اقتبااااااااس

2.3K 114 27
                                    


اقتباس بسيط من الفصل اتمنى تحبوه

وقبل ما تقروا ادعوا لخالتو بالشفاء العاجل

وبإذن الله لما ارجع من اسكندرية هينزل الفصل كامل 💜

........

"ربما ... كنا"

الأمر كان أشبه برياح عاتية لها صرير مرعب

ففجأة انقلب كل شيء

حتى مشاعري

من الحب الهادئ

إلى الكره الصاخب

ولا زلت

مجبورة

غير راضية

******

الأمر أشبه بدوسة فرامل أوقفت السيارة فجأة فانحنى الجميع للأمام قبل أن يرتدوا للخلف بقوة

الزغاريد التي انطلقت من فم النسوة، والفرحة العارمة التي شقت سكون الليل وقطعت الوضع الحميمي الذي كان فيه سالم مع زوجته كل هذا تحوّل لأدمع ظنت أنها تختبئ داخل المُقل قبل أن تلمع على الأهداب مُنبئة بالسقوط

بداية من معرفة بدور بموت الطفل الذي بين يديها واخبار سالم الذي اقتحمَ الجمع الواقف دون إظهار شجاعة أو نية لدخول الغرفة التي مات فيها ولده

والصدمة لم تكن من نصيب بدور التي وجدت رابحة تقف بدورها بجانبها تحتضنا وتؤازرها، ولا دلال التي كانت تُمسك بالفتاة الناجية من الولادة وتردد "إنا لله وإنا إليه راجعون"

حتى الجد الذي تراص بجانبه في الخارج سلطان وفراس وأولاده الاثنين لم يكن بقدر صدمة الواقف على أعتاب الباب قدماه لا تحمله

رباه...

نظرات سالم تُحدق في اللفافة الصغيرة القابعة بين ذراعي بدور التي ترفض التخلّي عنها. اقتربَ منها بخطوات وئيدة، قدم تتقدم والأخرى تتأخر استجابة لقلبه المُلتاع وأعينه الغائرة بالدموع

وفي ذلك الوقت أشار الجد للجميع بالخروج وتركهم وحدهم، ربما كانت فكرة جيدة لكنها بالنسبة لرابحة سيئة للغاية... فهي تريد أن تبرح سالم ضربًا وأن تشمت به كثيرًا لكن في الكفة الأخرى كانت ستشهد انهيار أختها...

وقبل أن تخرج سارت بمحازاته وأردفت من بين أسنانها دون أن يسمعها أحد

-تبًا لك ... أنت تستحق هذا

كانت أخر من يغلق الباب، برأس مرفوعة وشماته واضحة

-ما الذي قلته لسالم؟

واجهها سلطان بوجه يبدو عليه الترقب والسخط معًا، فاصطنعت ابتسامة لا تُناسب الموقف وأردفت

-كنت أواسيه

حكَّ سلطان جبينه بإرهاق ثم تمتمَ بفطنة تعرف آلاعيب زوجته جيدًا

-الرجل به ما يكفي يا رابحة لقد مات ابنه الذي انتظره سنوات للتو... لا تزيدي الأمر سوءً

تشنجت ابتسامتها حتى ظهرَ على وجهها تعبيرًا حادًا

-ألم يزد الأمر سوءً على أختي عندما تزوج عليها أخرى من أجل هذا الولد!!!... ألم يكن الأمر سيئًا بما يكفي طوال فترة حمل أختي وهي مُترقبة ألا تُنجب الولد!!.... طيلة فترة زواجهم كانت الأيام كالجحيم بسبب كلماته الحقيرة مثله عن مدى رغبته بإنجاب الولد... وكأن الأمر على عاتق أختي وحدها...

توقفت تلتقط أنفاسها السريعة بينما سلطان يُشاهد صراعها المنفعل وللحق لقد انتابته شفقة على بدور أيضًا بعد حديثها...

وبحركة مفاجئة طوّق كتفيها بذراعه ضاغطًا برفق ثم قادها لغرفتهما بعدما لمحَ الدموع تتأرجح بين جفنيها مُهددة بالنزول

-أنا أعلم أن بدور ظُلمت هي الأخرى لكن الموضوع معقد كلاهما فقد ابنًا للتو... هذا ليس وقت إلقاء اللوم على أية حال

وكأنها تنبهت للتو على شعور الفقد المؤلم...

الشعور الذي لطالما لازمها ولتستغرب إذا عاشت غيره

-هيا أنتِ بحاجة للراحة رغم أنني أتحرق شوقًا لتكملة ما بدأناه لكن لا بأس المرات عديدة

كانا قد وصلا للغرفة فوضعت كفها على أصابع سلطان التي تحتضن ذراعها وتقربها منه كثيرًا ثم تنهدت وهي تتحرك لتكون بمواجهته بينما كفها الأيمن يُملس وجنته بلطف وتغمغم بابتسامة حقيقية تلك المرة رغم آلمها

-أفضل شيء أنك لن تفعل مثله... لن تذهب وتتزوج عليّ .... ضمنت زوجًا مخلصًا مثلك... أنا أحبك سلطان

وحرف النون الذي خرجَ من بين شفتيها رقيقًا جعله يُغمض عينيه انتشاءً وهربًا من جرتي العسل التي توخزه بسهام الثقة

وهو لا يستحق

انحنى على جبينها مقبلاً إياه وحروفه تهتز بخروجها

-أنا أيضًا أحبك

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن