'25' المحقّق تشا يُون وو!

424 43 33
                                    


قال أحدهم مرةً:

_‏يبدأ الأمر بتأجيل مهامك، ثم تؤجل شعورك،
تؤجل كلامك، ثم تأخذ حياتك وتضعها على
الرف حتى إشعارٍ آخر.

أظنه مرّ بما أمُرّ به الآن، و لفرط المرارة استمررتُ بالمُضي مراراً دون اللجوء لهُدنةٍ مُرّة!

أنا في الثلاثين من عمري قبل ساعتين بالضبط، قطعتُ كيكة عيد الميلاد و معها انقطع قلبي إلى نصفين؛ لقد قدِمَ إلى حفلتي، رغم أنه لم يكُن مدعوّاً، كان يلتحِف المُحيط في بذلته، زرقاء داكنة، بخلافي أنا التي ارتديت فستاناً من الستان الأحمر، كأنني قربانٌ لهذه الليلة، و عيناه عندما تعمّقتُ فيها سبرتُ أغوارها... أظنني لمحتُ لمعةً من الشوق.

أو ربما أنا أتوهم..

"عيد ميلادٍ سعيد، آنسة أوه"

من أين ستحِلّ السعادة على حياتي بعد أن ظهرت أمامي 'تشا يون وو'.

مدّ ذراعه إليّ؛ راغباً في مصافحتي ذلك قبل أن تتقدم فتاةٌ في مقتبل العشرينيات أو ربما تجاوزت منتصفها تتأبّط ذراعه بتملّك لتردف هي الأخرى:

" عيد ميلادٍ سعيد يا آنسة.."

كأنها قالتها مجبرة و فيها لمحة من السخرية، و قبل أن أكمل سلسلة تحليلاتي قاطعني تشا يون وو بتعريف تلك الفتاة لي:

" هذه تكون زوجتي، تشا سو ران"

مادّاً ذراعه مرةً أخرى من أجل المصافحة، يريد مصافحتي بعد أن أعاد فتح جراحي و ببسمةٍ بريئة يخاطبني، كأن ما حدث بيننا لم يكُن.

حاولت تمالك غضبي و نبرتي، كذلك نظراتي، و مثّلتُ عدم معرفتي لمن يكونان، أو ربما هو بالأخص..

أطلقتُ ضحكةً كاذبة و رسمتُ على ثغري ابتسامةً صفراء، عوجاء ربما..! كما اعتادت مديرة أعمالي الفرنسية وصفها.

" شكراً لكما، أنا أُدعى أوه سومين"

تجاهلتُ ذراعه الممتده ليطويها إلى جانبه بإحراج، آسفةٌ سيد يون وو و لستُ آسفةً كذلك، لا يحق لك العبث بمشاعر الآخرين ثم التصرف بوداعةٍ بعدها.

لم أتفاجأ عندما عرفني على زوجته، لقد علمتُ عندما تزوج، أحطتُه علماً من كل الجوانب دون أن يعي ذلك، للنفوذ أحياناً فوائد كثيرة، منها التعقُّب.

ارتخت ملامح وجهه و تأملتها لبرهة، مُكرهه، لم أعُد أطيق النظر إلى محياه كما السابق، و زوجته إلى جانبه تحثني على التقيؤ بسبب نظراتها المشتعلة نحوي.

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن