الفصل الحادي عشر

2.4K 121 13
                                    


الفصل الحادي عشر

إهداء خاص

"هذا الفصل مُهدى إلى عزيزتي "ملك علي" الجميلة التي لم تتركني إلا عندما أنهيته، شكرًا لأنكِ كنت موجودة دومًا بتشجيعك وآرائك وخفة دمك التي هوّنت عليّ... أتمنى لكِ النجاح دومًا"

********

قد نتغاضى الحقيقة

لكننا بارعون في الكذب

فالحقيقة مؤلمة نغمض عينينا عنها

والكذب مُتاح يُنجيك ولو مؤقتًا

احتدمَ النقاش المكتوم بين سلطان وحماد، خاصةً مع جُملة الأخيرة المحفوفة بالكثير من المخاطر فقدَ سلطان توازنه وضربه في صدره ضربة قوية ارتدَ الآخر لها وكاد يضربه بالقصلة على رأسه لكن فراس وسالم اندفعا ليحولا بينهما تحت غفلة من الجميع الذي كان يبارك الخطبة لمحمد!

-ما الذي تفعله يا سلطان وحد الله

نطقها سالم وهو يدفع سلطان من صدره بينما الآخر يزم شفتيه وتختلج عضلات فكه إثر كزّه القوي على أسنانه، لقد بلغَ الغضب منه مبلغه واشتعلت الغيرة بين ثنايا أضلعه أسفرت عن حريق ناشب لا يُطفئه سوى موت هذا الحماد الذي يفتخر بإثارة حفيظته

لقد تجرأ وتعدى على عرضه، وبوقاحة يُخبره أنه يُحب خطيبته والتي في مقام زوجته!!... سيجعله يدفع الثمن غاليًا لكن ليس الآن حتى لا يلفت الأنظار لكليهما

لم يستكفِ بما فعله فهتفَ بنفور واضح من بين أسنانه

-احذرني يا حماد في خطواتك القادمة فمن الممكن أن يداهمك الأذى من حيثُ لا تدري

-ما الذي قلته يا حماد ليكون غاضبًا بهذا الشكل

أبعدَ فراس حماد وهمس داخل أذنه بعصبية حالما رأى العروق النافرة التي تظهر من جبهته، اشتدت أصابعه في قبضة كورها وكادت تُصيب فك سلطان لكن صوت محمد الذي طنَّ بالآذان كان بمثابة تنبيهًا للجميع على وجودهم في المجلس

-تعالى يا سلطان لتقبل يد جدك ليبارك هذه الخطبة

استطاع سلطان أن ينتشل مُقلتيه من التحديق بشراسة في خاصة سالم الذي بادله بحقد، والتفَ إلى عمه وداخله لم تُعجبه لهجته على الإطلاق، لقد لمحَ بها السخط وهذا ما جعلَ نُطفة منه تبرد وتهدأ ... لكنه تحرك ناحية جده ثائرًا

وجه محمد كلامه ناحية حماد الذي يعلو صدره ويهبط بتنفس غير منتظم

-ما الذي تظن نفسك فاعله يا حماد نحن في المجلس، تفتعل مشكلة لو وصلت لمسامع الشيخ لأقسم ألا تخط لك قدمًا للقبيلة مرة أخرى

أخفضَ حماد عينيه ونطقَ حروفه بغيظ

-لقد تم التلاعب بي يا عمي محمد ... ألست رجلاً حتى تقذفوني بين أيديكم كالكرة وتعطوني كلمة شرف ثم على حين غرة تسحبونها ببساطة... ألم يكن حديثًا بين الرجال حينها أم أنني فهمت خطئًا؟

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن