'22' عـرضٌ مُغـرٍ..

511 37 44
                                    

كان الجو بارداً قليلاً ، و نسيمه يبعث على التجمّد، كنت لا أزال أفكر فيما سيكون الشرط الثاني من أجل التنكيل بلوكاس، و من فرط حماستي لم أستطِع الإختيار.

رأيتُه يزحف على ركبتيه قليلاً حتى استقام وهو يعرج، تقدّم نحوي بعينين دامعتين و وجهٍ متورّمٍ من اللكمات التي تلقّاها، و ما إن وصل حتى جثى متوسلاً إياي، و كفّاه تُحيطان ساقي الأيمن.

" أرجوك لا تقتلها، سأنفذ أي شيءٍ آخر، لقد حاولت بجُلّ طاقتي و لكنني لم أُفلح... أتوسل إليك"

كِدتُ أُشفِق عليه، لكنني كابرتُ قليلاً، أدرتُ رأسي إلى الجانب بغرور و هو أمطرني بوابلٍ من التوسلات، في هذه اللحظة أشعر بأنني أصبحتُ رجلاً مُهاباً بمفهومٍ سادي.

" أعطني هاتفك و قُم بفتح قُفلِه"

بنبرٍ رزينٍ أمرت.

لم يتوانى للحظة و أعطاني إياه، عدّلتُ جلستي و وضعتُ ساقاً على الآخر بينما شرعتُ أتصفّح ما يحويه معرض الصور خاصته، كذلك المحادثات بينه هو و ميناه على الكاكاو تالك.

لا شيء مثيرٌ لذلك الحد، فقط صورٌ لهما برفقة بعض و كلامٌ دنيء غير ناضجٍ بينهما، يبدوان كعاهرين من المحادثات التي تجري بينهما، يا للقرف... لكن ما شدّ إنتباهي كان مقطع النمل من ذلك اليوم، الذي قام بتصويره من أجلها، قمت بالضغط عليه لفتحه لأجد بأن الأحمق لوكاس كان يقوم بتعليق نملةٍ على الأخرى رغماً عنها، و يحثهما على التزاوج.

أنبلجت ملامحي لوهلة، ما هذا بحق الإله؟

نقلتُ نظري إليه لأجده واهناً يجثم على الأرض في إنتظار قراري، أخذتُ زفرةً طويلة؛ لا أعلم لماذا شعور الشفقة يستمر بمخالجتي لوضعه، رغم أنه أسوأ مني بعشرة أضعاف.

"هل تعلم ما الذي عليك فعله الآن؟ قُم بالتجرُّد من ملابسك عدا الداخلية منها"

أومأ بطاعة، كجروٍ أجرب تماماً و بدأ بحلّ ما يرتديه رويداً رويدا.

قضمتُ شفتي السفلى بغضب؛ من مشاعر الشفقة التي تقيم حروباً ضارية بداخلي، كذلك شعرتُ بنغزةٍ في قلبي.

لا أُعزي شعوري بالنغزة إلى حالة الشفقة التي تراودني، أُؤمن بأن نغزة القلب المفاجئة تعني أنه حتماً حصل شيءٌ لعزيزتي سومين، وأن الارواح تصيب رغم بُعد المسافّة.

تعكّر مزاجي، و اضطرب خافقي في قلقٍ عليها، عندها قررتُ ترك ذلك المعتوه و شأنه، ناولته هاتفه، و أخبرته بأن يُعيد إرتداء ملابسه، و عندما نهضتُ للمغادرة كاد يقوم باللحاق بي، ربما يتضرع جلبي لميناه، وقبل أن تزل قدماه أو ينبس بحرف هددته قائلاً:

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن