'18' بسبب لوكاس.

776 56 49
                                    

ليست مزحة ولم تكن أبدًا يومًا كذلك، أنا بالفعل أخوض صراعاً كل يوم مع المواد الدراسية في مدرستي، ومن أجل أن لا تتحطم صورتي البريئة التي جاهدتُ من أجل إظهارها أمام الملأ على حافة الأفكار المجنونة التي تداهم أفكاري على الدوام، ومن أجل أن أبقى شخصًا لطيفًا مع جميع  زهور الأرض.

أحاول تجنب حقيقة أن الواقع في هذا الصف التعيس يدفع لبتر كل الزهور و الفتيات و الفتيان و أشجار الحدائق عن بكرة أبيهنَّ .

لكنني اليوم أقفُ في قاعة الإمتحانات ، كجذع النخل الخاوي دون حراك، أستمع لصوت المعلمة الغبية "مين ها" الذي يرتطم بين جدران القاعة كنسيم الزهور بينما هي في الحقيقة مجرد نبتةٍ شوكية ترسو على رأسها زهرةٌ لخداع الضحية، تؤكّد على صرامة النظام المُتّبع في مراقبة سير الإمتحان لليوم؛ مما يقود إلى إثارة مخاوفي من المستقبل، ومن المجهول، ومن النباتات الشوكية الآكلة للحوم.

يكادُ صوتها الضربي أن يخلج تكدفات الماضي التي مازالت تتعلق في حنجرتي، وتترنح ترنحات حلزونية بسيطة... كيف سأستطيع استبدال ورقتي مع الفتى العبقري الذي دفع له لي سوك مبلغاً من المال من أجل الإجابة عليها؟

لستُ غبياً جداً ليقوم لي سوك بدفع المال من أجل الإجابة على ورقة امتحاني لأنني لا أفهم، بل على العكس تماماً فأنا أعي جميع المعلومات التي تخرج من أفواه المعلمين في الحصص التي أحضر إليها، لكنني أكره الدراسة من أجل الإمتحانات، و أكره معظم المواد و معلميها.

بل إن مقامي أرفع من أن أُتعِب نفسي من أجل الحفظ و التفكير؛ فدماغي لم يُخلق من أجل الدراسة بتاتاً بل من أجل التفكير بعزيزتي سومين.

في الحقيقة لستُ أكره جميع المواد، فمثلاً أحب مادة العلوم كثيراً لأنها تحتوي على دروسٍ للأحياء؛ و ذلك يساعدني في التعرف على طبيعة الجسد الذي أودّ إغتياله جيداً، سواءً كان من بني البشر أو حيوان.

يضمحلّ صوتها ثم يعود إلى الصعود مرة ثانية كتداخل الموجات الهوجاء، يعتريني شيء من القلق وتقلصات العضلات الملساء في جدار معدتي عندما تقصدني و يبوح فمها بلفظ...

"ضع عينيك صوب ورقتك، أيها الطالب"

إلهي؛ تكاد تشنجات عضلة القولون أن تدفع روحي للخروج شرجيًا.

أكاد أموت من التوتر و صعوبة الموقف الذي وُضِعتُ فيه اليوم.

أُقسِم إن لم أستطِع تبادل ورقتي مع ذلك الفتى العبقري لسوف أقوم بقتل طفلها البالغ من العمر خمس سنوات، و أقوم بالتنكيل بجثته بأبشع الطرق التي لا تخطر على بال أحد، سأقوم باختطافه بينما ينتظرها لتُقِلّه من الروضة التي يدرس فيها.

 The Lustful Killer || قَاتِل شَهوَانِيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن