الفصل الثالث ج2

3.7K 157 29
                                    


الفصل الثالث ج2

تأمل سليمان ملامحها التي يعشقها ويقبلها كل ليلة قبل أن يخلد للنوم وأردف بحنانٍ جارف

-كنت قد دخلت توي من باب المنزل وعندها دوت صرختك عالية لتملئ أرجاء المنزل ويتردد صداها في قلبي فهرعت إلى المكتب لأجدك تجلسين على الأرض ورأسك ينزف وحينما رأيتني مددت يدك الصغيرة الممتلئة بالدم وقلتِ بنظرتك اللطيفة المتألمة " ساعدني يا جدي أنا أموت"

قالها بشجن طغى على ملامحه ليمسك يدها ويقبلها قبل أن يحتلها بين يده ويجذبها إلى صدره بينما يُكمل

-كنتِ في السابعة من عمرك وكانت جدتك توفيت قبل ذلك بسنة فأصبحتِ شغلي الشاغل إن كنت أحبك قبل ذلك قيراطًا فحينها أحببتك أربعة وعشرين قيراط... هل تعلمين أن جدتك كانت تغار منك لأنني أدللك وأخصص لكِ وقتًا من أجل اللعب معك حتى أنني كنت أبتاع إليكِ كل يوم الكثير من الحلوى أنتِ وتميم الذي لم يطمر فيه شيئًا

ضحكت بنون باستمتاع وهي تلتقط الحنق من صوت جدها لتقول مدافعة عن الوغد

-والله تميم طيب يا سليمان فقط لو لا يستمع لكلام أمي

نظرَ لها سليمان باستنكار صائحًا

-وهل خيّبه غير دلال أمك فيه اصمتي لا أريد أن أكثر في الحديث ففي النهاية هي والدتك

احتضنته أكثر لتغمغم

-تعرف أنك لو تحدثت لن أناقشك لأنك تقول الحق دائمًا لا تخشى لومة لائم كما يقولون

قبّلَ سليمان رأسها بعاطفة يختصها بها وحدها ثم همسَ

-أعرف لطالما كنتِ ذكية.. وبمناسبة ذكائك هذا أتذكرين يوم اصبعك الكبير؟!

زمجرت بنون بدلال وهي مازالت في حضنه

-جديييي... لا تسخر مني لقد كنت صغيرة حينها

ضربها على رأسها بخفه قبل أن يتمتم ضاحكًا

-كنتي في الثالثة من عمرك يا ذكية.. لا أعرف ما الذي أردتِ تجربته عندما وضعتِ يدك داخل صفيحة المربى؟؟ ووالدتك الأذكى منك بدلاً من أن تُخفض فوهة الصفيحة المفتوحة وتسحب يدك ببطء، سحبتها بسرعة فحدث تمزق واضطررنا لتخيطه

ما إن أنهى كلامه حتى ضحكَ بشدة ولم يستطع الحديث بعدها لمدة جعلَ هذا بنو تُصاب بالحنق ويحمر وجهها ما سيقوله جدها بعد ذلك فطالما انتابه هذا الضحك كله فالقادم مُحرج لها ... وبشدة

-لا زلت أتذكر وجهك الباكي حينها وأنتِ تمسكين علبة العصير بيدك الأخرى وأنا أحملك تبكين قليلاً ثم توقفي لشرب العصير وبعدها تعودي للبكاء ولم تكتفِ بهذا بل أنكِ طلبتِ علبة عصير أخرى فأعطيتك إياها وبقيت أراقبك وأنتِ تشربين ثم تبكين.. كان فمك مضموم بشكل طفولي أفقدني صوابي، كنتِ لطيفة للغاية وحينها علمت أنني لن أتخلص من سحرك يا حبيبة جدك

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن