'4' عامَانِ من الرُسُوب.

1.3K 89 25
                                    

لا أعرف ما تنتظره والدتي، على صراط الرهبَة، ولست توّاقاً لأعرِف.

سكَنَت قليلاً في غور مضجعها، و معها سكنت جوارحي؛ مُترقّبةً أن يخيب ظنُّها و لا يأتي ما هي مُتشائمةٌ من انتظاره.

نهشني القلق، و جوّف داخلي، و ارتأيت سؤالها عمّا يُعكّر أمنها، لأنهض قافزاً بذعرٍ نحوها؛ عند مداهمتهِ لطرق الباب بعنف، مُفزعاً الصغير ايضاً.

سارعَت بلفظي عن حضنها، و التقمت الصغير بدلاً منّي.

حاولت إسكاتهُ، تقوم بهزّه و نبس بعض الكلمات لتهدئته.

صوت طرقات الباب بعُنف، يكاد يُكسر، بكاء ذلك الصغير المزعج، و هالة الرعب التي أحاطت المكان من حولنا، و أمي التي تركتني أُضارِع الهول وحدي، حجبتُ سمعي بكفيَّ و بكيتُ بصمت، أكادُ أُجنّ.

ضاقت ذرعاً، تركت الصغير طريح الفراش رغم بكاءه، و انتفضت نحو الباب، منهارة الأعصاب.

استقبلتْ طرقه العنيف للباب بأعنف منه، تزجره و تشتمه، تطلب منه تركها و إيّانا بحالنا، حتى جثت على أرضها متوسلةً إياه.

كان والداً سيئاً، كمعطفٍ مُهترئ، سيظلّ إلى الأبد معلّقاً على مشجبِ الذاكرة.

كان انهيارها تلك الليلة كفيلاً بدسّ السُم في رئتيّ لأجله.

ـــ

مرّت الأعوام، تقضي نحبها سنةً تلو الأخرى، طال عظمي، و تكاثرت الخلايا في أديمي.

بلغتُ العاشرة، بينما لازال _ سيون جونغ_، صغيرَ أميّ الذي فضلّته عنيّ في طور الأربع سنوات.

لازلت في الصفّ الثاني، رسبتُ لـ عامين على التوالي، نهرتني أُمي، و أخبرتني بأن صغيرها هو المنشود لتحقيق أحلامها، لم تُدرِك أنها السبب في رُسوبي.

عندما كُنت أعود من المدرسة أحملُ علامتي بيدي، كنت أُفكّر بالمبيت خارجاً، ريثما تنتهي هذه الليلة، مُبتعِداً عن نظراتها، و لسانها المسلول.

كانت نظراتها أعنفُ من لسانها.

قضيت جُلّ أوقاتي في محاولة العيش بطبيعيةٍ أمام الناس، كما علّمتني، نبتلع كُل ذلك السواد و الخراب في حياتنا مُطلِقين عليهِ 'تجاوُزاً '.

لم أحظى بأصدقاء، رُغم اختلاطي برفقة الأطفال لأربعة أعوام، كنتُ اجتماعياً متوحّداً، أُحادِثُ الأشجار، و أرسُم دوائر حول ما أودّ منه أن يُصبح مِلكِي.

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن