'9' أنا الفَاعِل.

826 70 148
                                    

‏ها نحنُ الآنَ، بعد أن انتهتِ القصّة، بعد أن ذهبَ من ذهب، وعادَ من عاد، تُرِكنا لنُضارع الألم، ونتعود على غياب فردٍ منّا، ليس بالنسبة لي بالطبع... بل بالنسبة لأمي، أما أبي فلم يكُن موجوداً أثناء مراسم العزاء، بعد صُراخه على أمي المصدومة، ونعتها بأنها أسوأ امرأةٍ قد تعرّف عليها يوماً.

هو لا يعي ما يتفوه به، ذلك الأخرق، فأي امرأةٍ قد تقبل برجلٍ قد دكّه العجز، وخلا ضميره من حسّ المسؤولية؟

حياته بدونها أشبهُ بشمعدانٍ بلا شموع، ونحن فتيلُها، حيث نستمر بإحراقها بمسؤليتنا لتستمر بالإضاءة من أجلنا، ليست أمي أسوأ امرأةٍ على وجه الأرض، بل أغباهُنّ.

خلعتُ عنّي معطفي الأسود، و ابتعدتُ عن مكان جثوّ أمي بمسافة، تركتها تندُب حظها العاثر وحيدة، بينما أسترق النظر إليها من على الأريكة في الصالون.

لم أعُد أشعُر بالأمان معها، قد تتكرّر نوبتها تلك وتقوم بضربي.

رأيتُها حزينةً و صامتة، يتلبّسها الشرود، و يقطُن الفراغ محجريها، لم أشهدها بمثل هذه الحال من قبل، رغم ما مررنا به!

لا أظُن بأنني ارتكبتُ فعلاً شنيعاً بقتلي لسيون جونغ، يجعلها تدخل في مثل هذه الحالة من الحزن.

في النهاية أنا موجودٌ، وسأحِلُّ محلّه، أم أنها لا تراني بالأصل، وتعتبرني مجرد هواء؟

على الأقل لديّ سومين تهتم لأمري؛ حينما وجدتها في العزاء، و قلنسوتها السوداء المخملية تُخفي جزءاً من محياها، باغتتني الرغبة في الإسراع و احتضانها، لكنني خِفتُ ردّ فعل أمي.

جلبَت معها يون وو، و كانت هذه المرّة الأولى التي أعلم بأنه يختصّ بمجال الشرطة، إذ ينخرط في هذا المجال بكلية الشرطة.

تقدّم منّي يأخذ إفادتي بترهيب أمي وحبسها إيانا، كان لايزال يعمل كـ متدربٍ في مخفر شرطة بوسان.

لم يرُق لي مشاركة سومين له بمشاكل عائلتي، عندها أعتنقتُ الصمت، و عاتبتُها بنظراتي، أرثو سوء حظي بيني وبين نفسي بصمت.

"تحدّث جونغكوك، أخبره بما فعلَتهُ بكُما.."
بنبرةٍ متوسّلةٍ طلبت مني، لكنني شدّدت في إعتناقي للصمت و مخاصمتها.

ابتعَدَت عني رفقة خطيبها، وأماراتُ الخيبة تعتريها، عندما وجدت بأننا جلبنا الأنظار نحونا، من بينها نظرات أمي وأمها التي ضلّت تواسي صديقتها.

آسفٌ سومين، لا أحبّذ وجود طرفٍ ثالث في علاقاتي، ما كان عليكِ إحضاره هو بالذات.

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن