The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ

'10' تصرُّفات دنيئة.

لطالما تظاهرتُ بالصلادة رُغم أواصري التي شُوِّهَت بالبلادة. مُتحاشياً النيران من حولي، صمدتُ و بصيص أملٍ يُعافِر نفَسي المكتوم، يُحرّضني على البقاء حيّاً؛ من أجلِها.

أُفكّر بها حتى وأنا في أسوء حالاتي، و أحوالي..

من على الرافعة، والرجُلان يُمسكان بي، لمحتُها بين الحشود، وأماراتُ الحُزن تستعمر وجهها الجميل.

ما إن وطأت قدميّ تراب الأرض، حتى ركضتُ نحوها بلهفةٍ سقيمة؛ راغباً بعناق.

غادرني الهواء بجوفي، و أضمحلّت الرؤية من حولي، لأشاهد كل شيءٍ أصبح كالضباب، و الأصوات من حولي غابت عن مسمعَيّ، لتبدأ لوحتي باعتناق الظلام.

غير واعٍ بما حدث بعد سقوطي، غارقاً في الظلام..

.
.

أشعُر بالتخدّر، وملمس الفراش من تحتي غير مألوف، قشعتُ الستار عن عينيّ، ليُداهمني النور عن اليمين، ثاقباً زاوية عيني.

أين أنا؟..

لطالما كان الضوء يُداهمني عن يساري، في غرفة نوم أمي!

جُلت بناظريّ السقف، مروراً بما يدنوه حتى الأسفل، وجدتها لم تكُ غرفتي، أنفلقتُ عن أديم سريري، وبِتُّ أسيرُ ببطء؛ مستكشفاً المكان من حولي.

غادرتُها، فوجدتُها..!

ترسو على إحدى المقاعد، في المطبخ، المواجه لهذه الغرفة، التي يبدو بأنها ملكٌ لـ سومين. تلتحف زُرقة المحيط بقدِّها، وتُسنِد كفيها تحت ذقنها، شاردةً بالتفكير.

تقدّمتُ بخطواتي نحوها، لأتوقف عن السير مستمعاً لحديث والدتها التي تقوم بتحضير الطعام، تندُب سوء حالِنا وتقُصُّهُ على سومين:
"لقد كان معتوهاً مُنذ زمن، لكن أن يصِل به الجنون إلى إحراق المنزل وبهِ طفلُه، لا أستطيع استيعاب ذلك.."

كِدتُ أتوه في كل ما قالته لولا تصحيح سومين لها:

"لم يكُن مُتعمّداً ذلك أمي، لقد غفى بينما يُعاقِر زُجاجة مشروب، لتفلُت من يده وتنسكب على الأرض، وعندما ذابت الشمعة التي كانت أمام صورة زوجته، على الأرض، يبكيها ويرثي فراقها له، اندلع الحريق والتهم السيد جيون برفقة منزله، لحُسنِ الحظ استطاع الإطفاء إنقاذ جونغكوك"

"أيّاً يكُن، هو السبب في الأخير"
نطقت السيدة أوه بصوتٍ حانق، لتتنهد سومين بينما ترسم دوائر وهمية على الطاولة.

كِدتُ أنسى فراق أمي لي لوهلة، بعد أن زفّت سومين خبر موت أبي ليخترق مسامعي، شعرتُ بالسعادة و الرضا، كأنه كان حِملاً ثقيلاً على كاهلي.