'24' فتيانٌ يعاشرونني؟

786 44 33
                                    


أقوم يومياً بدفن أشياءٍ لم أُخبر أحداً عنها؛ كشوقي إليها و بكائي، و فرط تفكيري بها..

ثلاثة أيامٍ قد مرّت بعد ذلك اليوم، عُدت بالأمس إلى منزل خالتي الشمطاء و عرفتُ من هناك بأنها بحثت كثيراً عن لوكاس عندما وجدَتهُ لم يقُم بالرّد على هاتفه، قلق الأفعى على صغيرها الثعبان ليس إلّا...

لقد كان نائماً بعُمق على متن ذلك المقعد منذ أمرتُهُ بذلك، و مفعول المخدرات مازال يسري في مجرى دماءه.

عندما ذهبتُ لتفقّده خلسةً وجدته في حالٍ يُرثى له، لكنني لست أحمق... أعرف تماماً كيف تكون تعابيره عند المرض، وهذا الوجه الذي يرتديه منذ الصباح ليس إلّا قناعاً يحاول من خلاله جذب انتباه والدته و جعلها تفكر مرتين قبل أن تقسو عليه، يحاول جعلها تشعر بالندم؛ و لأنها خرقاء فقد شعرت بذلك.

" مرحباً لوكاس، كيف حالك؟ "

بنبرةٍ تُماثل تمثيل سحنتي للغباء نبست، ليرفع رأسه المغروس في الوسادة و يرمقني بنظراتٍ قاتمة، يبعث من خلالها مشاعر كرهه لي قبل أن ينتحب:

" مالذي فعلتُه في حياتي السابقة لأُبتلى بمخبولٍ مثلك، جونغ لعنه كوك..؟"

يؤسفُني بأن أخبرك بأن هذه اللعنة قد وضعتك نصب عينيها، لوكاس الأجرب.

زيّفتُ ابتسامةً بلهاء لأعرض عليه إحضار بعض العصير من أجله، عندها وافق فقط من أجل صرفي عن غرفته.

لقد كان مفعول المخدر قوياً جداً بالأمس، لذا سأُعطيه فقط النصف منها؛ حتى يتعوّد جسده عليها ويدمنها عقله.

بعد أن فتّتُها مزجتها بالعصير الأصفر، مانجو على الأغلب، ثم أخذتُه إليه على مضض.

طلب مني وضعه على متن الطاولة، أعلم جيداً بأنه لن يتناوله فقط لأنني من قام بصُنعه عندها ألححتُ عليه حتى صرخ بي من ثمّ أخذ بارتشافه دفعةً واحدة.

أتممتُ مهمتي لهذا اليوم و سأتوجه نحو حانة بيرسونا للقاء لي سوك؛ أخبرني رجاله بأن موعد عودته سيكون اليوم إذ أنهم عادوا قبله بيوم لتجنب الشبهات.

أطلقتُ لجام أقدامي و حثثتُ الخُطى حتى وصلتُ هناك، سألت رجاله المتمركزين في الخارج ليؤكدوا بأنه في الداخل.

كان قد وصل قبل خمس ساعاتٍ تقريباً..

ما إن دفعتُ باب مكتبه لألجهُ، باغتني صوته الأجش صارخاً بحماس:

" مرحباً يا شِبلي الصغير.."

ابتسمتُ على تشبيهه إياي بالشبل، كونه يُلقّبُ بالأسد، لذلك دلالةٌ عُظمى على المكانة التي أحتلها في حياته.

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن