'31' الرجُل الطِفل!

433 48 13
                                    


من فرط غبائي كِدتُ أُصدّق لوهلةٍ بأنه مريض، كِدتُ أُشفِقُ عليه، أردتُ أن أُشفِق عليه عندما ارتمى في أحضاني، لكن رائحة العطر التي تنبعث منه ردعتني عن ذلك

هو ليس مريضاً، هو كان يلهو برفقة إحدى الفتيات... ربما، حبيبته!

نسيتُ بأنني بالفعل قد بلغتُ مرحلةً بائسةً من حياتي، لم أعُد أهتم فيها بمواساة ذاتي حتى أُجهِد نفسي في مواساته و الإعتناء به

كان ليذهب إليها، لا أهتم.

جرجرتُه نحو غرفتي بينما يسير برفقتي بخطواتٍ مترنّحة، كالمخمور، رميتُه على السرير في غرفتي دون غطاء؛ شيءٌ ما يدفعني لأُصبِح عدوانيةً تجاهه فجأة

انصرفتُ نحو المطبخ أُحافظ على رباطة جأشي عن طريق تحضير كوبٍ من مغليّ البابونج؛ أهدِفُ بذلك إلى تهدئة أعصابي

لا أعلم لما أشعُر بغضبٍ عارم، و إن حدثَ و قرّرتُ التقصّي و اكتشاف السبب فسيُلجِمُني الجواب، لا أريد الإذعان لما سيقوم بتحليله دماغي

و بينما انتظر غليان منقوع البابونج نهضتُ نحو المغسلة، بللتُ وجهي لإخماد نيرانه المتوهجة، نظرتُ إلى انعكاسي لوهلة... ما بي؟

أبدو شاحبة، و حاجبيّ من فرط تقوّسهما يكادان يلتقيان.. إنني غاضبةٌ و بشدّة، أكره ذلك.

حاولت إلانة ملامحي و فكّ التقويسة عن حاجبيّ عن طريق تزيين ثغري بابتسامة، أحاول تملّق ذاتي و فهم تصرفاتي التي تُسيطر على أفعالي في هذه اللحظة.

لم أستطِع تعديل التشنُّج الذي يصيب ابتسامتي بعد حتى أفزعني صوتُ ثوران البابونج على الموقد، لقد قام بتلطيخه لا محالة.

عاودتُ نظري للمرآة و وجدتُني مازلتُ أحاول الابتسام، شكراً لوجهي المبتسم رغم مهزلة الحياة.

ذهبتُ للتنظيف و ملأتُ الكوب أحاول ارتشافه بينما لايزال ساخناً، البخار المتصاعد منه بالقُرب من أنفي يصنعُ قطراتٍ شبيهةٍ بـ ندى الصباح.

على طاولة الطعام جلستُ مع نفسي، ارتشفتُ بضع رشفات من الكوب و فكرتُ قليلاً

ليس خطأه إن كان يلهو مع فتاة، بل ليس لي أي حقٍّ في إبداء مثل هذا التصرف الأخرق و غير الناضج بتاتاً.

أنا امرأةٌ بعُمر والدته، سأحرِصُ على تذكيري بهذا الشيء دائماً.

ربما لُطفه البالغ و تصرفاته الغير مسؤولة هي ما جعلتني أُكِنّ مشاعر غريبة له، متناسيةً الفارق السنّي بيننا، لم أعهدني بهذا الغباء من قبل؛ لطالما كنتُ رزينةً و مسؤولة.

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن