الفصل السابع عشر الجزء الثاني

2.4K 171 41
                                    

الفصل السابع عشر الجزء الثاني 

أرجو الدعاء لخالتو بالشفاء العاجل

"والآن نفترق"

حينما يخذلك جسدك ويتملكك التعب نفسيًا تُصبح كورقة في مهب أي ريح، تتقاذف نحو صحراء المشاعر المُبهمة

نهارًا حارقة ومؤذية تلهب صدرك

وليلاً باردة كملامحك الفاقدة للشغف

وفي كلتا الحالتين

تستدعي مُقلتيك الدمع علّك تشعر

ترقد على سريرها تنظر للسقف، لقد حانت اللحظة التي تجلس بها مع نفسها وتُقيّم أفعالها التي مؤخرًا تدفعها لاستهلاك أخر ذرات صبرها ثم تُكلفها احمرارًا للوجنتين

زفرت بقنوط ثم أغمضت عينيها، وما إن فعلت حتى داهمتها نظرة جدها التي لن تنساها كما لن تنسى خذلانه لها أمام والدتها

وتلك الأخيرة...

لقد علّمتها الدرس جيدًا أنه لا يوجد حبًا نقيًا للأمهات كما يتغنون، هناك بعض الأشخاص مثل أمها لا يدركون معنى أن تمنح حبًا متساويًا لأولادك دون تفرقة

ودون أن ينظر أحدهما للأخر كأنه سلبَ منها شيئًا ثمينًا

وضعت يدها على عينيها عندما شعرت بانسلال دمعها ليندثر داخل الوسادة دون أن تلحقه كما بقية أحلامها المتبخرة خلف وعود ذلك الوغد الذي أحبته...

لكن لم تلومه؟

فوالدتها هي الأخرى لم تُحبها بالقدر الكافي الذي يجعلها في غنى عن علاقة سامة كتلك!!

صعدَ صدرها عاليًا ثم هبطَ ببطء، مُتهدجًا كمن كانت على وشك البكاء ثم غيّرت رأيها لأنه لا فائدة!

لا فائدة من أم لا تحتضن

ولا أخ قريب

ولا حبيب يتمسك

ولا جد يسمع!

ربما قد تكون مُخطئة ناحية جدها، لكنه طالما عوّدها على الدلال لم الآن قرر أن يُنزلها من عليائها لتواجه خطئها!

فليتغاضى كالسابق ويضمها إليه مخبرًا إياها أن هذا اللعين لا يستحقها وأن مكانتها عنده لن تتغير، ومهما تخطئ سيكون موجودًا لأجلها

-تبًا لكم جميعًا...

قالتها بعنفوان وهي تعض شفتيها قهرًا ثم استدركت نفسها بسرعة

-ماعدا جدي... والله قلبي الرقيق هذا سيدفعني للهاوية مرة أخرى... لن يدفعني فقط سيمسكني من رقبتي ويلقيني فيها

رمشت عدة مرات وهي تتبين الصوت الخارجي الذي قطعَ وصلة ذكرياتها الثمينة، وبالطبع من سيكون غير أخيها وذاك والـ....غريب

-تبًا لك أيضًا أيها الغريب

لا تتذكر إن كانت تعرف اسمه أم لا، لكن لقب الغريب يليق به كثيرًا

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن