الفصل 2

2.5K 84 5
                                    

أمضى كريستيان تلك الليلة بسلام محاولا إبعاد تلك الذكريات القديمة عن عقله....
لكن بمجرد حلول الصباح....

تفاجأ بعودة سيلفيا مجددا لكنها هذه المرة لم تأتي في زيارة.... بل أتت لتبقى على حد قولها... بل وأحضرت معها حقائب كثيرة...كما لو أنها ستقيم معهم لعدة أيام إن لم تكن عدة أشهر.....

حدق فيها محاولا إيجاد طريقة للتخلص منها... كان ذلك عندما نزلت إيميلي الدرج وهي تقول: كريستيان... ماذا هناك؟!

رمقتها سيلفيا بضيق وهي تقول: لم تتح لي الفرصة لأسألك بالأمس... لكن من تكون هذه الآنسة؟؟!

شعر بالتسلية وهو يحيط كتفي إيميلي ويجيب: نسيت أن أقدمها إليك... أعرفك... إيميلي... حبيبتي....

شعرت إيميلي بالخجل من قربه منها... في حين حدقت فيهما سيلفيا بنظرة لم يفهمها....ثم قالت باختصار: هذا جيد لكما.... لكن.....أنا أتيت إلى هنا لأبقى.... حتى لو كانت لديك حبيبة ذلك لن يوقفني.... قلت أنني سأستعيدك وسأفعل....

استغرب كلاهما موقفها... في حين أصرت: سأقيم هنا في منزلك....

أفلت إيميلي... ثم أمسك ذراع سيلفيا... وجذبها بشدة.... لتسير معه إلى إحدى الغرف الجانبية.....

ليقول بعدائية واضحة: اسمعيني جيدا... أنصحك أن تغادري....الآن....وإلا سأجبرك على ذلك..

لتبادله بالنبرة نفسها: لن أغادر.... مهما حدث....

تغيرت ملامحه إلى أخرى غاضبة ليقول باشمئزاز: أنا لدي حبيبة ولدي أطفال.... والأهم من ذلك... أنا لا أريدك.... أتعلمين أنا أكرهك...ولا أطيق حتى النظر إليك... هل تريدين البقاء رغم كل ذلك؟!

تحولت نظرتها إلى أخرى حزينة وهي تجيب: أجل.... لن أغير رأيي مهما قلت... أتعلم حتى لو كنت تكرهني كما تقول... أنت في حاجة إليّ..... أنت في حاجة لمن تدبر أمور منزلك في غياب والديك.....وبحاجة إلى مضيفة.... لتستقبل ضيوفك في المناسبات... وإلى رفيقة لائقة...تلبي الدعوات رفقتك.... لا أعتقد أن حبيبتك التي تبدو مجرد فتاة بسيطة يمكن أن تفعل أيا من ذلك... إنها أمريكية أليس كذلك... ولن تعلم شيئا عن المجتمع الهولندي وقواعده.....

اكتفى منها وصرخ في وجهها بينما يشدد قبضته على ذراعها: سيلفيا لا تختبري صبري....غادري منزلي... فورا....

هزت رأسها رافضة المغادرة...بينما تبادل كلاهما النظرات....
لتقول: أنا أعلم جيدا أنك تفعل هذا لتعاقبني.... لكن قلبك سيلين وستعود إلي....

أدرك أنها لن تستسلم ببساطة... حسنا سيجعلها تفهم بالطريقة القاسية....

أبعدها عنه بقسوة... وكادت تقع أرضا... ثم صرخ مناديا غرازيلا والتي كانت تسترق السمع رفقة إيميلي... انتظرت لحظات قبل أن تدخل ليقول: سيلفيا سوف تبقى معنا......امنحيها إحدى الغرف في علية المنزل......

حبّ مستحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن