'7' جُنون أمّي.

1K 69 19
                                    


بينَ بيادق الشعُور تُحشرُ بنادِق الخوف، و تتلبّسني رهبةُ الفُقدان. على طاولتها جثَت، و أنا ماثِلٌ إلى جوارها رفقة ذلك الـ'سيون جونغ'،  توشّح وجهها إبتسامةً صفراء،  كحال قلبها المكلوم،  بينما تتبادل الأحاديث رفقة سيدةٍ ما.

لا شكّ و أنها تروي لها تلك الأكاذيب اليانعة، عن زهو حياتنا الخادعة!

آسفٌ أمي،  لكنكِ أصبحتِ كاذبةً بنظري،  مهما أختلقتي من مواضيع.

دنت فجأة نحو سيون جونغ، مُنتشلةً إياه لحِجرها، بينما أُعافِر أنا للبقاء واقفاً إلى جانبها، أنتظر إحتواءً منها.

لا أُصدّق بأن حصان ثباتي هُزِم أمام بيدقِ عدم اكتراثه..!

حاولتُ صرف غيظي بعيداً، و التحلي بمقامٍ ينعكس على الصورة المزيفة لعائلتنا، التي تستمر أمّي بتلميع زجاجها المثلوم، دون عبءٍ بالجروح.

رُغم أنّي وددتُ خنقه، و إزهاق روحِه، في تلك اللحظة.


لم تمضِ الحفلة كما توقّعت منها أن تكون؛ سُرِقت أمي مني، من قبل ذلك اللص سيون لعنه، و سومين فضّلت الإبتعاد عني و استبدلتني بذلك الـ'يون وو'،  و أنا بقيتُ في مكاني، على الكرسي، محرّكاً قدميّ بلا هدف، أشعُر و كأنني جروٌ ضال.

عندما أخبرت سومين عن رغبتي في أن أكون إشبينها و قهقهت، باغتنا يون وو ونهرني ضاحكاً عن الإقتراب من فتاته، يحسب نفسه ظريفاً..

على كل حال، هي فتاتي، فأنا قد رسمت حولها دائرتي، وهي منذ ذلك الحين ملكي، حتى و إن تفاخر بإلباسها ذلك الخاتم، أثق بأنها ستكون لي.

لم ترُق لي أجواء هذه الحفلة منذ بدايتها، ليدخل والدي مُعكّراً ما تبقّى من أجوائها الصافية.

لم أعُد أستطيع ضبط اسطرلاب مُقلتيّ، فبين تغزُّل يون وو بـ سومين، و ملامستهِ لها بوقاحةٍ تُضرِم نيران غيرتي، و انفراد أبي بأمّي؛ ليُقنعها بخدعةٍ جديدة، تئدُ جنين حُريّتنا الحديثة في مهدِها.

لقد ضقتُ ذرعاً من والديّ، كلاهُما مُزيّفان؛ هو يستمرّ باختلاق الأكاذيب، و هيَ تجلبُ في كُل مرّةٍ حُجّةً لتصديقِه!

داهمني الوقت، و شعرتُ بقدميّ تطفوان، بعد أن نزلتُ عن مقعدي، لأرى المكان من حولي يدور، أشعُر باضطرابٍ يُداهِم سمعي، و الأضواء من حولي تسارعت بالخفوت، عندها شعرت بجسدي يرتطم بقوةٍ ضدّ أرضيةٍ باردة، و فقدت الشعور بما حولي..

.
.

بالكاد أصبحتُ أشعُر بجسدي، رويداً رويدا، بعد أن انقطعتُ عن العالم منذُ أظلم.

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن