعني
جوري بحسرة وهي تفتح فمها بحركة كوميديه: يعني إيه؟ مفهمتش حاجة
هشام بضحك : لا مش لدرجاتي بس في كذا حاجة كنت سرحت فيهم
جوري وهي تومأ برأسها : اه سرحت فيهم
ثم وقفت بنفاذ صبر : طب احنا بكرة نعيد من الأول بقى
هشام : اوكي
جوري : اه اوكي اه طب عن إذنك بقى
هشام : راحة فين ؟
جوري: راحة أنام لأني خلاص شطبت بعد كل دا وياريتو بفايدة..عن إذنك
خرجت جوري من المكتب دون أن تسمح له بالرد أما هو فوقف ينظر لطيفها فلايعلم لما يشعر أن شعوره قد تغير اتجاهها ..
#يتبع
#گ:ولاء محمد ثابت"لولي"