'28' مشاعر عازبة، بائسة.

439 43 13
                                    


بعد التفكير مطوّلاً في الأمر وجدتُ بأن حياتي تحتاج إلى عملية تجميل..

لم أُفلِح في إقناع والدتي بمغادرة بوسان، لكنني استطعتُ _بعد أن نضُب حلقي_ إقناعها بالذهاب في رحلةٍ قصيرة لزيارة برج نامسان و التنزه لبضعة أيام.

لا أُريد العيش بعيداً عنها في هذه الأثناء، لذلك أخترتُ تجاوز سواد تشا يون وو و الحفاظ على مساحتي البيضاء بلا شوائب.

على الأقل سأحاول..

سأبقى لفترة برفقة والدتي، في بوسان.

عندما ذهبتُ للتسوق و جلب بعض الأغراض المهمة من أجل الرحلة التقيتُ به، لم يكُن برفقة زوجته.

تجاهلتهُ عمداً و غيّرتُ مسار طريقي، لكنه أمسكني من ذراعي مُترجّياً

" دعينا نقوم بتوضيح الأمور العالقة بيننا..  "

قهقهتُ على صياغته لتلك الجملة، عالقةٌ بيننا!

لو كان هناك شيءٌ عالقٌ فيما بيننا فستكون مجرد مشاعر مُحمّلة بالكُره لا غير.

لكنني أحاول بكل طاقتي عدم كُرهه؛ لا أريد له شغل حيّزٍ من فراغ قلبي، حتى و إن كان كُرهاً له.

سأُعيده كما كان، غريباً كما لو أننا لم نكُن صديقين قط، لتُمحى العِشرة التي نشأت بيننا، و الحب الذي عشناه فليتبخر

لا مزيد من الذكريات عنه أو معه، هكذا سأستطيع العيش بسلام.

نفضتُ عني ذراعه، لكنني لحقتُ به إلى الطابق الثاني حيث يتواجد أحد المقاهي في هذا المركز التجاري الضخم.

يجب علينا وضع حدٍّ لهذا الإلتباس، و تقييده عن مُلاقاتي، أصبحنا غريبَين.

طلب من أجلي كوباً من القهوة التي أُحبها، كما عهِده عني، لكنني رفضتُ ذلك؛ لا أريد أن أدين له بشيء حتى لو كان طعاماً

ارتشف من فنجانه ببطء قبل الشروع بالحديث، بينما كتّفتُ ذراعيّ نحو صدري انتظرهُ بفارغ الصبر حتى ينبس.

" حسناً، سأتحدث بما دار في قلبي منذ سبع سنوات أرـ... "

قاطعته قبل إتمامه لحديثه

" كُن صادِقاً، حتى و إن كان صدقُكَ موجِعاً، هذا ما أتمناه مِنك"

لطالما كان مراوغاً في حديثه، يُلبِس الحقائق بالأكاذيب، في كل مرةٍ كان يُخطئ فيها كان يستطيع التملُّص من غضبي بهذه الطريقة، و لأنني كُنت معميّةً بالحب كُنت أتغاضى و أصفح عنه.

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن