الفصل 1

6.2K 130 16
                                    

نفث كريستيان دخان سيجارته....وكثير من الذكريات تلوح أمامه..... منذ خمس سنوات.... عندما كان يعيش أسعد أيام حياته....

لقد حاول أن ينسى لذلك ترك كل شيء خلفه وسافر..... إلى الولايات المتحدة... مؤسسا لنفسه حياة جديدة هناك..... لكن منذ عودته إلى منزل عائلته..... الأسبوع الماضي ....

بدا كما لو أنه كان يخدع نفسه فقط طوال السنوات الماضية....

هذا المنزل يشهد على الكثير من الأشياء التي كانت جميلة يوما ما... لكنها الآن صارت مؤلمة لمجرد تذكرها.....

دخلت الصغيرة لوسي الغرفة وهي تقول: بابا.... أنا أريد اللعب على الأرجوحة .. لكن المربية إيميلي تقول أنه خطير... رجاء اسمح لي بذلك... كما كنت أفعل في منزلنا القديم....

حملها عاليا وهو يقول: شرط أن تكوني حذرة اتفقنا...

أشرق وجهها مع ابتسامتها.... لتنضم إليهما إيميلي قائلة: كريستيان.... طفلتك تحب فرض رأيها كثيرا.... أتمنى أن أستطيع التعامل معها أفضل في المستقبل....

ابتسم لها قائلا: أعلم... لكنني لا أستطيع أن أرفض طلبا لأميرتي الصغيرة... أنا آسف...

وضعها على الأرض... بينما ركضت إلى الحديقة... لتقول إيميلي ممازحة: أنت لست أبا جيدا يا كريستيان .... يفضل أن تكون حازما....

رفع حاجبه ورد: لكن.... هل نلعب دور الزوجين الآن؟!

احمر وجهها خجلا وهي... تستأذن وتخرج....

لينفجر ضاحكا....وهو يتذكر لقاؤه الأول مع إيميلي قبل سنة تحديدا....ما جمعه بها لم تكن ذكرى سعيدة... كان مارا بسيارته في إحدى الليالي... عندما لمح فتاة ملقاة على الأرض... على الأغلب أن أحدهم صدمها بسيارته ولاذ بالفرار....

لحسن الحظ أنه أسعفها في الوقت المناسب ونجت.....ومنذ ذلك الوقت....صار يطمئن عليها وصارت علاقتهما أقوى.... واعتبرها صديقة حقيقية... لدرجة أنه عرض عليها العمل كمربية لطفليه....والسفر معه إلى موطنه الأم.... هولندا....
في حين أن امتنانها للشخص الذي أنقذ حياتها... جعلها مستعدة لفعل أي شيء لرد الجميل له....

استفاق من موجة أفكاره... عندما دخلت كبيرة الخدم غرازيلا بخطى مترددة وهي تقول بوجه شاحب: سيدي... هناك زائر...

تطلع إليها مستغربا شحوبها لتضيف: السيدة سيلفيا....في الخارج تطلب رؤيتك....

لم تكمل المرأة حديثها.... لتقتحم سيلفيا الغرفة قائلة بثقة: غرازيلا أنا لا أحتاج إلى إذن...

ثم مباشرة وقعت عيناها على كريستيان..... لقد مر وقت طويل....منذ آخر لقاء لهما.... والذي كان يوم انفصالهما..... لكنه يبدو أكثر وسامة منذ ذلك الحين.... أنيق كعادته... بطوله الفارع.....وشعره الأشقر المسرح بدقة.... وعينيه الزرقاوين....
تمنت لو تقفز إلى ذراعيه وتعانقه.. تستنشق عبيره الذي افتقدته....وتشعر بدفئه..... لكن....

حبّ مستحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن