الفصل 29

1.1K 53 3
                                    

الفصل 29

ترجلت سيلفيا من سيارة الأجرة وهي تشعر بتوتر شديد، لقد دار نقاش حاد بينهما هي وكريس هذا الصباح عندما رفضت أن يرافقها إلى مكان اللقاء مع السيدة أوليفيا.

حسنا هو لا يعلم أنها والدتها وأنها دعتها إلى منزلها... هي لم ترده أن يعلم... الأمر ما يزال مبهما بالنسبة إليها... كل ما تعلمه هو أنها في حاجة للتحدث إلى والدتها بهدوء وعلى انفراد، فرانك لن يكون موجودا أيضا، ذلك كان شرط سيلفيا....

دقت الجرس محاولة المحافظة على هدوئها لقد تخيلت العديد من السيناريوهات لهذا اللقاء ومع ذلك....

استفاقت عندما فتحت والدتها الباب بنفسها، حدقت كل منهما في الأخرى، وأخيرا احتضنتها أوليفيا بقوة قائلة: لا أصدق أن الطفلة التي فارقتها صارت امرأة ناضجة... حمدا لله... لم أتخيل أبدا أن ألتقيك مجددا...

بقيت سيلفيا ساكنة ولا تعلم كيف عليها أن تتصرف وفي النهاية قادتها والدتها إلى الداخل وجلستا سوية...

توترت من نظرات والدتها المليئة بالحب والاشتياق والأسوأ أن هذه المرأة تشبهها كثيرا،
تحسست وجنة ابنتها قائلة بقلق: صغيرتي، أنتِ لم تقولي شيئا منذ قدومك، هل أنت بخير؟!

بللت شفتيها وهمست: لا أعلم... أنا حقا ما زلت متفاجئة، أن ألتقيكِ بعد كل هذه السنوات... هذا لا يصدق... لكنني سعيدة بكل تأكيد... ومع ذلك هناك الكثير من الأسئلة تؤرقني... أتيت للحصول على إجابات يا أمي...

ابتسمت أوليفيا بحنان قائلة: أفترض أنك تريدين سؤالي عن سبب انفصالي عن والدك...

عبثت بيديها في حجرها قائلة: أعلم أن من الفظاظة أن أسألك عن هذا في لقائنا الأول لكن الأمر مهم جدا بالنسبة إلي،...

قدمت لهما الخادمة مشروبا باردا....

في حين همست أوليفيا: حسنا، أنت تعلمين أن والدك كان يخونني مع إحدى صديقاتي، علمت ذلك بعد ولادة كارل والأسوأ أن عشيقته كانت حاملا، ذلك دفعني للجنون، لذلك قررت تركه.

- أعلم ذلك، لكن أتساءل حقا عن السبب الذي دفعه لخيانتك... الواقع أنني ليلتها سمعت شجاركما... كان يلومك لأنك أهملته وأن العناية بنا شغلتك عنه لذلك اتجه إلى امرأة أخرى....

سرحت أوليفيا بأفكارها ثم همست: لقد كان فقط يبرر لنفسه، أعتقد أنه لا مبرر للخيانة... لكنني أيضا أعتقد أنني كنت مخطئة، لقد تزوجت أوغست بعد قصة حب مجنونة، مع أن ذلك يبدو صعب التصديق.

اتسعت عينا سيلفيا بينما أخبرتها والدتها أن أوغست التقاها خلال إحدى سهراته، هي كانت نادلة بسيطة وهو رجل ثري وعلى الفور أعجب بها لكنه أخبرها بوضوح أنه ليس جادا بشأنها وأنها مجرد علاقة عابرة.... لكن بمرور الوقت تعلق بها وقرر الزواج منها عندما علم أنها حامل بابنته... السنوات الثلاث التي تلت ذلك كانت مليئة بالسعادة لهما، لكن لاحقا عندما حملت بكارل أوغست بدا معارضا للفكرة، خاصة أن صحة أوليفيا لم تكن جيدة، ومن جهة أخرى كان عليها منح الرعاية لطفلتها الصغيرة....
وفي المقابل أهملت زوجها تماما....

حبّ مستحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن