'21' جروٌ أجرَب!

478 41 72
                                    

أسدلَ الليل ستائره منذ مُدّة، في ليلةٍ كان القمر فيها غائباً، لربما كان حزيناً لعدم مقدرته على لقاء عزيزته الشمس، كما الحال معي أنا و عزيزتي سومين.

على بُعدٍ ليس بكبير ضللتُ ألحق بذلك المعتوه لوكاس، حتى ثقفته يقترب من عربات الطعام، التي يُباع على متنها كعك الأرز الحار و أقرانه.

عُدتُ لتمثيليتي المعهودة في إدّعاء التخلف و الحماقة، و قمتُ بمحاوطته من الجانب بواسطة ذراعي، لأردف ببراءةٍ بعد أن قام بفصل ذراعي عنها و دفعها بعيداً عنه:

" أرجوك لوكاس، لا أستطيع المكوث في الظلمة، أشعر بالخوف الشديد و أُشارف على تبليل سروالي، دعني أُرافِقُك"

تملّكهُ الغرور كما هو معهودٌ عنه، و لوى شدقيه باستهجان، كأنه يخطط لإستغلالي... و هذا ما كان يفكر به حقاً.

اقترب مني و قام بضرب رأسي من الخلف، و لولا قوة تحملّي و صبري لقُمتُ بفصل رأسه الأرعن هذا عن مقام جسده، حينها ألقى على مسامعي بعض التهديدات المعطوبة كحال دماغه:

"لن أسامحك على ما فعلته اليوم، لكنك ستبقى لخدمتي طوال هذه الليلة، إن رفضت فعل شيءٍ آمُرُك به أو تذمرت عن شيء سأتركك للظلمة لتأكُلك وحوش الليل"

عن أي وحوشٍ تتحدث يا هذا، حقاً أشعر بأنني سأتبول على نفسي من شدة الضحك الذي أحاول كبته، و الطريقة التي يخاطبني فيها يحسبُ بأنني شابٌ بتفكير طفل.

إن ما أشعر فيه بالنشوة هو عندما أرى الناس يتصرفون معي على هذا النحو، كطفلٍ معاق، مجنون، مصابٌ بالتوحد، و غريب أطوار، و ذلك لا يضرني شيئاً، بل و يدفعني لأخذ كامل راحتي في التصرف و فعل ما يحلو لي، فقط لأنني فاقدٌ للأهلّية و غير مشكوكٍ في أمره.

أومأتُ برأسي أن أجل، و أدعيتُ السعادة لكوني سأبقى برفقته، قيّدتُ ذراعي بذراعه و عمِدتُ إلى المشي بتلك الطريقة المخبولة المعهودة عن تمثيلي دائماً.

"إبقَ هنا و لا تتحرك، و أنا سأذهبُ لإحضار الطعام لي بمفردي، بينما ستبقى أنت للمشاهدة فقط، هل فهمت؟"

ألقى بحقارته على مسامعي، كان وقعها كالسم، ككل مرة، لا يفرق الفتى عن والدته بشيء، أفعى و صغيرها الثعبان.

عندها تداركتُ الموقف و رفضت البقاء في مكاني، مخبراً إياه بأنني سأقوم بخدمته و إحضار الطعام من أجله.

في تلك اللحظة انتفش ريشه و صار يتبختر أثناء جلوسه على المقعد، قائلاً بعد إعطائي النقود:

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن