الفصل الثاني عشر

2.9K 134 20
                                    


الفصل الثاني عشر

"ربحت بك"

كانت قد انتهت من زينتها ووقفت أمام المرآة تنظر لنفسها في فخر وسعادة لأنها حققت أخيرًا واحدًا من أحلامها التي أرادت امتلاكها

لم تشعر بمن دخل لكن عندما نظرت في المرآة انتفضت ورجعت خطوة للوراء قبل أن تستدير لتهمهم لنفسها بصدمة

-أبي

ليس الخوف هو من ملكها لكن الصدمة والمفاجأة هي التي احتوت مشاعرها في تلك اللحظة؛ فهي لا تأمن في حضرته أبدًا ورغم ذلك ليست خائفة، ربما عرف خطأه جاء يعتذر عما فعله بها

كانت ملامحه جامدة لم يتحدث ولم يُبرهن على وجوده لكنه قالَ جُملة جعلتها تتمنى لو أنه لم يأتي

-إذا أردتِ أن أعاملك جيدًا وتكونين ابنتي حقًا ...اتركي سلطان ولا تتزوجيه

-موافقة

لمحت التعجب وما لبثَ أن تحول لعدم تصديق على وجهه، لتُكمل جملتها بثقة

-أنا موافقة أن أرفض الزواج من سلطان ولن أفتح الموضوع ثانية... لكن يجب أن تعدني بشيء

-ما هو

تساءلَ بتلقائية لتُكمل بملامح باهتة

-تُعطيني الأمان الذي سلبته مني صغيرة، تجعلني اُكمل تعليمي... تعتذر لي لأنك ضربتني وأهنتني أمام الجميع، تأخذ حقي ممن يضايقني وتمنع جدي من التدخل في أموري الشخصية... وأن تكون أبًا جيدًا معي وحينها سأجعلك أنت تختار ممن سأتزوج

ماذا اخترت يا أبي؟...

لا تعرف ما الذي حدث ففجأة دوت صرخة والدتها في أرجاء المنزل تلاها صوت بكائها، انتفضت من مجلسها واندفعت ناحية الصوت لترى أنه قادم من البهو الكبير بالصالة، أبصرت جدها ووالدها-الذي قلما يحضر- وهذا الضيف مجهول الهوية والذي شهدَ اخفاقها صباح اليوم، اقتربت أكثر لتجد والدتها تبكي وتحتضن أخيها المسجي أرضًا والدم ينساب من رأسه

صرخت حالما مرَّ بها الإدراك لما يحدث

-تميم

وجلست على ركبتيها أرضًا لتتفاجأ بدفع والدتها لها

-ابتعدي كل هذا بسببك سيضيع ابني بسبب نزواتك وحقارتك، لم تكتفِ بوضع رأسنا بالوحل بل طال الأمر أخيكِ أيضًا

شهقت مُجفلة حالما استوعبت حديث والدتها، وبدون وعي عاودت الاقتراب لتجد يد جدها تمنعها تلك المرة ويرمقها نظرة تنم عن كثيرٍ من حديث سيخوضانه بسريــة

وضعت رأسها أرضًا هربًا من نظرات جدها وازدردت ريقها بينما تستقيم في وقفتها تزامنًا مع التقاء نظراتها بهذا الغريب... وكأن ذُلها لم يكن ليكتمل إلا بوجوده!

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن