الفصل السابع والعشرون

1.8K 48 0
                                    

ومع اشراق شمس يوم جديد تبدأ حكايات للبعض بينما تخط الاحرف الاخيرة في حياة البعض الآخر ..

كانت فاطمة تقف أمام المرآة بعبوس لتلتفت لسلمي التي تقف خلفها بملل: ايه يا سلمي اللي مش عاجبك فيه انتي متعرفيش فضلت الف امبارح علي المحلات مع محمود ازاي علشان اجيب الطقمين دول.

تقدمت منها سلمي لتدير وجهها للمرآة قائلة بحنق: يا بطة يا حياتي ليه تجيبي لبس يكبرك كدة ما تعيشي سنك وبعدين اسمعي كلامي وخليني احطلك ميكاب هادي خالص.

نفضت فاطمة يدي سلمي قائلة: بس يابت انتي انا متعودة علي طريقة اللبس ديه ومرتاحة فيها وبعدين أنا رايحة اشتغل لا هحط ميكاب ولا هسمع كلامك، اصلا فايزة قالتلي متسمعيش كلام البت ديه هتضيعك.

ابتعدت عنها لتحمل حقيبة اليد ليكتمل مظهرها فقد ارتدت ثوب رقيق باللون الاسود وعليه حجاب نبيتي يزين وجهها الابيض الرقيق وضعت كحل فقط ومرطب للشفاه كما اعتادت ثم خرجت تنتظر سلمي ترتدي ثيابها ليذهبا معا ..

كان محمود بانتظارهما ليوصلهما اليوم فهو يخشي علي أخته أراد أن يشجعها علي تلك الخطوة ويساندها انتظرا حتي انتهت سلمي وساروا معا حتي المكتب تركهما علي باب المكتب و رحل بعدما شجع فاطمة أن لا تتوجس وتتعامل بكل هدوء ..

نهض كرم صباحا وقال لزوجته أنه خارج لعمل ولن يعود الا ليلا بعدما خرج من المنزل انتظر بسيارة أخري غير "سيارته التي تركها بمحل عمله" بعيدا عن المنزل منتظر خروجها حتي يقطع الشك باليقين ويهدأ باله، ظل واقفا حوالي الساعة والنصف حتي وجدها كما عاهدها تضع الكثير من مستحضرات التجميل وترتدي ملابس ضيقة للغاية لا يعلم كيف سمح لها أن تخرج هكذا منذ البداية اين كان عقله، انتظر حتي صعدت سيارتها وحركتها ليسير خلفها بسيارته الجديدة وجدها تنحرف بسيارتها لمبني لأول مرة يراه هبطت من السيارة وهي تتلفت حولها كمن يفعل جريمة شنعاء ظل يراقبها حتي دلفت المبني ثم هبط من سيارته وسار خلفها ليوقفه حارس المبني قائلا بفظاظة: رايح فين يا سيدنا.

نظر له كرم وعيونه حمراء فقد ارتفع ضغطه كثيرا: هي الست احم اللي لسه طالعة ديه ليها شقة هنا في العمارة.

نظر له حارس المبني بتفحص قائلا بسخرية: ليه هي تهمك في حاجة.

ضغط كرم علي يديه بغضب ليخرج حفنه من الأموال من جيب بنطاله ويعطيها للحارس مردفا: مقولتليش ليها شقة هنا.

نهض الحارس بسعادة وهو يعد الأموال التي بين يديه قائلا: شقة ايه بس يا بيه ديه كل فترة والتانية بتيجي شقة عيل صايع مضيع فلوسه علي الشرب مع صحابه ولا مؤاخذة عليها هي كمان، نظر له الحارس ثم تلفت حوله كي لا يستمع إليه أحد ثم اقترب من اذن كرم قائلا بخفوت: دول لامؤخذة لا عاملين حساب لا لجيران ولا لدين ولا اي حاجة خالص ناس معندهاش أهل بعيد عنك.

ليالي الغريب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن