الفصل التاسع عشر

2.8K 158 30
                                    


الفصل التاسع عشر

كانت أحجية متشابكة

قلبك.. وبداخله متاهة

وفيه أنا ضللت الطريق

-هل أنتِ غبية أم ماذا كيف لك ن تطلبي هذا لطلب من زوجك؟؟

تأوهت من وكزة جدتها التي طالت ذراعها، مسدتها ثم مالت على حجرها وتحدثت بينما تلوي شفتيها بضيق

-ما الذي كنتِ تريديني أن أفعله يا جدتي وهو يتبجح ويأتي لغرفتي طالبًا مسامحتي؟؟؟.. وبصراحة أردت التعرف على غريمتي التي... التي... سرقت قلبه

تحشرج صوتها في جملتها الأخيرة فضمتها فاطمة إلى صدرها لتستكين عليه وتغمغم بقلب مكلوم على حفيدتها

-غريمة ماذا يا حمقاء وهل يوجد غيرك في قلبه... هو اختارك أنت لكن الأخرى لا أستبعد أن لجدك يدًا في هذا الأمر

بدور

-حقًا يا جدتي؟؟

نهاد

-كيف هذا... هل يمكن لأمر كهذا أن يحدث

رابحة بدموع

-والله وهل سلطان امرأة ليسمع كلام جدي في هذا... هو يعرف أنه إن فعلها لن أنظر في وجهه القبيح مرة أخرى

فاطمة بخبث

-هل هو قبيح حقًا

انتفضت رابحة بعصبية غير مبررة وبوجه أحمر كانت تصرخ عاليًا

-نعم بوجهٍ قبيح وقلب أقبح... هل لأنني أحبه يفعل هذا بي؟... لقد تذللت له حتى يقبلني وأنا هي التي اختارته يا جدتي وليس هو من فعل... لولا وقوفي في المجلس وإرادتي للزواج به لكانت الأخرى زوجته الوحيدة..... لم أكن أريد أن أقول هذا الأمر حتى لا يُقال تعايره لكن حفيدك جاحد أنكر قلبي الذي أحبه وهو لا يستحق

هزت رأسها نفيًا والدموع تنساب من وجنتيها واحدة تلو الأخرى... أغمضت عينيها مجروحةً... ومقهورة... قلبها يئن حسرة على حُب أضاع كبريائها وهي أنثى كل ما تُقدسه هو الكرامة

-أنا أكرهه... حقًا أكرهه ولا أريد رؤية وجهه مرة أخرى ... فليكن شجاعًا ويطلقني وأنا أعده أنني لن أريه وجهي مرة أخرى... وليهنأ مع زوجته .... "ابتلعت ريقها وأكملت بصوت مكتوم" إن كان يظن أنني سأتغاضى وأعود لها فأخبريه يا جدتي أنه مخطئ رابحة الهاشمي لن تحني رأسها لأيًا كان .... حتى لو كان من امتلك قلبي يومًا ما

الجميع شهد حالة الانهيار التي تلّبست رابحة.... مع كلامها السريع ... حالتها المشعثة .... دموعها المتواترة بغزارة على وجنتيها الحمراوين كما عينيها

حديثها أيقظ الكثير في صدور الثلاثة اللاتي يستمعن لما تقوله

فجدتها كانت تشعر بالذنب لأنها كانت تعلم بوادر الفكرة التي تنمو في عقل زوجها وحفيدها ولم تكن بذلك الإصرار لتمنعهم

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن