الفصل الثامن "الجزء الثاني"

2.1K 111 2
                                    


الفصل الثامن "الجزء الثاني"

كانت فقط شُعلة..

تفتح جِراحًا وتضمد أخرى..

مُلتهبة!

تُضرم نيرانها من نفخة واحدة من حقد

حارقة!

تلسعك بذكرياتها المشتعلة وتحرقك بتخبطك فيها

رباه!!.. كنتِ أنتِ تلك الشعلة

**********

ما الذي تريده المرأة أكثر من رجلٍ يعرف كيف يحتويها ويضع كل شيءٍ في نصابه الصحيح؟!

-يا إلهي!! كل هذا حدث من الحية ثريا؟

قالتها رابحة بعنفوان وهي تزم شفتيها بقوة، تطرق بقبضتها على راحتها الأخرى، ولم تكتفِ بل أضافت وهي تضيّق عينيها في تفكه

- وبالتأكيد شاركتها في الجريمة العقربة الأخرى خنفساء الحقيرة

ابتلعت نهاد ريقها في وجل، فيبدو من ملامح الفتاة التي تجلس أمامها أنها دخلت وكر ثعابين ولم تُدرك ذلك إلا بعدما ذاقت إحدى لدغاته، قالت في حزن وهي تفرك يدويها باضطراب

-يبدو أن تلك المرأة المسماة "حماتي" تكرهني كثيرًا، فهي منذ أول يومٍ لي وهي تتنمر على شكلي وجسدي.. وأخر الأمر تريدني أن أتجرع مشروبًا لأفقد الوزن.. أي إهانة تلك

قست ملامح رابحة وهي تستمع للمرة الثانية للحكاية من فم نهاد، وربتت على كتفها قبل أن تسألها وملامحها يغلب عليها العطف

-وماذا فعلتِ بعد ذلك؟

أجابت نهاد دون استيعاب

-فعلت ماذا؟؟

-بعدما جرعتك الكوب ما الذي فعلته لتردي على المهزلة التي حدثت؟؟

سألت رابحة بحدة لتأثرها بما حدث، وطفقت تترقب ملامح نهاد التي طغى عليها التفكير قليلاً؛ فعينيها تدوران في أنحاء الغرفة كأنها تتبع ماهية السؤال، وفي النهاية أجابت إجابة لم تكن تنتظرها... إجابة لم تُزد لها شيئًا سوى الغضب!

-بكيت

هدرت رابحة بعنف أمام وجهها

-بكيتِ!!! هذا الذي قدرّك الله على فعله؟!! البكاء يا نهاد؟

توجست نهاد منها فأرادت إصلاح ما أفسدته علَّ رابحة ترضى عنها

- بكيت وشعرت بالإهانة؛ الإثنين

بتلقائية رفعت إصبعي السبابة والوسطى في إشارة لرقم اثنين، ثم مطت شفتيها في صمت كأنها تحاول إيجاد، مثل من يبحث عن دلو ماء بعد مجيء رجال الإطفاء!

شعرت بألم في ذراعها نتيجة لقرصة قوية بعد الشيء من رابحة، التي انتفضت من مكانها وأخذت تصرخ فيها ونهاد مصدومة، مُتسعة العينين، ينتابها الخوف من الفتاة التي أمامها

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن