الفصل العاشر

2.8K 131 16
                                    


الفصل العاشر

"لقد نفذت وعدي"

بهتت الوجوه وصارت الجدران ضيقة حتى بات التنفُس صعبًا في الحجرة، و غريزيًا اقتربت رابحة من سلطان بضعة إنشات حتى تُصبح تحت سلطة هالته، دون التنبُه إلى نقطة خطيرة، وهي أنا أقرت بحمايته لها. أما عنه فقد لاحظَ حركتها واندهش لكن الجزء الكبير منه كان مُعتدًا، واثقًا مُحبًا لما قامت به!

-إذًا ما تقوله خنساء صحيح وأن هناك شيئًا بينكما لن أستطيع إنكاره وقد رأيت بأم عيني ما يحدث!، لقد كنت أظنك عاقلاً كفاية يا سلطان حتى لا تزل قدمك في الرذيلة.. وأنتِ..

تدفقت كلمات الشيخ بغلظة ولم يستحِ أن يرشقهما بنظرات قوية قاسية خصت رابحة، وأخرى كان تستفهم بحدة استقبلها سلطان بصدرٍ رحب كأنه يتجهز لهذه المواجهة!

ورغم الرعب الذي خيّم على أوصال رابحة نطقت بصوتٍ يكاد ثابتًا

-لم يحدث شيئًا بيننا كنا نتحدث فقط..

تفلتت حِبال غضبه وهتفَ ساخطًا

-اخرسي ولا تتحدثي يا فاسقة، يا عديمة التربية.. يجب أن تخجلي من نفسك وأنتِ مضبوطة معه في هذا الوقت المتأخر من الليل

كان يُشير بعصاه بينما يتحدث وفور أن أتم كلماته حتى اندفعت قائلة بعصبية انتفخت لها أوداجها

-أخجل من نفسي؟؟ كنت أقف من ابن عمي نتحدث والباب مفتوحًا!! و لم علىّ أن أخجل وليست تلك التي أخبرتك كلامًا بالتأكيد لم يحدث حتى تأتي مشحونًا هكذا علينا

-رااابحة!!

صوت سُلطان العالي نبهها أنها تحدثت بقلة أدب وهي تعي ذلك لكـــنه مسَّ كرامتها ونطقَ على الوتر الحساس الذي ظلوا يطرقون عليه بمطارق الذنب لسنوات، وفي تلك اللحظة لم تعد تحتمل وانفجرت..

همَّ كامل بأن يضربها لكن سلطان حالَ -بوقوفه- بينهما، خاطبها من خلف كتفه وتلك المرة بعنف

-اذهبي لغرفتك الآن

-لكــن..

لم يُمهلها فرصة للاعتراض إذ جأر من بين أسنانه

-الآن يا رابحة

أغمضت عينيها مستسلمة لكنها ليست راضية، وقفت عندما وجدته يُجلس جده على الوسائد الأرضية ويحاول تهدئته بالكلمات، خاطرت بشجاعتها تلك المرة عند وقوفها على باب المضيفة وأردفت بصوتٍ يحاول أن يكون واثقًا رغم تهدُج شفتيها

-تذكر وعدك لي يا سلطان

تصلبَ جسده في وقفته وغامت عيناه بمزيجٍ من الشجن والعاطفة وقبل أن يستدير ليُجيبها كانت قد أطقت العنان لقدميها نحو غرفتها وتركتها يُدير معركة، شرسة ستقلب الأمور رأسًا على عقب!

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن