البارت التاسع والعشرون"قبل الأخير"

1.6K 48 2
                                    

البارت التاسع والعشرون
خرج أيهم من غرفته وعندما هبط إلى أسفل وجد القصر بأكمله ملىء بالرجال المسلحين ومعظم رجاله أجسادهم على الأرض ودمائهم يملىء المكان ..
أيهم وهو يرفع سلاحه في وجههم : مين الى باعتكو
في ذلك الوقت دلف عادل من باب القصر وهو يقول : أنا يا شيطان
أيهم بصدمة : انت ؟؟
عادل ؛ ايه مستغرب ليه فاكر هتخطف بنتي وهسيبك كدا فاكر نفسك انت لوحدك إلي شيطان
أيهم بسخرية وهو يرفع سلاحه في وجهه: عندك حق انت كمان شيطان اكتر مني
عادل بغضب: ذنبها ايه علشان تخطفها عملتلك إيه لكل دا ؟
أيهم : مش هي إلي عملت إنت الي عملت وأجى الوقت انك تدفع تمن كل حاجة عملتها زمان
عادل بإستغراب : عملتلك إيه أنا زمان داانا أول مرة أشوفك اصلا
ضحك أيهم بصوت عالي تحت أنظار عادل المستغربة
أيهم: عملتلي إيه ولا حاجة دمرتني بس ودمرت عيلتي حولتني من طفل بيحلم بمستقبل لنفسه لطفل قلبه كله سواد وكره ملوش هدف في الحياة غير انو يموتك وانت مذلول قدام عنيه ..
لم يكمل أيهم حديثه لأنه وجد أحدهم يأتي من خلفه ويضربه على رأسه ولكنه لم يتأثر بل ثنى ذراع ذلك الرجل خلف ظهره والقاه على الأرض بجانب حذاء عادل ..
أيهم بسخرية : طول عمرك غدار
اقترب رجلان من أيهم وحاولو ضربه ولكنه كان يتفدا ضرباتهم مبهارة وأخذ يسدد لهم اللكمات ولكن أتى رجل ثالث بيده خشبة كبية صدم بها قدم أيهم مما جعله يسقط وظهره على الأرض فوضع عادل قدمه على صدره بسرعة كبيرة كي لا يستطيع الهرب ووضع مسدسه على رأسه وقال : أنا ميهمنيش أعرف إنت مين وبتكرهني ليه كل الي يهمني بنتي ،بنتي وبس هي فين ؟
أيهم وهو يحاول أن يبعد قدمه : مش هقولك لو آخر يوم في عمري
عادل : ما هو فعلا اخر يوم في عمرك
اخذ عادل يضغط على زر المسدس ولكن اوقف صوت فجر الصارخ : لا يا بابا سيبو
عادل بفرحة : فجر
ركضت فجر بأقصى قوتها حتى وصلت إليهم فأخذت المسدس من يد عادل وقالت :
ابعد عنو
عادل بإستغراب: فجر دا كان خاطفك
فجر بعصبية : دا جوزي
عادل وهو يبلع ريقه : جوزك ؟
فجر بدموع : ايوه
ابتعد عادل عن أيهم فجلست فجر بجانبه وهي تجعله ينهض ..
فجر : انت كويس ؟
أيهم وهو يمسح الدم الموجود على فمه : ايوه ..
احتضنته فجر ببكاء تحت أنظار عادل..
عادل وهو ينظر لهم بصدمة. : أفهم من كدا انك كنتي هربانة بمزاجك
رفعت فجر رأسها من على صدر أيهم وحركت رأسها بنفي من وسط دموعها ،فنهض أيهم وهي معه وقال : هي ملهاش ذنب أنا إلى كنت خاطفها فعلا
وضع عادل سلاحه على جبين أيهم وهو يقول : في الحالتين انت لازم تموت
ألقت فجر أيهم جانباً ووضعت السلاح على جبينها هي وقالت ببكاء : لو فيه حد هيموت يبقى أنا لأن طول ما أنا عايشة مش هسمحلك تمس شعره منو
عادل بعدم تصديق: بعد كل الي عملو فيكي
فجر ببكاء : الي عملو فيا ميجيش ذرة جمب الي عملتو فيه ..
نظر عادل لايهم الذي ملئت الدموع وجهه وقال : أنا عاوز افهم أنا عملتلك إيه بالظبط..انت مين أصلا
أيهم بدموع : أنا مين ؟..أنا أيهم..
كاد أيهم أن يكمل جملته ولكن سبقه أدهم وهو يدخل من باب القصر ويقول
: أيهم الكيلاني
أيهم وهو ينظر له بوجه مألوف
: انت مين ؟
أدهم بإبتسامة: مش عارفني
أيهم : شكلك مش غريب عليا
عادل بصدمة جعلته يعود للخلف وكان سيسقط ولكنه امسك بتلك الأريكة وجلس عليها بصدمة ..
أدهم وهو يذهب له ويجلس بجانبه : انت كويس يابابا
أيهم بصدمة. : بابا ازاي ؟؟
نظر أدهم لايهم المصدوم واتجه إليه ووقف أمامه دون أن يكون بينهم مسافات وقال
: انت كنت عاوز تنتقم لامك وابوك صح ؟
أيهم بغل بعد أن مسح دموعه : واخويا
أدهم بإبتسامة : أدهم
أيهم بإستغراب : عرفت منين ؟
أدهم بإبتسامة: اخوك عايش يا أدهم مامتش
أيهم بسخرية: اخويا مات في الحريقة إلى هو هو عملها في بيتنا زمان
أدهم : أنا أدهم الكيلاني ابن معتز الكيلاني واخوك التوأم
فتحت فجر فمها من الصدمة ونظرت لأيهم التي كانت ممسكة بيديه وجدته يقف كالتمثال دون أن يرمش حتى ..
أيهم بوجه خالي من التعابير: إيه إلي يخليني اصدق كل دا
أدهم : فاكر لما كنا بنلعب سوا قدام البيت وأنا وقعت ودراعي اتجرح جرح كبير
أيهم بتركيز : ايوه الدراع اليمين
خلع أدهم جاكيته وفتح زر القميص ورفعه ليظهر علامة جرح كبير في يده : هي دي
أما أيهم برأسه ثم قال ببعض الشك :كنا بنلعب وقتها علشان كنا متراهنين إلي هيفوز هو الي هيخرج مع بابا
أيهم بإبتسامة: لا علشان انت عندك حساسية من الشطة وانا كنت بحطهالك في الأكل من وراك ..
ابتسم أيهم وعانقه بحب وهو يغمض عينيه بدموع ..
أدهم بفرحة : عمري ما كنت أتخيل انك عايش
أيهم  وهو يبتعد عنه : ولا أنا ثم نظر لعادل الذي سألت دموعه. من شدة الصدمة ..
فقال أيهم: بس ازاي بتقولو يا بابا !
أدهم: تعالى وانا افهمك
نظر أيهم وفجر لبعضهم البعض ثم ذهبوا وجلسوا أمام أدهم وعادل ..
أدهم : مين الي قالك أن خالك هو الي عمل الحريقة ؟
أيهم بتنهيدة : عمتك نوال قالتلي انها شافت عربيتو يومها وكان موجود وقت الحريقة مع انو مكنش لينا علاقة بيه
أدهم بتذكر : يوم الحريقة أنا كنت في اوضتي ولمحت عمك مرسي واقف مع راجلين وبيشاور لهم على البيت ،طلعت اجري وروحت نحيتهم اسمع بيقولو ايه ،ليقتو بيتفق معاهم أنهم يحرقو البيت مقابل مليون جنية ولما الراجل سألو ليه ..قالو أن باباك علشان هو الكبير جدك كاتبلو البيت والمزرعة حتى العربية بإسمو ولو مات هيقدر ياخد كل حاجة لوحد وقتها أنا ومامتك كنا بنكلم خالك في الموبايل دايما بس من ورا باباك لأنو مكنش بيحبو فلما سمعت كلامهم دا طلعت اجري علشان اقولكو بس لقيتكو كنتو برا ..
ثم وضع كفه على ذراع عمه وأكمل: ملقتش قدامي غير خالك فاتصلت بيه قولتلو وقالي أنو جاي على طول وطلب مني مدخلش البيت وقعدت بره قدام الباب ولما عمك وصل كان ..
تنهد أدهم بدموع وقال : كان الوقت فات لقينا كل البيت بيولع ولسوء الحظ اتضح أنهم كانوا في الحديقة الخلفية وفكرنا انك معاهم لانك كنت خارج معاهم..
أيهم : أنا خرجت معاهم فعلا بس وقتها مردتش أروح غير لما أروح ألعب مع نور شوية فعلشان كدا هما سبقوني وروحو ولما رجعت ولقيت النار وصلت لكل حاجة روحت قعدت يومين عند عمتك بعدين روحت ملجأ ووقتها اتعرفت على حسني دراعي اليمين حاليا بعدين اجى رجل كبير في البلد بس لسوء حظو مكنش بيخلف فإتبناني وسماني على اسمو ونقلي كل املاكو واتوفى من سنة وأحنا في لندن فقررت انقل كل الأملاك لإسمي الحقيقي و ارجع هنا وانتقم ..
ثم ذهب إلى عادل وجلس بجانبه وقال بترجي : أنا آسف أرجوك سامحني ..ارجوك
عادل وهو يمسح دموعه: متتأسفش يابني إلى حصل دا كان ذوق تفاهم ملناش ذنب فيه وانا مسامح وراضي وعاوزك انت كمان تسامحني
أيهم وهو يعانقه ببكاء : أكيد مسامحك
عادل : وعاوزك تخلي بالك من فجر
أيهم بإبتسامة من وسط دموعه: دي في عنيا
فجر : بس ازاي أنا طلعت بنتك
عادل : لما كان عندكو سنة حصل وقتها حريقتهم ووقتها لأني قدام الكل مكنتش بكل سوزان اختي لأنها كانت هربت واتجوزت من ورانا بدأت أنا ووالدتك نتخانق كتير بالذات إنها مكنتش مصدقه اني مليش ذنب في الي حصل فإطلقنا بشرط أن كل واحد ياخد طفل ووقتها ولدتك استغلت فرصة اني كنت مسافر واخدتك وسابت البيت ومن يومها وأنا مكنتش أعرف حاجة عنكو واسمك إلي في شهادة ميلادك دا يبقى اسم جدك ..
عاد عادل وادهم ومعهم أيهم وجوري إلى القصر ..
عندما رأتها سميرة أخذتها في حضنها ببكاء شديد
: وحشتيني اوي يا فجر أوي
فجر : وإنتي كمان يا ماما
ثم احتضنت جوري بقوة
جوري : حمدالله على سلامتك يا فجر خوفتينا عليكي
فجر وهي تنظر في الإرجاء : فين رهف ؟
رهف وهي تركض على الدرج : أنا
قامت بإحتضان فجر بقوة : وحشتيني وحشتيني اوي اوي يا فجر
اخذ أيهم ينظر لها بدهشة فتلك المرة الأولى التي يراها بها واخذ ينظر لهيئتها فعلم الفرق الكبير بينها وبين فجر ..
فجر  وهي تحاول الابتعاد عنها: انتي اكتر والله بس براحة دراعي هيتخلع في ايدك
رهف بضحك: لا متخافيش من انهاردة مش هسيبك تاني خالص معاكي ليل نهار
أيهم : احم احم
رهف : مين دا ؟
أدهم: دا أيهم اخويا وجوز فجر
رهف بصوت عالي : نننننننعم اخو مين وجوز مين ؟؟؟
أدهم: يخربيت صوتك أيهم اخويا ويبقى جوز فجر
رهف بصدمة : ودا عمتي خلفتو أمته ثم نظرت لفجر واجوزتو أمته وازاي؟
سميرة : جوزها؟
عادل : يجماعة دي مواضيع طويلة تعالو نقعد بس وبعدين نتكلم ..
جلس الجميع وبدأ عادل بسرد ما حدث لهم جميعا ثم قام كل واحد بهم بالذهاب إلى غرفته انت فجر وأيهم فذهبوا إلى الغرفة التي خصصها لهم عادل..
  دخل أيهم الغرفة بعد أن أخبرته فجر أنها ستفعل شيء وستلحق به ..
بعد عدة دقائق دخلت فجر وبيدها حقيبة الإسعافات الأولية وجلست بجانبه على الفراش وبدأت في تعقيم جرحه ..
فجر : انت دلوقتي ابن عمتي صح
أيهم بإبتسامة: بيقولو
ابتسمت فجر دون أن تتحدث وكادت تكمل ما تفعله ولكنها وجدته يسحبه يدها ويقبلها ..
أيهم: شكرا
فجر بإستغراب: على إيه ؟
أيهم: على وجودك لم تجب رهف لحرجها فأكمل هو :
إنتي فعلا كتيرة عليا يافجر انهاردة بالذات اتأكدت إني فعلا شيطان وإنتي ملاك
فجر : انت مش شيطان انت أيهم وبس متفكرش في نفسك كدا واظن بعد إلي عرفتو دا انت ..يعني ..
لم تكمل فجر حديثها ففهم مقصدها وقال : عمري ما هسيبك ولا هبعد عنك
في المساء تجمع الجميع على طاولة الطعام وعلت البسمة على وجوههم وملىء صوت ضحكتهم المكان ..
عادل بفرحة : القصر دا مع إنو كبير بس طول عمري بحس انو ميت مفيش فيه روح كنت أنا ورهف بس وادهم بس دايما كان كل واحد منا مشغول في حياتو مكناش بنشوف بعض حتى بس انهاردة.. ثم نظر لهم بحب وقال
: رجعتلو الروح تاني
سميرة بتمني: ربنا يديم اللمة دي يبارك فيكم ويحفظكم
كانت رهف تنظر لوالدها نظرات حزن فهمهاخ أدهم فقال
: طبعا انت معدش زعلان من رهف يا بابا
صمت عادل لدقائق ثم قال : هو أنا أقدر ازعل منها أصلا
فرحت رهف بداخلها ثم نظرت لادهم بشكر
عادل لأيهم؛ من انهاردة انت مش غريب وعاوزك تقولي بابا زيهم كلهم
أيهم بإبتسامة: دا شرف ليا يا بابا
عادل بفرحة : أنا بجد انهاردة اسعد واحد في الدنيا هعوز اي اكتر من كل الي بحبهم حواليا ..
في شقة كبيرة تشبه الفيلا قليلاً كانت نور تسير بترنح بسبب تلك القماشة التي وضعها حسني على عينيها.
نور بتوتر : افتح
حسني بضحك: خايفة كدا ليه؟
نور ؛ منا مش عارفه جايبني فين؟
حسني : طب فتحي ياستي
أزالت نور القماشة من على عينيها ثم أخذت تنظر لأرجاء المنزل بإنبهار دا بيت مين ؟
حسني : عجبك
نور : جدا بس بتاع مين ؟
حسني وهى يجلس على. قدمه ويخرج علبه قطيفة من جيبه ويفتحها : بيتنا يا ست البنات
نور بصدمة شلت حركتها: بيتنا مين ؟ ثم نظرت للعبة وجدت بها خاتم مصنوع من الالماس
نور برعب : دا ألماس صح؟
حسني بإستغراب : اه
نور بغضب : وانت ازاي بتاع صيانة وجايب بيت زي دا وخاتم ألماس انت شاكلك حرامي
ثم كادت أن ترحل ولكن وقف أمامه ليمنعها
: استني بس اسمعيني
نور بعصبية : اسمع ايه ؟
حسني: أنا حسني الدراع اليمين لأيهم الكيلاني
نور بصدمة : الشيطان
حسني : ايوه
نور وهي ترفع اصبعها في الهواء: إلي كان خاطف فجر ؟
حسني بإبتسامة: بالظبط وبقى جوزها حاليا
رفعت نور حقيبتها في الهواء وأخذت تلكمه بها في بطنه وذراعه وهي تقول بغضب
: كداب منافق بقى تكذب عليا كل دا ؟
حسني وهو يمسك حقيبتها : اتهظي بقى
نور وهي تحاول أن تهدأ : عاوز إيه ؟
حسني : تجوزيني يا نور
#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت"لولي"

أنين ملائكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن