'8' وداعاً أخِي.

896 72 164
                                    

لم يكُن أمرُ ولادتي رهناً بي، لكُنت رفضتُ تواجُدي آنذاك، و أجهضتُني قبل مُشارفتي إبصار سقَمِ الحياة.

بُليتُ بحُبٍّ نضُجَ فاسِداً، وأنضجَ لُبّ قلبي، ما كانَ عليها الهربُ برِفقتِه، و الزواج مِنه، مُعاقِرةً كأسَ الجنون، لتُثلَم بهِ أخيراً.

ثمّ اُبتليت بفلذةٍ تُشارِكُني كبِدها، و كأن سقَم الحياةِ رفقة والدي لم يكُن بكافٍ لي!

لن أُسامِحهُ ما حييت، فقد أذاق أمّي ويلات الصروف، و أنتهجَ من استهتارهِ مبدأً ترسّخ في دماغهِ الصدِئ؛ ليُغرقها في يمِّ الجنون.

ما كان عليهِ تركَها تتولّى زمام الأمورِ بدلاً عنه، كرجُل، و ما كان عليها الإنصياعُ عند أولّ مُنعطفٍ وضعتهُ لها الحياة، مُتذرّعةً بمكانتنا بين أفراد المجتمع.

لو أنها أدركت ذلك قبلَ أن يُناهِزها الجنون، لعِشنا حياةً أفضل، بدونِه.

تخمّر الهلعُ فيني، و بلغَ مِنّي مُنتهاه، لولا طرقُ سومين و والدتها على الباب، مُجيرتين إياي عن هلاكٍ كاد يظفِر بي، لشوّهت أمي ملامح جسدي كما سيون جونغ.

لستُ في حالٍ أتشفّى بها في نيلهِ قسطاً من الضرب، فأنا التالي لا محالة.

لحُسنِ الحظ لم تُجِب أمي على الهاتف، طوال حبسِها إيّانا، ممّا أصابَ السيدة اوه بالقلق على صديقتها، و جعلِها تأتي برفقة ابنتها على قدمٍ و ساق.

لا أظُن أمي حبّذت مجيئهما، لاحظتُ ذلك من نبرتها في الحديث معهما.

سمِعتُها تطلُب منهما الإنصراف، لتتدخّل سومين قائلة:
"أين هما الولدان؟"

لم أستطِع كبحَ نفسي للصمت أكثر، لأصرُخ مُستنجداً بها لإنقاذنا.

صوت طرق حذائها أوحى لي بهرولتها نحونا.

أنشقّ الباب، لتلِج الغُرفة مفزوعةً لهول منظرنا.

شهقت وكمّمت ثغرها بيدِها.

أسرعت في أخذ المفتاح من جانب الأباجورة على المنضدة، و أسرعت بفكّ قيودنا، بينما تُماطل والدتها أمي بالذهاب إلى المشفى، دون علمها بما وصلت به أمي من التملّك والجنون.

أسرعت باحتضاننا لصدرها، وتقبيل فروتيّ رأسينا، بينما تُتمتم لنا بأن كُلّ شيءٍ سيكون على ما يُرام.

لا أعلمُ مالذي حدث، لكن سيون جونغ أصبح صامتاً بعد بكاءه الطويل، ويستمرّ بتوجيه نظرهِ إلى اللاشيء.

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن