'27' التُربة ذكرى لقائنا..

388 43 23
                                    


بعد مرور أسبوعٍ على موت لوكاس، تحديداً في بوسان

توجهتُ نحو منزلي، وجدتهُ كان لازال على حالهِ مُتفحماً من آثار ذلك الحريق، حتى أن رائحة احتراقه لازالت تُعبّق أجواءه بالرغم من انقضاء سبع سنوات

كل شيء فيه قد دُمِّر تقريباً، كل شيءٍ جاهدت أمي للحفاظ عليه، أثاثها، مقتنياتها، أثرياتها، و حتى نحن، أطفالها.

إن التمسك الشديد بالشيء يدفع إلى خسارته، هذا ما فهمته عن مصير أمي.

جررتُ أقدامي نحو غرفتها لأجدها متفحمةً تماماً، فقط هيكل سريرها و الأريكة المتمحورة أقصى الزاوية هما كل ما يُعرف في هذه الغرفة

أصبحَت كالحة السواد بلا ملامح، كحياة ذويها تماماً.

بجُهدٍ حريص أحاول أن لا أُلطّخ بالتفحم الناتج عن ذلك الحريق، الزيّ المدرسي الذي أرتديه باهض الثمن، لقد أصرّ لي سوك على جعل مصمم أزياءٍ مشهور يقوم بصنعه، رغم أنه لا يُفرق عن بقية الأزياء بأي شيء، فقط مضيعةٌ للمال.

نحو المدرسة حثثتُ الخُطى، هناك حيث بعض الوجوه التي توحي لك بالتقزز من دون أي سبب!

هذا ما قابلته في ثانوية بوسان الوطنية، لقد قام لي سوك بتسجيلي فيها إلى جانب بيتٍ اشتراه على بُعدٍ لا بأس به عنها.

جميع الطلبة والطالبات ينظرون إليّ بريبة، لا أعلم ما السبب حرفياً لكن ربما يكونون مستغربين امتلاكي لأقراط، على حاجبي و شفتي، كذلك أُذناي.

ماذا لو رأوا الوشم على ساعدي؟

سيُذهلون لا محالة.

كوني لازلت طالباً في المرحلة الثانوية يجعل مما أمتلكه من وشم و أقراط ممنوعاً في المدرسة أو لمن هم بمستوى سنّي، لكنني امتلك لي سوك، و هو من اقترح عليّ ذلك؛ قائلاً بأن ذلك سيساعد في تغيير حياتي جذرياً و إنسائي ما مررتُ به سابقاً.

لا أظنني من يحتاج إلى النسيان، أتسائل كيف هو حال خالتي الغبية!

لقد قُمتُ بقصّ شعري، كذلك إخفاء بُنيتي، أما بالنسبة لشخصيتي فقد توقفت عن ادّعاء الحماقة و تقمّصتُ دور الفتى الصامت، غريب الأطوار، لا أتحدث مع أحد مهما حاول و أبقى مُتصنماً في مكاني و تعابير وجهي جامدة، ذلك يجعل التلاميذ يشعرون بالرهبة مني أو ربما القرف من شخصيتي المهزوزة، و في ذات الوقت يتجنبون الإحتكاك معي، هذا ما أريده.

لقد مرّ أكثر من أسبوعٍ طويل و أنا في انتظار عزيزتي سومين، عندما ذهبتُ إلى منزلها وجدتُه مقفلاً و عندما سألت الجيران عنهم أخبروني بأنها في زيارة إلى برج نامسان برفقة والدتها، تستمتع بالتنزه هناك.

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن