الفصل الحادي عشر

2.1K 51 0
                                    

مر شهر آخر علي ابطالنا قد اعتاد فيه كل من غريب وليالي علي بعضهما البعض وتأتي كرمة بين كل حين وحين وكونت صداقة مع ليالي وتعلقت بناتها بليالي فهي تعاملهن بحنان كما تعامل اختها ليلي بينما ظل كرم طوال ذلك الشهر بين عمله وخروجاته مع زوجته التي لا تترك فرصة لصرف أموال زوجها غير عابئة بارهاقه من العمل فا اهم شئ لديها الاستمتاع بأمواله وأموال عائلته ..

كانت ليالي تجلس وتجاورها كرمة  ثم فاتن علي الأريكة يشربن مشروب بارد في ذلك اليوم الحار بينما بنات كرمة يلعبن بالشقة يركضن تارة ويلعبن بالعابهن تارة أخري فهن ثلاثة أشقاء بنات ( لوچي: ٦ سنوات، خديجة: ٤ سنوات، ريتال: سنتين ونصف) اردفت كرمة بتذكر: الا البت سلمي عاملة ايه يا ماما بقالي كتير مش بشوفها.

فاتن بتنهيدة: تاعبة خالتك اوي بيجيلها عرسان كتير بس هي رافضة بتقول لما تخلص خالتك تقولها خطوبة دلوقتي وبعد ما تخلصي نعمل فرح مش موافقة برده.

كرمة بتفكير: يمكن شايفة حد تاني يا ماما وم...

فاتن بشهقة: ليه انتي مش عارفه تربية خالتك يا كرمة.

ليالي بابتسامة: اهدوا يا جماعة عادي أنا برده كنت زيها مش عايزة أي ارتباط غير بعد ما اخلص دراستي الموضوع طبيعي عادي.

فاتن بضيق: بس فيها ايه يعني لو اتخطبت دلوقتي وتتجوز لما تخلص ما هي هي.

ليالي بابتسامة هادئة: كل واحد بقي يا طنط وليه دماغه ربنا يكتبلها اللي في الخير ليها ده المهم.

امنت كل من فاتن وكرمة وبعد قليل ظلت كرمة تصرخ علي بناتها فهن مشاغبات بينما توجهت ليالي للمطبخ لتعد طعام الغذاء لتلحق بها كرمة وجلست فاتن تهاتف اختها ليتحدثا في امور مختلفة ..

كان إبراهيم يجلس بمكتبه ليجد الباب يفتح بعد عدة طرقات عالية قليلا رفع نظره عن الأوراق ليجد غريب دلف إليه قائلا بغضب: ينفع كدة يا حاج ابنك عمال يسحب في كل الفلوس ديه ليه غير العربية اخر موديل اللي خدها لواحدة ملهاش لازمة.

ابراهيم مقاطعا: ديه مرات اخوك دلوقتي يا غريب مينفعش تتكلم عنها كدة.

أردف غريب بحنق: قولتلك يا حاج مليش اخوات ده لغاية دلوقتي عايش حياته عادي ولا كانه عمل حاجة لا حط في دماغه ليالي واهلها ولا احنا همه نفسه وبس ومراته ديه مش هتهدي غير لما تخليه علي الحديدة بالاسلوب ده، انهي حديثه وخرج صافعا الباب خلفه ليترك ابراهيم قلمه بضيق يفكر في حال ابنه الاصغر فتلك الحية اجادت خداعه جيدا ..

عاد غريب مساءا بعدما نام والديه وذهبت كرمة ببناتها مع زوجها؛ دلف شقته بضيق فهو طوال اليوم غاضبا بسبب كرم وأفعاله وجد ليالي كالعادة مرتدية حجابها تجلس علي الأريكة أمام التلفاز تتابع فيلما تقدم ناحيتها والقي مفاتيحه علي الطاولة أمامه وجلس بجانبها ليريح ظهره علي الأريكة وأطلق تنهيدة طويلة نظرت له ليالي قاطبة حاجبيها بهدوء قائلة: شكلك تعبان اوي استني اعملك العشا، كادت أن تنهض ولكنه أوقفها بصوته المرهق: استني يا ليالي أنا تعبان اوي مش عايز اكل أنا جعان نوم بس.

ليالي الغريب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن