الفصل الواحد والعشرون

2.5K 129 21
                                    


الفصل الواحد والعشرون

أرجو الدعاء لخالتي "إيمان" بالرحمة والمغفرة

.............

كل الطرق تؤدي إلى الأوغاد

مهما طال المسير

نلتقي بهم في النهاية

*******

وفي الطريق الطويل إما تكثر الحكايات أو يندفع سيل الذكريات؛ بحلوها ومرها كله تحت السحاب يمر... فهواء السفر يغسل الإنسان من بؤسه ويُنقيه ليجعله كما ولدته أمه... إلا عاشق كبله عشقه حتى بات يتقلب على جمر لا على يمينه راحة ولا على يساره نجاة!

"قبل عدة أيام"

ملامح جدتها التي تشي بالكثير جعلت قلبها يتوغل قبل أن يهوي أرضًا بجملتها المقتضبة

-لدي ما أخفيه وحان الوقت لأخبرك إياه

زمت شفتيها بعنف وهي تستشعر جدية جدتها التي لا تُخطئها عين، إن كان ما هو جلل فهو يظهر جليًا في حركة يدها المتوترة على العصاة وملامحها المنقبضة

-هل هو خاص بسلطان؟!

تفكيرها وكل خلجاتها تدفعها إليه دومًا، ما إن تتنصل منه حتى تعود كأنها دائرة بدايتها ونهايته عنده.. عنده فقط

امتلأت أعين فاطمة بالدموع لكنها لم تفلت إحداهن حتى انتهت من سرد الحكاية... الحكاية التي من المفترض أن تُقلل الألم لكنها لم تزده إلا قيحًا

إذًا زواج سلطان من ياسمين كان بغرض الانتقام من والدها لأجل عمها التي يحمل نفس اسم حبيبها!

وقبل أن تتفوه جدتها بشيءٍ يُزيد تعكير صفوها كانت تنطق بتهدج ورأسها يلتفت يمينًا ويسارًا كأنها تهذي كمجذوبة وما كانت إلا عاشقة أنهكها الحب

--سلطان لا يفعلها يوجد شيء أخر لم يقله لك يا جدتي، لن يُقدم على هذا الفعل متهورًا هو يدرس الأشياء جيدًا... لا ...لا

كانت ترتمي على الفراش خلفها وكلها يختض مما سردته عليها جدتها توًا، تلقفَ كفيها وجهها المصدوم وحنّت أصابعها ببعض اللمسات التي مسحت دموعها التي انهمرت

لن تُنكر أن شيئًا من الراحة تسلل إليها لمعرفتها أنه لم يذهب بإرادته الحرة، لكن شيءٌ ما مفقود في تلك الحلقة.. فسلطان ككف لن تجهله إلا إن قطعته وها هو كفها ثابت فقط مكانته مُزعزعة قليلاً... وكلا من لا يتزعزع

أشفقت عليها فاطمة، فالبأس لا يترك حفيدتها تهنأ ساعة، اقتربت منها وأخذتها في حضنها واجمة... هذه حفيدتها وهذا حفيدها لكن شتان بين قلبٍ مكلوم وقلب يهيم على وجهه لا يعرف أضلال طريقه أم صلاح!

-هو لم يرد هذا منذ البداية وأنا والله أشهد على ذلك.. لقد انتهى النقاش بينه وبين جدك باحتدام أنه لن يفعل، ما الذي حدث بعدها لا علم لي فجأة علمت مثلكم أنه تزوج و لم يخبرني حبيبتي... لو فعل لكنت نهرته ومنعته عن تلكما ألم تسبب به لكما

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن