الفصل الأول

10.6K 246 24
                                    


ما الهوى إلا.. لسلـــطان

الفصل الأول

وليس كل هاوٍ سلطان!!

القوة ليست قوة الجسد، والصبر لا يكمن في الانتظار؛ فقوتك الحقيقية هي ذكاءك والصبر لا يأتي إلا بعد رضاء

في عرين البدو المظلم وليله الدجي

يأخذ أنفاسه بقوة وغير انتظام، يتصبب عرقًا من كامل جسده بداية من جبينه الأسمر –الذي اكتسبه من طقس البدو الحارق- حتى ذراعيه المكشوفين دون رادع من كنزته التي تلتصق بجسده، يقف متحفزًا ويديه تتسارعان في وتيرة معينة لضرب الثقل الذي أمامه بقوة وعينيه السمراوتين لا تحيدان عنه بل تضيق بترّقب شديد كأنها فرصة اقتناص وليس تمرينًا عادي!!

وفي الحقيقة لم يكن تمرينًا عاديًا لرجلٍ عادي...

بل كان استعدادًا لمواجهة محتومة طرف واحد فيها من يعرف بدايتها ويشحذ قوته من الآن، أما الآخر غافل عن عما ينتظره... لا يعرف أن أحد الحقوق مسيرها تُرد!

سمعَ صوتًا من خلفه لأزيز الباب وهو يُفتح ولم ينتبه أنه قد اُغلق أيضًا بسبب صوت الضربة التي وجهها للثقل فلم يلحظ من خلفه ويتربص له منذ أن أصبحَ هذا المكان مأواه!!

تحدثَ بصوتٍ عالٍ نسبيًا في حين لم يتوقف ولم ينظر خلفه

-تعالى يا فراس أنا بانتظارك...لكن بالله عليك لو أتيت لتكمل حديثًا في الموضوع الذي تحدثنا فيه ارحل!

-وما هو الموضوع التي تحدثتم بشأنه أيها السلطان؟

توقفَ بغتة عما كان يفعله عندما لم يصله صوت ابن عمه بل صوت أنثوي ناعم ذو بحة مميزة يخترق أذنه بنبرته الفضولية الساخرة دون شيءٍ من المرح، يعرف هذا الصوت جيدًا ومن يكون سوى الجريئة ذات العقال المُنفلت؟...التفتَ لها وملامحه لا تنذر بالخير ليقول بغضب تفاقم عندما رأها بدون غطاء وجهها بل تقف باستفزاز تطبق ذراعيها لصدرها وتقف بشموخ

-ما الذي تفعلينه هنا يا رابحة تعلمين أن الوقت متأخر جدًا لتخرجي من الدار وتأتي إلى هنا وأنا وحدي !! أم لأن والدك وجدك ليسوا هنا رغبتِ ببعض الحرية والجرأة

اختضَ جسدها على إثر ذكر أبيها وجدها في جملة واحدة، لتظهر إمارات الغضب على وجهها بينما هو يرمقها بنظرات مشمئزة

يا إلهي كم يبغض تصرفاته الجريئة والتي تُشين لعائلتهم في معظم الأحيان، لا يراها سوى أنثى جامحة لا تروُض بل تستحق الحبس حتى تخفف من جنونها الذي يطول الجميع

نحّت شعورها الداخلي جانبًا ثم أعطته ابتسامة ساخرة عادةً ما ترتسم على شفتيها وفي المقابل تلقت نظرة غاضبة ومحذرة في آنٍ واحد وتتوقع في أي وقت أن يأخذها من ذراعها للخارج

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن