الفصل 28
أنهت إيميلي تحضير طاولة العشاء وهي قلقة من أجل كارل، لقد حبس نفسه في غرفته، منذ أن علم بما حل بعائلته...
للتفكير في ردة فعله قلقه على والده بالرغم من كل ما فعله به إنه يملك قلبا طيبا حقا، يبدو أنه لا يكره والده في نهاية المطاف.
ترددت وهي تطرق باب غرفته، وأجابها بعد صمت طويل بأنه لا يريد تناول شيء.
تنهدت بعمق وهي تجلس وحيدة إلى الطاولة. لقد توالت الأحداث الحزينة عليه ترى ما الذي يمكنها فعله لإبهاجه هي لا تتحمل رؤيته حزينا...
وضعت يدها على قلبها وهي تتساءل عن سبب ذلك الشعور الذي يخالجها. لقد صار كارل محور تفكيرها لا تدري لماذا، لكن كل ما تتمناه هو أن يكون سعيدا.
ترى هل لأنه ساعدها واعتنى بها أم أن السبب مغاير، هل الحب مثلا؟!توترت وهي تفكر في ذلك، عندما تتذكر تعلقها بكريستيان، اعتقدت أن ذلك حبا بسبب شعورها بالامتنان له على إنقاذ حياتها لكنها كانت مخطئة وتحطم قلبها.
هي لا تريد تكرار ذلك، لا يجب أن تفسر كل ما تشعر بأنه حب، كارل مجرد صديق أو على الاقل هو يعتبرها مجرد صديقة، مع أنها في أعماقها تتمنى...
طردت تلك الأفكار من رأسها، ووقفت بعصبية عندما رن هاتف الشقة.
تساءلت إن كانت غرازيلا تتصل للاطمئنان عليهما، أجابت، لتسمع صوتا أنثويا يبكي بحرقة ويقول: كارل أين أنت؟! أنا حقا في حاجة إليك إلى جانبي، أنا أحبك، ولم أتوقف عن حبك، والدك في السجن وسأنفصل عنه قريبا ولم يعد هناك ما يفرقنا... كارل هل تسمعني ؟!!!
توترت إيميلي وهي تدرك أنها ماريا، صدقا تلك الفتاة وقحة حقا!!
أغلقت السماعة في وجهها دون قول شيء.
وتساءلت إن كانت ماريا تقول ذلك في محاولة يائسة منها لاستعطاف كارل أم أنها تتوقع منه حقا العودة إليها، هو لن يفعل ليس بعد كل ما فعلته!
رن الهاتف مجددا ورفعت إيميلي السماعة لتقول ماريا متوسلة: كارل لم لا ترد علي، هذه ليست عادت، أريد سماع صوتك،.... حسنا لا بأس، لكنني أعلم أنك تصغي إلي، منذ انفصالنا لم أتوقف عن التفكير بك، ذكرياتنا معا ولحظاتنا الجميلة، أنت كنت دائما تخبرني أنك تحبني ولن تأخذ أي فتاة مكاني في قلبك، قدرنا أن نكون معا، أعلم أنك غاضب مني،... لكن أعلم أن حبك لي أكبر من غضبك وستعود إلي في نهاية المطاف، هذه ليست أول مرة نفترق فيها، لقد كنت دائما تسامحني مهما كانت أخطائي وهذا ما سيحدث، يأنتظر اتصالا منك رجاء أنا حقا...
لم تحتمل إيميلي سماع المزيد، وأغلقت السماعة بعصبية،...
بالتفكير في الأمر لن تستغرب إن سامح كارل ماريا حتى مع فعلتها التي لا تغتفر...إذا كان يحبها كما تقول فسيسامحها ..
أنت تقرأ
حبّ مستحيل
Romanceمقدمة: كريستيان بعد قصة حب مجنونة مع خطيبته سيلفيا.... صُدم عندما رفضت الزواج منه متمسكة بشرطها الذي اعتبره مستحيل التنفيذ... حمل خيبته معه وسافر بعيدا ليؤسس لنفسه حياة جديدة.... بعد خمس سنوات يعود كريستيان إلى موطنه الأم رفقة طفليه والمربية إيمي...