الفصل السابع والعشرون

2.2K 84 13
                                    

أحبك
وبين الألف والكاف نبضات لا تُعد ولا تُحصى.....
————————————
بداية كل كبيرة زلة!

وزلته لم تكن عادية بل أنه تزوجَ عليها بل أجبرها على القبول بذلك، استغلَ حبها وارتخاء دفاعاتها ثم أجهزَ عليها بلا شفقة ونحرَ أنوثتها بسيكنٍ ثلم قتل شعورها وتردد صدى الألم بصدره...

لقد ذاق ويلات التجاهل، ونيران الشوق والكثير والكثير من الدمع بشمسيها...

أضحيا كالزيت والماء لا يمتزجان لكن رجل مثله لا يرضخ للقوانين بل يفرض سيطرته ليحقق مُراده

-قبل كل شيء وأي شيء... أنا أحبك

هكذا صريحة!.. قالها دون مقدمات لتنكمش على نفسها أكثر ويدب في قلبها الحيوية ورغم جسدها الذي يريد الاندساس بأحضانه لم تتحرك إنشًا على الأريكة مقابله

وعندما بدأ.. أرفقَ مُقلتيه بخاصتها.. سلاحيه الفتاكين يحتضن شعاعيها ليشعر بدفئ روحها

-جدي

لم تكن غرٌ ساذج حتى لا تتوقع أن جدها هو سبب كل هذه الدراما وقائد سفينة مأساتها... بالتأكيد له يدًا في خراب هذا الزواج وهل يضيع هكذا فرصة؟

-أصرَّ على وجود ياسمين كزوجة ثانية لأن والدها كان سببًا في ضغينة عائلية لن يمحوها الزمن سوى بالدم وكان هذا أسلم حل لنستدرجه نحونا ونقضي عليه... لن أنكر أن جدتي رحمها الله كانت رافضة للفكرة بقوة وردعتني بقولها أن لا ذنب للفتاة وأنا اقتنعت..

صمت برهة يستقبل المشاعر التي اندفعت كالسيل من تلك الذكرى المؤلمة، ثم أجلى حلقه ثم استطرد

-لكن اليوم الذي تحدثتِ فيه لخنساء عني.. أنني لم أكن سوى رهانٍ كسبته وخاتمًا بإصبعك تحركينه كيف يشاء... هذه الكلمات لم تمر على أذني مرور الكرام لقد أوقدت شرايني بنيران الهزيمة... لقد طعنتني برجولتي فما كان مني إلا أنني في نفس اليوم ذهبت وقلت لجدي أنني سأتزوج ياسمين... لم أفكر حينها لم أرَ سوى شفتيكِ الساخرتين تضحكان وهي تقولان هذا الكلام وعينيكِ تبرقان بالتحدي.. أذني لا تسمع سوى تردد الشماتة والنصر في صوتك لأنكِ حققتِ حلم خنساء... ولو علمتِ حينها أنني لم أكن لأختارها قط... لقد أحببتك وكنت قد اخترتك وحدك.. حتى أنني خضت حربًا مع جدي لأجلك

يشعر بقلبه يلتوي بين صدره ورغم جمود ملامحه هناك شيئًا ما اختلجَ في عينيه، وهي صامتة تنظر له بجمود لكن هناك دمعة انسلت من عينيها ببطء شديد قبل أن تنتحر أرضًا.. أراد أن يمحو الدموع فلا تبكي عينيها أبدًا لكن لا مفر هذه المرة لينجو الأمل يجب أن يُميت الألم

-لقد كان حديثًا عابرًا أردت به إثارة غيرة خنساء... لا أنكر أنه شديد لكن هل يصل لدرجة أن تتزوج عليّ؟...ألم ترفق بي؟...
بصوتٍ هادئ ينم عن عاصفة مُقبلة لكنها لم تأتي حتى في جملتها القادمة

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن