'6' ليسَ لنا مَثيل!

1.1K 83 13
                                    


هناك نصٌّ عالق في رحم اللامنطق ، يركُل قشرة دماغي بعُنف ، منذ الظهيرة ، يود الخروج ولكن عجِزَت حروفي عن إسعافه ،  أتمنى ألا يختنق بمشيمة الكآبة ، ويتعفّن في دماغي للأبد .

ـ أحتاجُ لشفقةِ أحدِهم علينا، و إخراجنا من هذا الجحيم، المُتستّر خلف كواليس المثالية ـ

داهمني الوقتُ بينما أقوم بوشمِ ملامحها التعيسة في دهاليز قلبي، لما تعيشُ النساء حياتهنّ بسعادة بينما تُكافِح أمّي من أجلِ البقاء؟

أصبحتُ جلّاداً في تلافيف عقلي، أتخيّل كُلّ يومٍ طريقةً أشنعُ من سابقاتها في التنكيل بـ والدي، أُذيقُه شتّى أنواع العذاب و استسيغ من أنينِه الصاخب موسيقىً جميلةً لأُذناي.

أضعُ أمي في عرشٍ مُهيب، كالذي شهدتهُ مرّةً في مسلسلٍ كرتونيٍ يستطيبه ذلك السيون جونغ المدعو بـ أخي.

لكن شناعة الموقف تتلخّص في عودتي إلى الواقع، لأجد ما نسجتُه في خيالي مبتورةٌ خيوطه، تتدلّى من خرومهِ التكتُّلات و العُقد.

أيقظَنا طرقُ الباب عن جوّ الرِثاء السقيم لحالِنا، توجّهَت أمي بخطواتٍ خائفة، مُسترقةً السمع من وراء الباب.

سُرعان ما هتفَت سومين من أمامه بنبرةٍ مذعورة، رفقة والدتها.

وجّهَتها أمّي لكسر القُفل لتُنفّذ.

ما إن تراءى منظرهما للأخرى حتى بدأن بالعناق، و الانتحاب.

انسلّ الوقت من غمد الزمن، بسرعةٍ كالبرق، كُنّ حينها قد أخذن كُلّما نحتاجه من متاع، من بعدها غادرنا رفقة السيدة اوه و ابنتها لمنزلهم؛ ريثما تهدأ الأمور.

كانت أول مرةٍ لي في ولوج منزل سومين، يبدو مرتّباً و نظيفاً، و ألوان ديكوراته مريحةٌ للعين.

وجّهت السيدة اوه والدتي لغرفة الضيوف، و أخرى لي ولـ'سيون جونغ'، لكن أمي فضّلت إبقائنا عندها؛ لخوفها علينا.

في حين كانت أمي مرهقةً تسللت من الغرفة، بعد تأكُّدي من صدق غفوتها الطويلة، و توجّهت في سيري نحو سومين و والدتها، مُتّبعاً مصدر الصوت.

سمعتهما يتناقشان عن ترتيبات حفل سومين و خطيبها، وكون المدة المتبقّية كـ يومان يزيد من توترها، كدتُ أباغتهما بولوجي إلى المطبخ، حيث يتناقشان، بيد أن حديث السيدة اوه استوقفني؛ عندما شرعت بالرثاء لحال أمي، و كم أنها تكبّدت كل ذلك الشقاء بمفردها، و حقيقة والدي، و الكثير من الأمور التي كشفتها أمي عند انتحابها بين أحضان السيدة اوه.

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن