الفصل السادس عشر

3.1K 162 26
                                    


الفصل "السادس عشر"

"الدواخل فقط من تعرف السر"

فضلاً ادعوا لخالتو بالشفاء العاجل وربنا يطمنا عليها.....

أودعت إليك حبًا مُزخرفًا بالورود

كلما أوشكت أوراقه على الذبول سقيتها من فيض مشاعري

بينما مننت علي بالنظر في عيني

تبعه أذى لروحي

بئس القلب الذي أحبك

منذ أسبوع

في مغبة الأمر لم تدرِ بكلمات جدها التي اخترقت خلايا عقلها بقوة فشلّته لثوانٍ قبل أن تستدرك نفسها، ازدردت ريقها ببطء وملامح الضيق تحتل وجهها لتضيف بتحفّز

-ما الذ تقصده يا جدي؟

-ما سمعتِ يا حبيبة جدك يتعين عليكِ ترك البدو للانتقال للمدينة

بدا أنها لم تفهم عليه لوهله وظلَ وجهها متخشبًا لكن ما لبثت أن هتفت باستنكار رافعة حاجبها الأيمن

-وما المناسبة؟ منذ ولادتي وأنا لم أترك جانبك يومًا واحد كيف لك أن تأمرني بمثل هذا الأمر

حدجها برهان مستغربًا من النبرة التي تتحدث بها أمام جدها، لكن ما زاده هو رد سليمان عليها بمنتهى الأريحية

-أخبرتك حتى تتابعي العمل أليس هذا سببًا كافيًا لتتركي دلالي وتعتمدي على نفسك

دلال؟!!

أيسمع هذا الرجل ما تلفظه شفتاه؟ أم أنه يُخطط لأمر لا تعرفه ولا تستطيع أن تستشفه من بين ثنايا كلماته الغير بريئة بالمرة!

أخرجت تنهيدة قوية ومسدت جبينها ثم استطردت قائلة

-لسنواتٍ طويلة لم يتدخل أحد منّا في أعمال المدينة ما الذي تغيّر يا جدي..... أنا لست مرتاحة لهذا الأمر ولذلك أنا أرفض أنت تعرف أنني لن أواكب السرعة التي يعيشون بها هناك ولهذا أفضل أن أعيش وأموت في البدو

حاولت إضفاء التوسل لنبرتها تستعطفه لكنه لم يُبدِ أي تأثر على ملامح، وهذا بدا في قوله القاطع

-كل ما تقولينه هو هراء ليس إلا لقد اتخذت قراري ولا مجال للرجعة... أنتِ تعرفين ذلك لم تناقشين حتى

يؤلمها جفاء جدها، ويزعجها تغيّر معاملته معها، رغم اذنابها لكنها طمعت في سخاء حنيته عليها، رغبت فقط في فرصة ثانيــة تعوّض بها م فات

ابتعلت بصعوبة غصة مُسننة بالمرارة وأردفت بصوتٍ خالٍ من المشاعر والمجهود

-هل يمكنك أن تتكرّم علي بوقت إضافي للتفكير

رمقها باعتيادية كما لو أنه كان يعرف ما ستطلبه، وفي النهاية هزَّ رأسه واجمًا وأشار لها بالانصراف بطريقة لم تعتد عليها ففسرتها كقسوة

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن